authentication required

أنثى سمراء

القهوة أنثى سمراء ، تعشق الرِّجال..و رائحة السّيجار..التي تندَفِعُ من أفواهِهِم..غيومَ شوقٍ لها...و أعاصيرَ ولهٍ بها...

جمالُها لا يُبْصَر...لكن أيُّ رَجُلٍ يعشَقُ "النّساء" يعشق القهوةَ أيضا...يتلذّذُ عندما يرتشفُ جَسَدَها بشفَتَيهِ يهمِسُ لها بكلماتٍ مثيرة..ينثُرُها عبيرًا على وجهها..الذي يغدو حَديقَةَ وردٍ... فتنتشي..تحترق..و تنفُثُ عطرها لتُطَوّقَهُ به..لكن عاشقها مستبدّ..لا يمنَحُها من الحبِّ إلّا القليل..يُثيرُها...يُشعِلُها برشفَةٍ واحدة ثمّ يترُكُها خامدةً..هامدةً..مستسلِمَةً لصقيع البرد بجانب دَفتَره..الذي لَغَّمَهُ أشعارَ حبٍّ لامرأة تعيشُ خارج الفنجان...تلك العاشقة الهاوية..التي تأتي لتغويه لبرهة...للحظة ما بين الكتابة و التّنهُّد..ثمّ ترحل...

فينسلِخُ الشّوقُ..من صدره كالفرسِ الجامحة.. فيلهثُ وراءَها كالمجنون...الذي يركض تحت المطر..و البردُ يُحاصرهُ من كلّ جانب...فلا يشعرُ بشيء...لأنّه تخدّرَ بعشق طيفٍ هارب ...أدخَلَهُ عالمَ الجنون...

رجُلُ رومانسي يهوى الكتابة..و لكنّه يعشق مستبدّة...ترقص على أوتار قلبه..و حين يهيمُ بها ..تصدّهُ...! ليعودَ مُنْهَزما إلى ريشَتِهِ و دَفْتَرِهِ..و ..قَهْوَتِهِ...

قَهْوَتُهُ التي بردت في غيابه...ليكتشف متأخِّرا أنّ عشق القهوة له...لملامحه الرّجوليّة..لرائحة سيجاره..أصدَقُ و أوفى من عشقِ أيّة امرأة...

و لهذا الرّجالُ يخونونَ النّساء...!!! ..و يعشقون القهوة..!!!

هذا ليس خُرافيّا ..رجلٌ يعشقُ قهوتَه...و هل حَدَثَ قطُّ أنّ رجلا خان قهوَتَهُ...؟!!

فابتَهِجي أيّتُها السيّدة السمراء..! فسِرُّكِ في غِوايَةِ الرّجال حيَّرَنا نحنُ مَعْشَرَ النّساء...و صرنا نشتهي أن نتقمّص جسدك...حتى نصير برتبة المعشوقة الأولى...

فما أجمَلَ النّساء..و ما أشهى القهوة...و ما أوفى الرّجال...ما أوفاهم...!!!

نعيمة عقال من الجزائر7

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 63 مشاهدة
نشرت فى 19 أكتوبر 2018 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

107,808