احلى التماسى

ما احلى القعدة والونسة والمشاركة فى الحوار مع الصحبة المبهجة

تعالوا معا نتابع هذه الاحداث لعادة من العادات المتوارثة فى الريف المصرى وخصوصا صعيد مصر رغم ارتفاع نسبة التعليم والتقدم والتكنولوجيا الذى بدا يطرق كل باب فى بيوت مصر المحروسة الا ان بعض العادات المتوارثة التى يقف عندها العقل وتتحكم العادة المتوارثة فى الانسان ويسعى جاهدا تنفيذا لحكم هذه العادة رغم ما يترتب عليه من مساوى مدمرة لكيان الاسرة من جميع النواحى وهى عادة الثار
واليكم مجموعة من النماذج التى تعرضت لذلك النموذج الاول انا شاب غير متعلم موجود ضمن اسرة مكونة من خمس افراد انا اكبر فرد فيهما حيث امى بعد ولادتى فضلت حوالى عشر سنوات لم تنجب غيرى حتى اذن الله وجاء اخوتى الاثنين الاخرين الى الدنيا كنت اخرج فى الصباح معى والدى الى نصف الفدان الذى يمتلكه ونزرعه بمجموعة متنوعة من الخضار الذى يباع يوميا للحصول على مصاريف اليوم لاعاشتنا الى جانب تنظيف الزراعات المجاورة بعد الاستئذان من اصحابها لجمع الحشائش اكل للجاموسة الى نربيها وتعتبر مصدر الدخل الاساسى لكل بيت ريفى معدوم الدخل فتعتبر الجاموسة هى اهم شئ موجود فى البيت لما تجلبه من خير يسترك عند حضور اى ضيف من خيراتها الى تعطيها من لبن وجبن وسمن كنا نستهلك ما نستهلكه والباقى كانت امنا تصنع منه الجبن والسمن لبيعه فى السوق والعودة بطلبات البيت من غنيمة بيع السمن والجبن واستمرت الحياة على ذلك الوتيرة
حتى حصل ماكان فى الحسبانفى يوم من الايام وبعد عودتنا من الغيط انا وابوى وقبل الدخول فى الدرب شوفنا لمة وعراك وضرب الشوم شغال بيخبط فى بعض وخصوصا انا وابوى ولالينا فى العراك ولاالمشاكل لكان يظهر ان المشكلة دى بالذات جات لغاية الباب ووقفت علشان تاخد حد فى رجليها واحنا وبنقرب بصينا لقينا اخويا الصغير غرقان فى دمه وملقح على جنب وعيال عمى هم من يتعاركون علشان اخوى اللى غرقان فى دمه
وبدل مايخدوه ويجروا بيه على الوحدة الصحية
سحبوا العصى وهجموا على الواد اللى ضرب اخوى وقامت العيطة وعقبال ماوصلنا انا وابوى كانت العركة خلصت لما ابو الواد اللى معاه العركة وقع على الارض من ضربة وادعمى واتلهت الناس فى الراجل الممدد على الارض واتسحبنا انا وابوى وولاد عمى وخدنا اخوى وجرينا منتظرين نعرف ايه اللى حصل للراجل وجه الخبر بوفاته نتيجة الضربة اللى خدها على راسه ودخلت السجن مكان واد عمى واتحكم على بخمس سنوات وحكم على مجلس الصلح المكون من العمد والمشايخ لمنع نزيف الدم بانى انا راجل العيلة الاخرى مكان اللى مات على ان ينتظروا خروجى لاخذهم تارهم منى على ان يسعى اهل الخير قبل خروجى لعمل صلح ويتم العفو عنى عن طرق القودة وقبل خروجى لم اعلم احد خصوصا انى خرجت لحسن سلوكى قبل موعدى بثلاث شهور بمناسة العيد الكبير
وهربت الى القاهرة
وبدات رحلة كفاحى فى طائفة المعمار وفضلت ابعث لاهلى ما يتوفر من مال فى البلد اللى يقيموا فيها عند احد المشايخ الذى اخذهم بعد الحادث تجنبا للفتنه حتى تهدا النفوس ويتم الصلح وكان هذا الرجل الكريم اعطى اهلى بيت وتوالاهم بالرعاية والمصاريف وادخل اخوتى المدارس ليتعلموا واستمريت فى ارسال المصاريف لاهلى وانا كل مرة اقول لهم على مكان اقامة مختلف حتى لايعرف احد طريقى وبدات ابعث لهذا الرجل الكريم ان يسعى للصلح مع الطرف الاخر حتى اعود واشاهد اهلى واخوتى بدل من غربتى وانا مطارد فى البلاد
وفعلا وفق الله هذا الرجل وتم الصلح ورجعت الى بلدتى
وبعد مرور عام من الصلح عندما رغبت اتزوج قام ابناء الرجل لانهم يعتبروا المسئولين عنى وفقا لقواعد صلح القودة بتزويجى اختهم وعندما اجلس معى نفسى وافتكر هذه اللحظات تدمع عينى
وادعوا الله ان لايريها لاحد لانها من اصعب اللحظات والسبب تافه لايستحق كل ذلك وكم نحن نعيش على عادات مدمرة نتبع فيها الشيطان



المصدر: من قلمى الشخصى
elo55

مع تحياتى مصطفى العمدة

  • Currently 110/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 271 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2010 بواسطة elo55

ساحة النقاش

م/مصطفى العمدة

elo55
اكتب كل ما يجول بخاطرى من افكار ادونها هنا حتى نتحاور ونتشارك الحوار البناء الهادف »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

13,076