من تكوني ؟

- ١ -

أنا لا أعرفُ .. من تكوني

مــاهمني مــــا مكتوبٌ في جوازِكْ 

 

كفاكِ غلواً في مقامِكْ

أين أمجادُكِ ولت

و حروفُكِ الرعناء كيف تلاشت

حتى أصبحتُ بالكادِ ألمحُ ملامِحكِ

بل صرتُ أرى من خِلالكْ

 

لا تتحدثي عن العشقْ

لو تكرمتٍ ..

فمنطِقُكِ في الهوى

لأسخفُ ألفَ مرةٍ

من كلامكْ

 

لوهلةٍ تخيلتُ انك طفلةٌ تلهو

وهذا الغرور ؛ عنفوانِ شبابك

قلتُ في نفسي ، تـتـدللُ

ولا ضيرَ إن جاريتُ دلالك

حاولتُ كثيراً

ان ابحث بين افكاري

عن سببٍ ..

و علةٍ ..

لما جرى بيننا

 

فأجابني العُذرُ : عُذراٍ لقد إنتهت أعذارُك

 

ياكوكباً دُرياً 

عندي سؤالٌّ لو سمحتِ

لماذا لا تتشبثين ولو لِـمـرةٍ

بمسارك

وتتمسكين بأصلِكِ 

 

، تأريخكِ ،

 

و أخلاقكْ

 

انها نصيحةٌ وليس توسلاً

أنا هنا 

لا اتحدثُ عن حُبنا

بل أني اخافُ من ضياعك

 

آيا فراشةً مزهوة الجناحين

لا تُرفرفي فوق غَـيرتي

اني اخافُ على النار من نارك

 

ماهمني بعد النصيحة إن إحترقت كلُ ألوانُك

وذبُلَ بيد الغير

جمالُك ..

إنما خوفي على صدري .. 

من السعير

فبهِ تغفو طفولةُ ذكرياتنا ..

وجميعُ وأغلى اسرارك ..

 

- ٢ -

 

تُرى لماذا .. 

مازلتِ حتى الان

ترقُصين على باب اوجاعي ؟

وتعزفينَ بالغدر على أضلاعي

اما همُـكِ تلويثُ جسدكِ ؟!

ألا يعنيكِ .. استباحةُ روحكِ ؟!

وكسرُ شراعي

 

لماذا تُصرين على ذبحي ..

وبمقدُوركِ الرحيل

لماذا تحكُمين على الغفران أن يضلَ

في السماء

و النسيانُ يغدو مُستحيل

 

وتعرفين جيداً

بأنني شرقي الطباع .. 

جنوبي الهوى

دمي عراقيٌٌ

مهما تمسحتِ بأعتابي

سيظلُ جمري مُتقدٌ

بين اكوام رمادك

 

اذا شئتِ ان تخوني .. 

خوني وغادري

ما يُبقيكِ حتى الان فوق دفاتري ؟

 

أقسمُ اني اتوقُ للنسيان

فـ لا تترُكي اي عنوان

فَـأمضي عني

أو سافري

 

الجو شتاء .. ياست النساء

والساعةُ غرقت في حلكة الظلام

فعن اي شيءٍ تودين الكلام

بعد مُنتصف الليل ..

ماذا هل نفدت لديكِ ..

قائمُةُ الارقام

ام ان جميعُ روادِكِ نيام

أنيامٌّ أم صيام ؟

أم أن زهرتكِ فقدت عطرها

ونزفت على الرصيف

وبهُتَ لونها .. تمزقت ثيابها

وطارت أوراقها مع رياح الخريف

هل صرتِ تميزين الآن

بين النذل والشريف

 

( أتذكُر ماضينا ؟ كيف إلتقينا ؟) ؛ سألتْ ..

والظلامُ من حولنا تجمع

وبعد ماذا ؟ قلتُ لها .. وقلبي من لوعتهِ تصدع

ورحتُ إتمتمُ لا أبغي مُراداً

سيدتي ما نفعُ سؤالُك

 

أحقاً تُريدين ان تعرفي ؟!!!

هل تبقى لديكِ دمٌ 

يجري في عروقِكِ

لـكي تنزفي ؟

هل للخجل من رصيدٍ في جبينكِ يُرتجى

فأرى

قطرةُ حياءٍ

تُخيبُ ظني وتردُ عليَ أسفي 

 

حسناً

 

إســـألـي ..

إســـألـي أناملي عن عطركِ المُفضل

وعن اروع وابهى ثيابك

 

إسأليها كم نامت وصلت بين نجديكِ ..

وليلاٍ .. 

كم تسكعت بين نهديكِ ..

وكم عبثت بأزراركْ

 

- ٣ -

 

إســـألـي .. شَفتيِ .. عن القُبلة الاولى

التي عِرِفِتها شفاهُك ..

 

إســـألـي .. عَينَيَ ..

عن مطلعِ أيامكِ ..

عن زغب المشاعر ..

عن صوت هيثم وموسيقى الساهر ..

عن احضاني .. كيف هدهدت الجفون

انامت العيون

اذابت الثدي

ودثرت الظفائر

 

إسألي عَـينَيَ مازالت تحفظُ وتألفُ 

جميع إبتساماتِك

أجدُكِ قد سكتي

لا تستغربي

فروحي تسجلُ منذُ التقينا

همساتِكِ .. 

لمساتِكِ

وجميع سكناتك

 

إســـألـي .. ذراعي كيف ادمنت تطويق خصرِكِ ..

ووجهي كم غفا كطفلٍ على نحرِكِ

وكفي كم مرةٍ فكرت

بعجنِكِ .. وجلدِكِ ..

و اعادةِ تدوير نهدِكِ ..

 

برسمكِ ..

 

بنحتِكِ ..

 

 و أبتلاعِكْ ..

 

كم ارادَ ..

كم تمنى ..

ان يصير لكِ وطناً .. ومنفى ..

 

وا اسفا ..

 

لا تملُكين تاشيرة مرور ..

للعبور ..

الى قلبي ..

لا تقولي أنا فُلانة ..

أنا لا أعرفُكِ .. من تكوني

فمـاهمني يا سيدتي مــــا مكتوبٌ في جوازِكْ ؟

 

لـ جلال كاظم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19 مشاهدة
نشرت فى 15 يونيو 2016 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

107,857