استخدام محتويات الكرش المجففة فى علائق المجترات والدواجن
نظراً لتقص الأعلاف وارتفاع أسعارها، وخلق سوق سوداء له بدأ التفكير فى تطبيق واستخدام مواد علفية بديلة من مخلفات التصنيع الغذائى ومواد العلف غير التقليدية، ونظرا لزيادة التوسع فى زراعة القمح، بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من القمح فإن ذلك يأتى على حساب مساحات البرسيم المزروعة وبالتالى تقل كمية الدريس المنتجة سنويا مما ينتج عنه ارتفاع أسعاره ونقص كمية الدريس. وهذا دفع المتخصصين فى تغذية الحيوان والدواجن فى مصر إلى عمل دراسات للتقييم الغذائى للمخلفات الناتجة من عمليات التصنيع المختلفة، والمجازر، واستخدامها كبدائل فى التغذية كما أن استخدام هذه البدائل فى تغذية الحيوان والدواجن يساعد فى المحافظة على البيئة من التلوث.
محتويات الجهاز الهضمى للمجترات
تعتبر محتويات الكرش (Rumen Contents) من المخلفات الهامة الناتجة فى مسالخ الماشية والأغنام ، حيث ينتج عن الحيوان الواحد بعد ذبحه حوالى 25 كجم من تلك المخلفات (على أساس الوزن الطازج). وعند حساب عدد الحيوانات التى تذبح سنوياً فى مختلف مناطق العالم لأدركنا أن هناك ملايين الأطنان من تلك المواد تهدر سنوياً دون الاستفادة منها سوى فى الأغراض التقليدية عن طريق استخدامها كسماد للأراضى الزراعية ومناطق الرعى المختلفة.
وتشير الإحصائيات إلى أنه فى الولايات المتحدة وحدها يتم إنتاج نحو 700 ألف طن من مخلفات الكرش سنوياً ، وهذه الكمية تزيد بكثير عن الحاجة لاستعمالها كسماد – خاصة مع نوفر البدائل المناسبة لهذا الغرض مثل فضلات الماشية والدواجن وغيرها من المخصبات الأخرى. من هنا كان الاتجاه إلى استعمال مخلفات الكرش كمادة علفية لتغذية الحيوانات المجترة وغير المجترة كوسيلة لتصريف الفائض من تلك المواد والاستفادة أيضاً من عناصرها الغذائية فى مجال الإنتاج الحيوانى. وفى الوطن العربى أيضاً هناك كميات هائلة من تلك المخلفات تقدر بحوالى مليون طن سنوياً ، ومع ذلك فلم تبذل حتى الآن أية محاولات جادة للاستفادة منها سواء كسماد للتربة أو كأعلاف حيوانية بل ما زالت تلك المخلفات تشكل عبئاً كبيراً على نظافة المدن والقرى ومصدراً هاماً للتلوث الميكروبى وانتشار الذباب وأمراض الحيوان فى المناطق القريبة من المسالخ.
وتحتوى مخلفات الكرش على حوالى 12.5% بروتين خام، وهو بروتين عالى الجودة ويحتوى على كافة الأحماض الأمينية الضرورية وبنفس النسب الموجودة فى بروتينات أخرى قياسية مثل بروتين صفار البيض أو جلوتين الذرة (Corn Glutine). كما تحتوى تلك المخلفات أيضاً على حوالى 5.2% دهون ، حوالى 25% ألياف خام ، ونسبة عالية من أملاح الكالسيوم والفسفور وبعض الفيتامينات مثل فيتامين B المركب الذى يتم تصنيعه طبيعياً داخل الكرش بفعل الأحياء المجهرية مثل البكتيريا والبروتوزوا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه القيم لا تتأثر كثيراً بعوامل البيئة أو الغذاء أو بطريقة التصنيع، أى أنها أكثر ثباتاً من الناحية الكيميائية تحت الظروف المختلفة مقارنة بالمواد الأخرى، مما يساعد بشكل أفضل فى تخطيط برامج التغذية وتقنين الاحتياجات الغذائية للحيوان عند استعمال تلك المخلفات فى العلائق المختلفة. وتستثنى من هذه القاعدة بعض العناصر الغذائية مثل الألياف الخام (Crude Fibers) ، حيث تقل نسبتها فى حالة تصنيع محتويات الكرش فى شكل أقراص أو حبيبات (Pellets) مثلما يحدث عند استخدامها فى علائق الدجاج.
وتصلح محتويات الكرش أيضاً لتغذية الدواجن بعد معالجتها بحامض الهيدروكلوريك (Hydrochloric Acid) لغرض التعقيم ثن إضافتها للعلائق بعد إجراء عمليات التجفيف والطحن (Grinding). وقد أجريت بعض التجارب لاستخدام تلك الفضلات فى علائق الدواجن بنسبة تصل إلى 10% ، وأفادت النتائج بعدم وجود أية تأثيرات سلبية تتعلق بمذاق العليقة ومعدل استهلاكها أو بمعدل النمو فى الطيور المغذاة عليها، بل أن نسبة التصافى (Dressing-out Percentage) كانت فى هذه الحالة أعلى بواقع 4% مقارنة بمجموعة الدواجن المغذاة على أنواع أخرى من مواد العلف التقليدية مثل الحبوب (Grains) وإضافات البروتين وغيرها.
q يمكن استخدام مخلفات الكرش بنسبة 10 % من علائق كتاكيت اللحم والبياض وقد أجريت معاملات لتحسين القيمة الغذائية وذلك بالمعاملة بالأوتوكلاف أو إضافة حامض الكبريتيك مع إضافة المولاس أو إضافة بعض الإنزيمات التجارية .
q ويمكن استخدامها أيضا كفرشة بالنسبة للدواجن ثم تستخدم بعد ذلك فى تغذية الحيوانات المجترة ، كذلك أوضحت بعض الدراسات أنه يمكن تغذية الأرانب على محتويات الكرش المجففة بدلا من الدريس بنسبة تصل إلى 25 % فى حالة ارتفاع سعره أو نقصه فى السوق .
إدخال محتويات الكرش الجافة في علائق الأغنام
في دراسة (جبر ، 1992) للتقييم الغذائي للمحتويات الجافة للكرش والمعدة مقارنة بدريس البرسيم في أغذية الأغنام ، أجريت خمس تجارب تمثيل غذائي علي الأغنام حيث تم استبدال دريس البرسيم بالمحتويات الجافة لكرش ومعدة الحيوانات المذبوحة (م.ج.ك.م) بمعدل صفر (عليقة مقارنة) ، 20 ، 40 ، 60 ، 100% علي أساس المادة الجافة في علائق متساوية الأزوت والطاقة تقريباً. ويمكن تلخيص النتائج فيما يلي:
1- أوضحت نتائج التحليل الكيماوي تقارب المحتوى البروتيني في كل من الدريس والـ م.ج.ك.م (13.1 مقابل 12.6%) وكذلك الطاقة الكلية (16.9 مقابل 16.6 ميجا جول 1 كجم مادة جافة) واحتوت الـ م.ج.ك.م علي نسب أعلى من الرماد والدهن والألياف والألياف غير الذائبة في المحاليل المتعادلة NDF وفي الحامض ADF عما هو موجود في الدريس وبينما كان العكس صحيحا بالنسبة للمادة العضوية والمستخلص خالي من الأزوت والصوديوم والبوتاسيوم.
2- كان المأكول من كل من المادة الجافة والمادة العضوية المهضومة لكل وحدة حيز جسم تمثيلي أعلى في الدريس عنه في حالة الـ م.ج.ك.م عند تغذيتها منفردين.
3- وجد أن معاملات هضم معظم المكونات الغذائية في الدريس كانت أعلى عن تلك التي وجدت في حالة الـ م.ج.ك.م وأدى إدخال الأخيرة في الأغذية المختبرة إلي انخفاض تدريجي في معاملات هضم المادة الجافة والعضوية بينما زاد معاملات هضم البروتين والدهن والألياف والـ NDF , ADF والهيمسيليلوز مقارنة بالعليقة المقارنة (دريس).
4- احتوى دريس البرسيم على أعلى قيمة بالنسبة للمركبات الكلية المهضومة والطاقة الممثلة وأقل قيم وجدت مع الـ م.ج.ك.م ولكن البروتين الخام المهضوم كان متساوى تقريبا في كلا الغذائين (7.77 مقابل 8%).
5- كان ميزان الأزوت موجبا في كل الأغذية المختبرة فيما عدا تلك المحتوية على الـ م.ج.ك.م حيث كان سالبا.
6- وجد أن المأكول اليومي بواسطة الحيوانات من البروتين المهضوم من كل الأغذية المختبرة يغطي الاحتياجات الحافظة للحيوانات وكذلك وجد أن المأكول من المركبات الكلية المهضومة والطاقة الممثلة للأغذية المحتوية على صفر% (عليقة المقارنة) ، 20 ، 40 ، 60 % م.ج.ك.م يغطي الاحتياجات الحافظة من الطاقة للأغنام بينما في حالة التغذية علي الـ م.ج.ك.م بمفردها (100%) وجد أنها لا تغطي الاحتياجات من الطاقة.
وتشير النتائج إلي نجاح إمكانية استبدال دريس البرسيم بالمكونات الجافة للكرش والمعدة حتى 60% من المادة الجافة بدون حدوث أي مشاكل غذائية ، ويفضل إضافة مصدر غذائي غني في الطاقة لهذه المخلفات لتعويض النقص في محتواها من الطاقة عند استخدامها في التغذية العملية لتغطية الاحتياجات الحافظة وربما جزء من الاحتياجات الإنتاجية.
تأثير استخدام محتوى الكرش المجفف على أداء السمان النامى
وفى دراسة على السمان النامى (عبد الجليل و خضر، 2001) تم استخدم فى هذا البحث عدد 240 طائر سمان يابانى Japanese quails عمر يوم فى تجربة استغرقت 6 أسابيع وهدفت التجربة إلى دراسة تأثير استخدام محتوى الكرش المجفف Sun dried rumen content (SDRC) فى العلائق على أداء السمان النامى حيث قسمت الطيور إلى أربع معاملات تجريبية متساوية استخدم فى تغذيتها مسحوق الكرش المجفف عند مستويات صفر، 4، 7، و 10% من العليقة الكلية وحتى حد الشبع ومتشابهة فى البروتين 24% والألياف الخام 5% وطاقة ممثلة 2900 كيلو كالورى / كيلو جرام .
ويمكن إيجاز أهم النتائج المتحصل عليها فى النقاط التالية :
q أظهر محتوى الكرش المجفف احتواءه على نسبة مرتفعة من الألياف 30.49%. والرماد 13.65% بينما المحتوى من البروتين 9.5%.
q أظهرت المعاملة التى غذيت على 7% من محتوى الكرش المجفف تحسنا معنويا فى كل من وزن الجسم ومعدل النمو مقارنة بباقى المعاملات.
q لوحظ زيادة معدل استهلاك الغذاء اليومى خلال فترة التجربة زيادة معنوية وذلك بزيادة نسبة محتوى الكرش فى العليقة. وقد سجلت المعاملة المغذاة على 10% أعلى القيم (16.78 جم/يوم) بينما سجلت مجموعة المقارنة أقل القيم (15.25 جم /يوم) خلال فترة التجربة.
q تحقق أعلى عائد اقتصادى عند مستوى 7% من إضافة محتوى الكرش خلال فترة التجربة مقارنة بباقى مستويات الإضافة فى العليقة.
q لم يكن هناك تأثير معنوى لمستوى محتوى الكرش المجفف على صفات الذبيحة.
q أظهرت معاملات هضم كل من البروتين والألياف الخام انخفاضا معنوياً بزيادة محتوى الكرش حتى مستوى 10% بينما لم تتأثر معاملات هضم كلا من مستخلص الإثير والمستخلص الخالى من النيتروجين بمستويات محتوى الكرش المختلفة فى العليقة.
يمكن التوصية من الوجهة الغذائية والاقتصادية بإمكانية استخدام محتوى الكرش المجفف فى علائق السمان النامى حتى مستوى 7% دون تأثير سلبى على معدلات أداء النمو وصفات الذبيحة والعائد الاقتصادى.
المراجع :
1. أسامة محمد الحسينى يوسف ، عبد الله على غزالة (1994) – مواد العلف ج1 "مواد العلف الخشنة" – الطبعة الأولى – الدار العربية للنشر والتوزيع – القاهرة.
2. صلاح حامد إسماعيل (2000) – الأعلاف غير التقليدية فى تغذية الحيوان والدواجن – الطبعة الأولى – الدار الدولية للنشر والتوزيع – القاهرة.
3. صلاح أبوالوفا أحمد على ، عبده جاد محمد عبدالله - دليل المربي في تغذية الطيور الداجنة - نشرة رقم 2/ 2004 - الإدارة العامة للثقافة الزراعية - وزارة الزراعة.
4. Abd El-Galil, K. and R.E. Khidr (2001). Effect of dried rumen content in diets on the performance of growing Japanese quails. J. of Agric. Sci. Mansoura Univ., 26 (1): 179-186.
5. Gabr, A.A. (1992). Nutritional evaluation of dried rumen and stomach contents versus berseem hay in sheep diets. J. of Agric. Sci., Mansoura Univ., 17 (5): 949 - 958.
إعداد
مهندس زراعي / محمود سلامة محمود الهايشة
ساحة النقاش