جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قصة قصيرة يقلم : عبير الماغوط
" ﺍﻟﺠﺪَّﺓُ ":
ﺃﻫﻼً ﺑﺄﻣﻞِ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺭﺑﻴﻌﻬﺎ ، ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﺟﻠﺴﻲ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻏﺎﻟﻴﺘﻲ . ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺷﻚ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﻴﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ، ﻣﺎﺃﺧﺒﺎﺭ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﻴﻄﻴﻧﻪ؟
" ﺃﻣﻞ ":
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻭﺷﻜﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ . ﻟﻚِ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻳﺎﺟﺪّﺓ ، ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻠّﻤﺘﻨﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻋﻠّﻤﺘﻨﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎﺗﻘﺼّﻳﻨﻪ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔٍ ﺫﺍﺕ ﻣﻐﺰﻯ ﺭﺍﺋﻊ .
" ﺍﻟﺠﺪّﺓ ":
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭﻙ ﻳﺎﺃﻣﻞ ، ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺳﻴﻘﺺّ ﻟﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ ".
ﺟﻠﺴﺖ ﺃﻣﻞ ﺗﺨﻴﻂ ﻣﺎﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺏ ، ﻭﺗﻔﻜّﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺮﻭﻳﻬﺎ ﻟﻠﺠﺪّﺓ . ﺻﻤﺘﺖْ ﻗﻠﻴﻼً ﺛﻢَّ ﺑﺪﺕْ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔٌ ﻋﻠﻰ ﻣُﺤﻴّﺎﻫﺎ ، ﻭﺑﺪﺃﺕِ ﺍﻟﻘﺼّﺔ :
ﻛﺎﻥ ﻳﺎﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺎﺟﺪﺗﻲ ، ﺭﺟﻞٌ ﻭﺍﺑﻨﺘﻪُ ، ﺃﺭﺍﺩﺍ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﺟﻤﻞ ﻫﺪﻳﺔٍ ﻟﻠﺠﺪّﺓ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ . ﻓﻌﻤﻼ ﺳﻮﻳّﺔً ﺑﺠﺪٍّ ﻭﻧﺸﺎﻁٍ ، ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻳﺪﺧُﻼﻥِ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼّﺼﺔ ﻟﻠﺰﻭّﺍﺭ ﻭﻳُﻐْﻠِﻘﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﻠﻔﻬﻤﺎ . ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ، ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ، ﻭﻓﻮﺟِﺌَﺖْ ﺍﻟﺠﺪّﺓ ﺑﻜﺮﺳﻲٍّ ﻣﺰﻳّﻦٍ ﺟُﻬّﺰَ ﻟﻬﺎ، ﻭﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺺَّ ﺣﻜﺎﻳﺔٍ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔٍ ، ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻘﺎﺋﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻟﻴﺄﺧُﺬﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌِﺒْﺮﺓَ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ . ﺳُﻌِﺪَﺕْ ﺍﻟﺠﺪّﺓ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻭﺃﺣﺴّﺖ ﺑﺄﻥّ ﺍﻷُﺳﺮﺓ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﻬﺘﻤّﺔً ﺑﻬﺎ ، ﻭﺃﻥّ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﻴﻤﺔٌ ﻛﺒﻴﺮﺓٌ . ﺗﻮﺗﺔ . ﺗﻮﺗﺔ . ﺣﻠﻮﺓٌ ﻗﺼّﺘﻲ ﻳﺎﺟﺪّﺗﻲ؟؟
ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺍﻟﺠﺪّﺓ ﺑﺎﻟﺪّﻣﻊ، ﻭﺿﻤّﺖْ ﺃﻣﻞ ﻟﺼﺪﺭﻫﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ :
ﺳﻌﻴﺪﺓٌ ﺃﻧﺎ ﺑﻚ ِ ﻳﺎﺃﻣﻞ
ﺑﻘﻠﻤﻲ ﻋﺒﻴﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ
ﺳﻠﻤﻴﺔ _ ﺳﻮﺭﻳﺎ
المصدر: الآديبة السورية عبير الماغوط
الموقع الرسمى لجريدة أحداث الساعة - رئيس التحرير: أشرف بهاء الدين
ساحة النقاش