يقسم علماء النفس حاجات الإنسان إلى قسمين حاجات ذات صلة بالجسد مثل الحاجة إلى الطعام والحاجة إلى الهواء والحاجة إلى الجنس والحاجة إلى إخراج الفضلات وهكذا والقسم الثانى الحاجات ذات الصلة بالنفس مثل الحاجة إلى الانجاز والحاجة إلى التميز والحاجة إلى الحب وهكذا . وان المرض عن الذات والاستمتاع بالحياة لا يكون إلا بقضاء الحاجات الأساسية الجسدية والنفسية وإذا لم ترضى هذا الحاجات يشعر الإنسان بالتوتر والقلق ويحاول القيام بالأعمال  التى تعيد الحرية فإذا وجدها أو حققها يعود إليه اتزانه وإذا اخفق لأى سبب كان من جانبه أو رغما عنه يشتد توتره ذلك فى توازنه العضوى والحيوى والحيوانى والحيوى فيصيبه الوهن وتقل كفاءة أعضائه فى أداء وظائفها ويضعف جهازه المناعى ويصاب بالأمراض  وتضعف مقاومته للميكروبات وهذا ما يعرف بالإحباط .

ولكن ما هى النتائج التى تترتب على الإحباط بالنسبة لعلاقة الإنسان مع بيئته سواء الداخلية أو الخارجية .

هناك أشكال عديدة يقوم بها الأفراد الذين تحبط أعمالهم فى إشباع رغباتهم مثل : المهاجمة والتعويض والتصعيد والتقمص والتبرير والكذب والسلبية والانسحاب وغيرها .

والمهاجمة هى رد الفعل النموذجى للإحباط وقد لا يكون الهجوم سافرا وخاصة عند المتحدثين فالمعلم الذى يخاصم زوجته يصبح نكدا فيهاجم طلابه والمهاجمة إن كانت تفسير علاقة الإنسان المحبط مع بيئته إلا أن الذين يكبتون إحباطهم ولا يهاجمون الآخرين قد يصابون بأمراض نفسية أو عضوية اشد خطرا من الإحباط ذاته .

والتعويض ربما كان احد السلك السلمية للإحباط حيث أن الطالب الذى يفشل فى دراسة ولا يجد فيها تميزا يلجأ إلى التميز فى الرياضة أو عمل علاقات اجتماعية أو يلجأ إلى التدين الشكلى المبالغ فيه

والتصعيد هو محاولة إعادة توازن المحبط مع بيئته الخارجية بالانتقال من الحاجة التى عجز عن إشباعها بحاجة أخرى والفرق بين التصعيد والتعويض أن التعويض لا يتخلى فيه المحبط عن حاجته ولكن يغير الطريق فان كان الطالب قد عجز عن تميزه فى الدراسة يعوضها بتميزها فى الرياضة لتحقيق نفس حاجة التميز أما التصعيد فهو أن عجز عن تحقيق حاجة مثل التميز  فى الدراسة مثلا شغل نفسه بحاجة أخرى ميسورة التحقيق وهى السعى لنيل الآخرون   والتقمص هو أن يتقمص الشخص المحيط شخصية أخرى لها علاقة به فان الشخص الذى يفشل فى التميز فى وظيفة أو شهادة جامعية مرموقة يحاول تحقيق ذالك فى ابنه مثل الذى فشل فى أن يكون محاميا مرموقا فيدخل ابنه أو ابنته كلية الحقوق ولو رغما عنه لكى يحقق فيه ذاته خلاصة ذلك إن الإحباط داء وبيل إذا أصاب الفرد أو أصاب المجتمع.

والإسلام يعالج هذا الداء بالتربية الإسلامية الدينية والروحية.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن ألامه لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)

المصدر: مقال للأستاذ الدكتور خمساوى احمد الخمساوى جامعة الازهر الشريف وبرنامج الانسان والبيئه للأستاذ الدكتور خمساوى احمد الخمساوى إذعة القران الكريم
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 242 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2011 بواسطة elkhemsawy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

20,949