ملف فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة (4)
ألا يوجد طلاق؟!
هناك علاقة مقدسة ومشروعة بين الرجل والمرأة، ألا وهي علاقة الزواج، ولكن السؤال هل تستمر تلك العلاقة مدى الحياة؟!، أقصد ما دام الطرفين على قيد الحياة، فالموت أحد أسباب التفرقة بينهم ولكن هذا سبب قدري على بني البشر، ففي الزواج الكاثوليكي لا يوجد طلاق، وفي الزواج الأرثوذكسي لا طلاق إلا لعلت الزنا، وفي الزواج الإسلامي يقال أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، ولكن قد أحل الطلاق والتفرقة بين الزوجين لسبب أو أكثر يستحيل معه العشرة بينهما، صحيح في الماضي كانت الزوجة سنوات طويلة حتى تُطلق بحكم المحكمة ولكن بعد ابتكار محاكم الأسرة أصبحت إجراءات التقاضي والحكم سريعة بالمقارنة بالماضي القريب الذي جعل الكاتبة الكبيرة حُسن شاه تكتب روايتها "أريد حلاً" التي تم تحويلها إلى فيلم سينما بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
بالطبع الآن تقول عزيزي القارئ بينك وبين نفسك:
- ما علاقة هذا الكلام عن الزواج والطلاق وأساتذة الجامعات؟!!
- لا تتعجب فالحياة الإنسانية ما هي إلا مجموعة من العلاقات بين البشر، أب وأبنائه، زميل وزميله، رئيس ومرؤوس، بائع ومشتري، أستاذ وطالب....الخ.
فهناك علاقات يكون هناك حقوق لدى كل طرف تجاه الطرف أو الأطراف الأخرى والعكس صحيح (ذات الاتجاهين)، وهناك علاقات الحقوق من طرف واحد فقط (ذات الاتجاه الواحد). وهناك علاقات تستمر ثانية أو دقيقة أو عدة ساعات أو عدة أيام أو أسابيع أو سنوات أو مدى الحياة. فمثلا لن تنقطع علاقة الأب والأم بالأبناء، أو الجد/الجدة بالأحفاد، الأعمام والأخوال بأول الأخ وأولاد الأخت، فهذه العلاقات لن تنقطع على الأقل بسبب الاسم واللقب وصلت الرحم حتى ولو مرت تلك العلاقات بفترات من الفتور في العلاقات الإنسانية، ولكنها ستظل موجودة.
وكما هو معروف أن الشخص الخريج الحاصل على الدرجة الجامعية الأولى (ليسانس/بكالوريوس) إذا أراد أن يواصل دراسته العليا يصبح طالب دراسات عليا، وعند اختياره لمشرفيه لابد أن يكونوا من الأبعاد، أي لا يوجد بينه وبين أحدهم علاقة قرابة حتى الدرجة الرابعة، وهذا أمر طبيعي ومحمود.
في حالات كثيرة يأتي هذا الطالب الخريج منعدم الخبرة العلمية والعملية والحياتية والإنسانية، فهو مازال في بداية العشرينيات من عمره، وشبكة علاقته محدودة للغاية وعدد من يقدم له النصيحة أو يأخذ عنهم الخبرة مازال في حدود ضيقة، فهو صحيح لم يختار أبيه وأمه قبل/بعد أن يولد ولكن الآن وبعد أن تخرج وتقدم لمكتب الدراسات العليا ليواصل دراسته العليا جاء وقت الاختيار بأن يختار من يقوده ويسيطر عليه ويتحكم في مقدرته بعد مشيئة الله تعالى ألا وهو المشرفين على أطروحته (رسالة الماجستير/الماستر Master) وبالأخص المشرف الرئيسي الذي أما أن يكون إنسان ابن إنسان من بني البشر ذو قلب رحيم يسكن في جوفه، أو يكون شيء أخر لا داعي لوصفه، ولكن كل ما نستطيع فعله أو الدعاء لهذا الطالب صاحب الحظ السيئ، ولكن كل شيء في هذه الدنيا بقدر.
حدث ما حدث ووقع هذا الطالب في يد من لا يرحم، وسارت الأيام واكتشف هذا الطالب أخلاق هذا الأستاذ الذي لن يرحمه الله والناس، وأنهى معه أطروحة الماجستير بعد معاناة نفسية شديدة وطاعة لا يجدها هذا الأستاذ النصف إله مع أولاده في بيته، وأما أن يمسك هذا الطالب شهادة الماجستير وهو في كامل صحته النفسية أو وهو مصاب بأحد الأمراض النفسية ويظل يعالج نفسه من خلال الطبيب النفسي وتناول الدواء الكيماوي من مهدئات عصبية وغيرها من الأدوية التي تزيل أثر العدوان النفسي الإصابات والاضطرابات والجروح التي تعرض لها الجهاز العصبي لهذا الطالب قليل الحظ.
عزيزي القارئ:
ممكن أسألك سؤال، لو سمحت ومن فضلك بالله عليك الإجابة تكون بصراحة ووضوح دون أي مجمله، هل يستمر هذا الطالب في دراسته للدكتوراه مع هذا الأستاذ النصف إله، الذي يريد أن يأمر فيطاع دون جدال ولا نقاش، ويطلب فيستجاب له، ويأمر بما هو خارج الطاقة وما هو غير جائز مهما كانت التضحيات والتنازلات التي يقدمها الطالب حيال تنفسي تلك الفرمانات الملكية؟!!
- نعم، أسمعك..آه..آه، تقول ماذا؟!
- لا.لا.لا.لا.لا، حرام، هذا ظلم، لابد أن يطلقه وبالثلاثة...!!
- تقول يطلقه؟!
- نعم لابد من تطليقه والبُعد عنه.
- آه .. الآن عزيزي القارئ الكريم أظنك فهمت معني المقدمة الطويلة التي قدمت بها موضوع هذه الحلقة ألا وهو الطلاق من هذا الأستاذ النصف إله!!!، هل تريد معرفة باقي القصة...انتظرا في الحلقة القادمة إن كان في العمر بقية..؛
بقلم:
محمود سلامة الهايشة
ساحة النقاش