«حلة محشي» تكشف النصب باسم مصر

الأسكدرية -  الأربعاء, 07 سبتمبر 2016 15:49

  4 طلاب أسسوا مركز تدريب على البحارة التجارية بالقرب من الأكاديمية البحرية بالإسكندرية.. والمسئولون فيها يكتفون بالتبرؤ منه عبر بيان على الحائط عشرات الآلاف دفعتها الأسر كمصروفات فى مهب الريح .. والنيابة تخلى سبيل متهمين وتحيل أربعة إلى القضاء العسكرى.. وأسر الضحايا: راحت السنة على أولادنا.. ونتلقى تهديدات من ذوى المتهمين   واقعة نصب جديدة، زاد عدد ضحاياها على 70  شابًا، أنهوا لتوهم دراستهم الثانوية وبدأوا فى اتخاذ أولى خطواتهم للدراسة الجامعية، تحت شعار "علشان خاطر مصر"، أسس مجموعة من المتهمين حاليًا بالنصب والاحتيال، مركزًا للتدريب على البحارة التجارية فى موانئ الإسكندرية، والذى تقدم بأوراقه إليه أكثر من سبعين طالبًا فى دفعة واحدة للدراسة والحصول على شهادة البحرية، بقيمة مصروفات أقل كثيرًا مما تطلبه الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا المعتمدة، إلا أن بعض الأمور الغريبة التى كانت تجرى أمام الطلبة وذويهم كانت بداية الخيط لكشف العملية وقطع الطريق على منفذيها فى النصب على طلبة جدد، وتعطيل حياتهم العلمية، مثل "التدريبات المضحكة" والسماح بدخول "المحشى" والتحريض على الشرطة المدنية. كانت مديرية أمن الإسكندرية، قد أعلنت فى بيان لها، عن مداهمة الأجهزة الأمنية لمركز وهمى يقوم بتدريب البحارة التجاريين بدون ترخيص من الهيئة العامة للسلامة البحرية التابعة لوزارة النقل، وإلقاء القبض على 6 طلاب من القائمين عليه لقيامهم باستقطاب 25 طالبًا من راغبى العمل على البواخر التجارية مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 10 آلاف إلى 40 ألف جنيه. وقال البيان، إن الواقعة تعود إلى تلقى قسم شرطة ثان المنتزه بلاغًا من المدعو "أ. م. أ" 23 عامًا، حاصل على دبلوم تجارة، مقيم دائرة قسم الدخيلة، وعدد 24 آخرين ضد كل من " أ. ال. ر" 21 عامًا، طالب، مقيم كوم حمادة بمحافظة البحيرة، يرتدى زياً مماثلاً لزى خريجى الأكاديمية البحرية، و"ع. ل.ع" 22 عامًا، طالب، مقيم مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية والمحكوم عليه فى القضية جنح مينا القمح "مبانى" غيابيًا بالحبس لمدة شهر، و4 آخرين بينهم بحرى على السفن التجارية. واتهم البلاغ السابق ذكرهم، بقيامهم بالنصب والاحتيال عليهم والاستيلاء منهم على مبالغ مالية بلغت جملتها مبلغ 200 ألف جنيه، بزعم إلحاقهم بمركز التدريب البحرى للبحارة التجاريين الكائن بدائرة القسم وحصولهم على شهادات تخرج من المركز تمكنهم من العمل على البواخر التجارية بالموانئ المصرية خلال عامين من تاريخ التحاقهم بالمركز، بالاستعانة بكل من" أ.م.ع" 46 عامًا، محام، و"م.م.م" 44 عامًا، محام. وأضاف البيان، أن تحريات ضباط وحدة مباحث القسم بالتنسيق مع ضباط قسم مكافحة جرائم الأموال العامة أكدت قيام المتحرى عنهم باستئجار شقة بمنطقة المعمورة بدائرة القسم، وإنشاء مركز تدريب بحرى للبحارة التجاريين بدون ترخيص من الهيئة العامة للسلامة البحرية - التابعة لوزارة النقل- لاستقطاب راغبى العمل على البواخر التجارية مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 10 إلى 40 ألف جنيه. وتبين من التحريات، أن المتهمين قاموا بإنشاء قاعات تعليمية بالشقة والاستعانة ببعض العاملين على البواخر التجارية لإلقاء المحاضرات التعليمية، وإجراء تدريبات رياضية بمركز شباب أبو قير، واصطناعهم كارنيهات للدارسين منسوب صدورها للمنظمة الدولية للسلامة البحرية مثبت عليها صورة شخصية للدارسين يرتدون زياً مماثلاً لطلبة الأكاديمية البحرية. وبالاستعلام من الهيئة المصرية للسلامة البحرية، تبين عدم صدور تراخيص للمركز محل البلاغ. وقد تم ضبط المتحرى عنهم من الأول للسادس، وبحوزتهم مبلغ 6870 جنيهاً وعدد كبير من الكارنيهات المنسوب صدورها للمنظمة الدولية للسلامة البحرية.  وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، وتحرر عن ذلك محضر إدارى قسم ثان المنتزه . وقالت ولية أمر الطالب عادل يسرى مقدم البلاغ، إنها بدأت تشعر بالقلق بعد التحاقه بالمركز وبدء الدراسة فيه، وخصوصًا منذ الموافقة على دخول "حلة محشى" كانت قد أعدتها له إلى مقر المركز، وكذلك لما سمعته من ابن شقيقتها عن تدريبات غريبة يؤديها الطلبة فيه تصل إلى مرحلة "التعذيب" أحيانًا ولا صلة لها بأمور البحرية أو الملاحة، مثل "ضرب الحائط" والزحف على الأرض الملتهبة من شدة الحرارة وهم مكشوفو الصدر، بالإضافة إلى تحريض المسئولين فيه ضد الشرطة باستمرار ومطالبة الطلبة بأن "يضعوا أصابعهم فى أعين أفرادها" لو طالبهم أحدهم بإبراز بطاقتهم الشخصية . وأضافت خالة عادل: نحن من كشف عملية النصب وقمنا بتقديم البلاغ بعد شواهد كثيرة، أكدت لنا أن هناك نصبًا واحتيالاً، ففى البداية وجدنا أن قيمة المصروفات ليست واحدة وتبدأ من 10 آلاف جنيه وقد تصل إلى 40 ألفًا بحسب تقدير المسئولين وتقييمهم لمستوى الطالب المادي، ثم قمنا بدفع 800 جنيه كمقدم مقابل السكن الذى فرضوه علينا بدعوى مراقبة ورعاية الطلبة، وذلك على الرغم من أن المسافة بين المركز والمنزل الخاص بنا تقتطع فى مدة لا تتجاوز خمس دقائق، إضافة إلى مبلغ 1000 جنيه تأمين للمركب التى سيتم التدريب عليها. وأبدت الخالة حزنها، لضياع فرصة ابن شقيقتها فى الالتحاق بجامعة حكومية بعد تفويت الفرصة عليه لتقدمه عبر مكتب التنسيق، وتساءلت عن مصير الطلبة غير القادرين على الالتحاق بالجامعات الخاصة والذين ضاعت فرصتهم فى دخول الجامعات الحكومية بسبب عملية النصب هذه، كما أكدت أنها تتعرض لتهديدات من قبل أسر المتهمين المقبوض عليهم، مشيرة إلى أنه تمت إحالة أربعة منهم إلى المحكمة العسكرية، فى حين أخلى سبيل المحاميين على الرغم من أنهما "أس المصيبة" بحسب وصفها . أما الطالب عادل يسرى، فقد أكد صحة كل ما سبق ذكره على لسان خالته، وأضاف أنه علم بوجود المركز من حملة إعلانية أغرقت مواقع التواصل  الاجتماعى وخصوصًا "فيسبوك"، الذى كان بعض أصدقائه ينشرون صورهم عليه وهم يرتدون زى البحرية ليتباهوا به، موضحًا أن المسئولين فى المركز كانوا كلهم شباب فى العشرين من عمرهم وأكبرهم كان يبلغ فقط أربعة وعشرين عامًا وهذا كان أول ما لفت نظره وزملائه منذ بدء إقامتهم فى السكن المخصص لهم . وقال: كانوا يؤكدون لنا أن المركز يقوم بتدريبنا فى إطار منحة تقدمها دولة "بنما" لأجل مصر، وكانوا يرددون هذه الجملة كثيرًا، إلا أننا لم نكن نتلقى أى محاضرات نظرية على الرغم من حصولنا على كتب دراسية لم نعرف عنها شيئًا حتى كشف الأمر لنا أحد الإداريين الذين جاءوا للعمل بالمركز واكتشف مع الوقت أن المركز غير معتمد، وأنه لا صحة لوجود منحة من بنما لأجل مصر فى هذا الشأن بعد تأكده من السفارة نفسها. وأضاف: أخبرنا الإدارى "حسام حمدى"، بأنه اكتشف أن الأمر كله نصب، وطلب منا أخذ ملفاتنا وما دفعناه من مصروفات والخروج من المركز، وحين واجهنا المسئولين فيه بما عرفناه قال أحدهم لغيره: "اللعب بقى ع المكشوف"، إلا أنهم ينتقمون منه الآن ويزعمون بأنه شريك لهم فى النصب على الرغم من أنهم قاموا بفصله وإعلان ذلك بعد مواجهتهم بما عرف. وبحسب ما قالت خالة عادل، يوحى حديث المتهمين وأسرهم بأن النهاية ليست بهذه البساطة التى نتخيلها، وكأن وراء الأمر "حد تقيل" ساهم فى استمرار عمل المركز طيلة فترة تأسيسه وهى قرابة العامين، مشيرة إلى وجود المركز بجوار الأكاديمية البحرية الحقيقية والمعتمدة من الدولة، ووجود اللافتة الخاصة به عريضة وبارزة على بعد مسافة قريبة جدًا منها، وهو الأمر الذى لم يتخذ ضده أى إجراء من قبل الجهات المعنية والمسئولة .. إلا أن الأكاديمية كانت قد علّقت بيانًا لها على بوابتها الرئيسية تشير فيه إلى أن المركز لا يمت إليها بصلة وأنها لا تعرف عنه شيئًا!!.   
 







 

المصدر: الأسكندرية - ميامي
elmaystro2014

الموقع الرسمى لجريدة أحداث الساعة - رئيس التحرير: أشرف بهاء الدين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 166 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2016 بواسطة elmaystro2014

ساحة النقاش

ASHRAF BAHAAUDDIN

elmaystro2014
جريدة أحداث الساعة : الصوت الحر من الشعب و الى الشعب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

248,816