الحكم الاخلاقى

تصدر من الناس احكام كثيره متنوعه والحكم الاخلاقى هو ان تحكم  على الشئ بانه شر او خير. عندما نقول ان الكذب شر فهذا حكم اخلاقى و عندما نقول ان الصدق خير فهذا حكم اخلاقى. والحكم الاخلاقى يصدر عن الاعمال التى فيها اراده فاذا لم تتوافر هذه الاراده فلا يصدر حكم اخلاقى.

والان فاذا اردنا ان نحكم على عمال بانه خير او شر فهل نحكم على العمل باعتبار نتائجه او باعتبار الغرض من الذى اراده العامل من عمله؟

العمل يجب ان يحكم عليه بانه خير او شر نظرا للغرض من هذا العمل لا نظرا لنتيجته. فالعمل الذى قصد به خير فهو خير بصرف النظر عن نتيجته والعمل الذى قصد به الشر فهو شر حتى لو كانت نتيجته حسنه. فقبل الحكم على العمل فالابد من ان نعرف الغرض منه.

ولما كان الحكم الاخلاقى يعتمد على معرفه الغرض من العمل فلا يجب ان نحكم بالشر او الخير الا على انفسنا او على من نتحقق من غرضهم من اعمالهم اما باخبارهم او قيام القرائن على اغراضهم.

وهناك احكام اخرى نصدرها على  الاعمال  بالنظر الى نتائجها وليس  باعتبار الغرض منها. مثل الحكم على العمل بانه ضار او نافع، فهذا الحكم يصدر بالنظر الى نتيجه العمل. والحكم على عمل بانه ضار او نافع غير الحكم على العمل بانه شر او خير. فكلاهما ينظر الى العمل من جهه غير التى ينظر اليها الاخر.

وهكذا فان الانسان لا يلم على عمل عمله يريد به خير اذا ساءت نتائجه بشرط ان يكون بذل الجهد الكافى ودقق فى معرفه نتيجه هذا العمل.

 

فيما سبق كان الحكم الاخلاقى يصدر على العمل. ولكم قد يصدر الحكم الاخلاقى على العامل نفسه. فنقول ان فلان هذا خير اذا غلبت اعمال الخير التى يقوم بها على اعمال الشر التى قد يقوم بها وهكذا نرى ان الانسان الطيب قد يقوم ببعض الاخطاء او الاعمال التى قد نعتبرها شريره والعكس.

 

والان كيف نحكم على شئ بانه خير او شر. فالناس يختلفون فى نظرتهم وفى تعريفهم للخير او الشر فما اراه انا خير قد يره غيرى شر وما نره الان خير قد نره فيما بعد شر فكيف نحكم اذا على شئ بالخير او الشر.... هناك بعض المقاييس التى قد يستخدمها الناس مثل العرف والرأى الشخصى والوجدان والعقل والاستدلال.

والان فهل من السهل الحكم على رئيس دوله استمر 30 عاما فى الحكم وحكم شعب يبلغ 80 مليون نسمه وهل من السهل ان نحكم على من نراهم ونعتقد انهم استغلوا طيبه الشعب المصرى فسرقوا ونهبوا واغتنوا وتمكنوا من زرع الحسد والانانيه والحقد والانتهازيه فى نفوسنا وخربوا وحدتنا وزرعوا الفتنه الطائفيه فى كل شبر فى مصر.

المصدر: كتاب الاخلاق تاليف احمد امين 1931
elmsalmi

احمد المسلمى

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 210 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

عدد زيارات الموقع

172,134