فضفضة ثقافية (الحلقة الثامنة عشر)
· "هناك تساؤلات حول نجاعة النموذج الرأسمالي الحالي وأساليبه المتبعة خصوصا في عملية الربط بين القطاع المالي وقطاع الإنتاج. بسبب الأزمات التي يعانيها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن، وهي تساؤلات تستدعي دوراً أكبر للحكومات واعتماد ميزانيات تعطي دوراً أكبر للسلطات الحكومية في العملية الاقتصادية" (محمد رشيد كشيش – وزير المالية التونسي).
· حريق يلتهم مدرسة في ألمانيا: دمرت النيران مدرسة خاصة وحضانة مجاورة لها يرتادها الكثير من أبناء شخصيات معروفة في ألمانيا, وأشارت متحدثة باسم الشرطة (الثلاثاء 15 يوليو 2008) إلى الاشتباه في كون الحريق الذي شب في منطقة بابلسبرج بمدنية بوتسدام معتمدا. وبدأت الشرطة تحرياتها حول الحادث. وتوجد المدرسة الابتدائية الدولية في منطقة سكينة راقية تكثر فيها الڤيلات (ألمانيا-د.ب.أ).
· مهرجان في سويسرا لنحت تماثيل على الرمال: تستضيف بلدة رورشاخ السويسرية الواقعة على بحيرة كونستانس مهرجانا للنحت على الرمال في الفترة بين التاسع والسادس عشر من أغسطس المقبل. ولأن هذا العام يصادف الذكرى العاشرة لتنظيم المهرجان وللاحتفال بهذه المناسبة فإن 10 مجموعات من الفنانين سيمضون الأسبوع في نحت تماثيل من الرمال باستخدام المجارف والفرش وأدوات النحت. وفي نهاية المهرجان ستمنح لجنة تحكيم جائزة لأكثر المنحوتات ابداعا، وستظل تلك المنحوتات معروضة حتى 15 سبتمبر المقبل (سويسرا – د.ب.أ).
قصة اختراع جهاز أمان المصاعد:
فقد كانت حوادث المصاعد (الأسانسيرات) في القرن التاسع عشر تمثل مادة خصبة لقصص الرعب بحيث نفرت الناس من استخدامها واعتبر ركوبها بمنزلة محاولة انتحار. ولكن إليشا أوتيس Elisha Otis (1811-1861م)، الأمريكي، لم يفكر كالىخرين، بل اخترع نظاما للأمان يتم تركيبه في المصاعد بحيث يعمل في حال انقطاع السلك الحامل للمصعد. وقد بهر من شاهدوا تجربة اختراع حين ركب المصعد بنفسه وطلب إلى العمال قطع السلك الوحيد الذي يحمل المصعد، وبعد انقطاع السلك الوحيد الذي يحمل المصعد، وبعد انقطاع السلك هبط المصعد عدة سنتيمترات فحبس الناس أنفاسهم ولكنه توقف عن الهبوط بفضل الاختراع. وبذلك بنى أوتيس ثقة الناس في المصاعد. فلولا اختراعه ما تم بناء أي مبنى يزيد ارتفاعه على خمسة أدوار، ولولا اختراعه ما تم بناء أي ناطحة سحاب في العالم. ويمكنك أن تتصور حجم الأزمة السكنية التي كانت ستواجه العالم لولا اختراع أوتيس[1].
الجمال والأخلاق الجميلة في المنظور الإسلامي:
· "إن التخلق المؤيد يولد في صاحبه القدرة على تذوق الجماليات في نفسه وفي الآفاق من حوله" (د. طه عبدالرحمن)[2].
· "ليس مما يتورع منه.. والزهد المامور به إنما هو بالقلب.. وأما كونه ينتفع بها فيما أذن الله فيه، فذلك من المحاسن" (الإمام البقاعي)[3].
· "والمعنى أن ها التفصيل لحكم الزينة والطيبات الذي ضل فيه أفراد وأمم كثيرة من البشر إفراطا وتفريطا لا يعقله إلا القوم الذين يعملون سنن الاجتماع وطبائع البشر ومصالحهم وطرق الحضارة الشريفة فيهم، وقد فصلها الله تعالى بهذه الآيات الموافق هديها لفطرة الله التي فطر الناس عليها" (الشيخ رشيد رضا)[4].
· "إن الخلق الحسن جمالية سلوكية تعكس إرادة الله في رؤيته للإنسان، مخلوقه ومصنوعه، وهو في تصعيد دائم في سلم الارتقاء السلوكي الذي يراد منه الكفاح من أجل اعتلائه إلى آخر درجة فيه قبل أن تطهر روحه، ويتقدس عقله ليصبح بعد ذلك جديرا بأن يكون واحدا من المؤتمنين على امن العالم الأخلاقي" (بديع الزمان النورسي)[5].
· "أن جمال الخُلُق لدى الإنسان يناظر جمال الخَلق في الكون ويشاكله في العمق والسعة، ويضاهيه في الدلالة على الخَلق والخالق"(بديع الزمان النورسي)[6].
· "فالجمالي العظيم أخلاقي عظيم، والأخلاقي العظيم جمالي عظيم" (د. طه عبدالرحمن)[7].
· "ليس الجمال بمئزر.. فاعلم وإن رديت بردا // إن الجمال معادن .. ومنابت أورثن مجدا" (الشاعر: الفيروز آبادي)[8].
· "أعلم أن الجمال ينقسم قسمين: ظاهر وباطن، فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته، وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة، وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال فتكسو صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحه من تلك الصفات" (ابن القيم)[9].
· "ويمتد مجال الحسن والجمال في الإسلام ليشمل سائر الظواهر المادية والعقلية والروحية، وهو يبدأ دائماً بالمحسوس والملموس، ثم يتدرج صعدا في مراقي العقل والروح والخصال والفضائل والصفات والأسماء التي ترسو في النهاية على مصدر كل جمال وكمال وجلال" (د. أحمد عبد الرحيم السايح)[10].
· "فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده يوجب شكرا" (ابن القيم)[11].
· "والإحسان المقابل هو أن تحسن الاستقبال لهذه النعم الإلهية، وترتقي بقنوات وأدوات وحواس استشعارها والاستمتاع بها، شكرا له على ما أنعم وغقامة للتوازن والوسطية الإسلامية" (د. محمد عمارة)[12].
· "فلولا النفوس التي تدرك قيمة الجمال ما وجدت على الأرض نفوس تدرك قيمة الخير، وهل هذا الخير إلا بعض جمال النفس؟" (مصطفى صادق الرافعي)[13].
فضفضة صحية وطبية:
# علاج كيميائي لسرطان الدماغ:
روما-إيلاف: يقترح الباحثون في مستشفى بيلاريا مادجوري بمدينة بولونيا، شمال شرق إيطاليا، إستراتيجية جديدة لعلاج أشرس نوع من سرطانات الدماغ، يدعى غليوبلاستوما ويصيب سنويا 175 ألف شخص حول العالم أي أنه يمثل 15% من جميع سرطانات الدماغ. ويؤكد الباحثون الإيطاليون أن مضاعفة دورات العلاج الكيميائي بواسطة الدواء "ترموزولوميد" يحسن بصورة لافتة نتائج العلاج المعياري المعتمد على التدخل الجراحي والمعالجة بالإشعاع.
وهذا وبدأ الدواء "ترموزولوميد" إثبات مفعوله الثوري تدريجيا، منذ عامين، في علاج سرطان الدماغ الأشرس نوعا. قبل ذلك، كأن الجراحون يسعون إلى استئصاله ثم إخضاع المريض للعلاج بالأشعة دون أن تواكبه جلسات العلاج الكيميائي التي تساعد على تفادي تكون أو انبثاث الورم مجددا.
# الفول السوداني لعلاج السرطان والسكري:
برمينغهام، ألاباما – سي.ان.ان: كشفت دراسية علمية حديثة أن أكل الفول السوداني مسلوق، أفضل كثير من أكله نيئا أو مجففا أو محمصا.
ووجدت الدراسة أن عملية سلق الفول السوداني تتسبب في فرز مواد كيميائية أكثر بأربعة أضعاف من استهلاكه بالطرق الثلاثة الأخرى. تساعد في الحماية ضد الأمراض.
وقال "لويد واكر" عميد كلية الأغذية وعلوم الحيوان في إحدى الجامعات في ألاباما، والذي شارك في وضع الدراسة، أن المركبات الكيميائية النباتية لديها خصائص مقاومة للتأكسد تحمى الخلايا من مخاطر التفسخ والتدمير مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
# جراحات إنقاص الوزن تحمي من السرطان:
واشنطن- رويترز: قالت دراسة أن الذين يعانون من البادنة المرضية ويخضعون لجراحة لخفض الوزن يقللون خطر إصابتهم بالسرطان، وهو دليل جديد على الفوائد الصحية لهذه العمليات الآخذة في الانتشار.
واكتشف باحثون من جامعة مكجيل في مونتريال ان من خضعوا لجراحة لعلاج البدانة انخفضت لديهم تحديدا احتمالات الغصابة بسرطان الثدي وسرطان القولون. كما تنقص بدرجة كبيرة أوزان الكثيرين بعد هذه الجراحات.
ويزيد وزن الأشخاص الذين يعتبرون بدناء بصورة مرضية 45 كيلوجراما على الأقل عن الوزن الطبيعي. ودرس الباحثون 1035 مريضا أجروا جراحات لعلاج البدانة على مدى خمسة أعوام. وراقبوا أيضا 5746 مريضا يتفقون في العمر والجنس والوزن مع المجموعة الأولى، لكنهم لم يجروا مثل هذه الجراحات.
وأظهرت الدراسة أن الذين خضعوا لجراحات لعلاج البدانة كان احتمال إصابتهم بالسرطان أقل بنسبة 80%، وقال د. نيكولاس رئيس قسم جراحة علاج البدانة في جامعة مكجيل والذي قاد الدراسة في محادثة عبر الهاتف يوم الخميس "الدليل يتعاظم على أن انقاص الوزن عن طريق الجراحة غذا كنت مفرط البدانة عظيم الفائدة لصحتك كما هو لرفاهك". وبالإضافة إلى تقليل احتمال الغصابة بسرطان الثدي نحو 85% وسرطان القولون 70% فإن الذين خضعوا لجراحات لعلاج البدانة قل لديهم خطر الإصابة بسرطانات البنكرياس والرحم والورم الليمفي غير الحبيبي.
وتزيد البدانة من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان من بينها سرطانات الثدي والقولون والمرىء والكلية بالإضافة إلى كثير من الأمراض الأخرى. وتغير جراحة علاج البدانة تشريح الجهاز الهضمي لتقليل كمية الغذاء التي يمكن تناولها وهضمها.
وفي دراسة كريستو التي قدمت في مؤتمر للرابطة الأميركية لجراحات الأيض وعلاج البدانة كان معظم المرضى ممن أجروا عملية تغيير مسار المعدة (تدبيس المعدة) التي تجعل المعدة اصغر حجما وتسمح للغذاء بتجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة.
وخضع نحو 205 آلاف شخص في الولايات المتحدة لجراحات لعلاج البدانة في العام الماضي.
وأوضحت دراسات اخرى أزيح عنها الستار في المؤتمر الفوائد الصحية لمن نقص وزنهم عقب جراحة لعلاج البدانة.
وأظهرت دراسة للدكتور دانيل جانيه من مستشفى ويسترن بنسلفانيا في بطرسبورغ أن معظم مرضى الربو والتهاب المفاصل استطاعوا التوقف عن تعاطي هرمونات استيرويد لعلاج حالتهم خلال ما يقرب من عام بعد غجراء جراحة لعلاج البدانة.
الهوامش:
[1] أمير الغندور: "المعرض الأول لاختراعات الشرق الأوسط بالكويت"، مجلة العربي، الكويت، العدد 596- يوليو 2008، ص95.
[2] د. طه عبدالرحمن: "سؤال الأخلاق"، المركز الثقافي العربي، البيضاء، ط:1، ص88.
[3] الإمام البقاعي: "تناسق الدرر في تناسب الآيات والسور"، تحقيق: عبدالرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: 1995، ج:2، ص:27.
[4] الشيخ رشيد رضا: "تفسير المنار"، 1/393.
[5] أديب الدباغ: "البعد الكوني في أخلاقيات رسائل النور"، ضمن كتاب: المؤتمر العالمي السابع لبديع الزمان النورسي"، ص: 547.
[6] المرجع السابق.
[7] د. طه عبدالرحمن: "حوارات من أجل المستقبل"، منشورات الزمن، عدد: 13، أبريل 2000، مطبعة النجاح الجديدة، ص:111.
[8] الفيروز آبادي: "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز"، تحقيق: د. محمد علي النجار، المكتبة العلمية، بيروت، ج:2، ص:396.
[9] ابن قيم الجوزية: "روضة المحبين ونزهة المشتاقين"، تحقيق: سمير مصطفى رباب، المكتبة العصرية، بيروت، ط:2003، ص:146.
[10] د. أحمد عبدالرحيم السايح: "من القيم الجمالية في الإسلام"، مقال منشور بجريدة "ملامح ثقافية" - جريدة مغربية تصدرها مكتبة سلمى الثقافية، تطوان، عدد: 8، سنة:2، يوليو:2005، ص:15.
[11] ابن قيم الجوزية: "روضة المحبين"، ص: 147.
[12] د. محمد عمارة: "الإسلام والفنون الجميلة"، دار الشروق، ط:2، 2005، ص:31.
[13] مصطفى صادق الرافعي: "حديث القمر"، دار الكتاب العربي، بيروت، ط:7، 1974، ص:76.
إعداد
محمود سلامة الهايشة
كاتب ومهندس وباحث مصري
ساحة النقاش