يبدو واضحا أن مايتم في الحروب والفوضى لتحطيم الحضارات يبدأ من خلال فوضى العلاقات الجنسية لتجريد الإنسان من كل القيم المادية إلا حيوانيته ليتم تدمير البشرية فتكون خاضعة وهو المعول الأول الذي حطم الحضارة الرومانية والإغريقية والفارسية وآثاره شبه كاملة في انهيار فرنسا وتظهر هذه الآثار في أمريكا والسويد وانكلترا ولكنها ظهرت مبكرة في فرنسا وهذا ماجعلها تركع على أقدامها في كل حرب خاضتها منذ ١٨٧٠م إلى يومناواستخدام البدع ليس حديث العهد لتغيب الأخلاق وإنما عهده قديم جدا ففي الحرب العالمية الأولى ابتدعت فرنسا بدعة (البغاء المتطوع) علاوة على (البغاء التجاري) المعروف ليبلغ هذا النوع المبتكر للفحشاء الشأن العظيم ويتم تكريم النساء المحبات للوطن واللآتي كن خدمن الأبطال المدافعين عن أرض فرنسا وولدن جزاء تلك الخدمة أولادا لا يعرف آباؤهم ليلقبن بلقب (أمهات زمن الحرب)فكتب بول بير"إن هذا العمل- أي احتراف البغاء - قد أصبح في زماننا نظاما محكم التركيب يجري بما شئت من التنظيم على أيدي الموظفين والعاملين المأجورين ويخدمه ويعمل فيه أرباب القلم وناشروا الكتب والخطباء والمحاضرين والأطباء والقابلات والسياح والتجاريون ويستعمل له كل جديد من فنون النشر والعرض والإعلام"كما صرح موسيو فردينان دريفوس أحد أعضاء المجلس الفرنسي منذ بضع سنوات"إن حرفة البغاء لم تعد الآن عملاً شخصياً بل أصبحت تجارة برأسها وحرفة منظمة بفضل ماتجلب وكالاتها من الأرباح الغريزية فلها في هذه الأيام وكلاء يهيئون (المواد الخام)وآخرون يتجولون في البلاد ولها الآن أسواق منظمة ،تستورد فيها وتصدر منها الفتيات والصبايا كالأموال التجارية وأكثر مايطلب في هذه الأسواق من الأموال بنات دون العاشرة"وهذا يفسر ما يحاولون فعله من خلال تغير طبيعة المجتمعات كما يحاولون تغير طبيعة الدين ليتم افساد القلوب فتصبح عقيمة عن الهدايةليصبح لدينا مجتمعات غارقة في وحل الجنس والفاحشة والفجور ومشغولة بلقمة العيش التي لا يتم ايجادها إلا بالعسر والجهد والكدجاهلية لمسخ الكائن البشري بإسم الصدق الغني....ليكون الفجور وجهة الحياة البشرية وتصبح المجتمعات مستنقعاواسعا وعميقا يكون مزينا في الوقت ذاته بالأزهار الشيطانيةوهذا ندركه من خلال عودتنا لكتاب الفحشاء لجورج رائيلي اسكات الإنكليزي لندرك حالة بلاده في الغالبكما حال البلاد التي انتشرت بها في ظل التغيرات والصراعات الدولية والإقليمية
LikeCommentShare
المصدر: روعة محسن الدندن/سوريا
elmaystro2014

الموقع الرسمى لجريدة أحداث الساعة - رئيس التحرير: أشرف بهاء الدين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 89 مشاهدة
نشرت فى 30 ديسمبر 2020 بواسطة elmaystro2014

ساحة النقاش

ASHRAF BAHAAUDDIN

elmaystro2014
جريدة أحداث الساعة : الصوت الحر من الشعب و الى الشعب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

205,094