تركتك هناك
و تركت
محفظتي و اشيائي
و قلب تحطم
على ارصفة الانتظار
وعد يتلوه وعد
و حلم يتلوه حلم
ليل طويل
يستجدي النهار
ما أجملك
يوم كنا معا
نركل النجوم
نتسلق الاقمار
ما أجملك
يوم كنا معا
تنامين في حجري
عند نهاية كل طريق
او عندما تداهمنا الاخطار
كانت تسكننا براءة حواء
و طهر مريم
وطلاقة نزار
كنا كما عصفورين
ننظر الى الاعشاش و نضحك
كنا نتراشق بالحب
و كنت أجمع تويجات الاقحوان
الحمراء
اعصرها
و ارسم على شفتيك قصيدة
و ألون خدودك بالزهر
و كنت تقفين دون حراك
مستسلمة
لاصابعي تفعل ما تريد
و كنت احس السعاده
في عينيك
و كانها تطلب ان ألون
باقي الأجزاء من جسدك
جسدك الذي لم يكن يعنيني
كنت اظن انك الوجه و اليدين فقط
و ان ماتبقى منك لا يعنيني
و كنت اتمنى
لو ان وجهك فقط يبقى معي
و الباقي يعود لبيت اهلك
كنت لا ارى في هذا العالم
غيرنا
و كأن الارض خلت
إلا منا
و كنت اذا لمست يديك صدفة
كنت اخاف
هل يمكن ان تكونين حبلى
من لمسة يدي
و كم كنت ترغميني على حمل
حقيبتك المدرسيه
و نحن عائدون الى البيت
و كم صعدت على ظهري
عندما كنت تتعبين
و تجليس على حافة الطريق
تأبين المسير
بحجه ان قدميك يؤلمانك
و كنت انحني لتصعدي على ظهري
و كم كنت اغضب منك
عندما تهشين بالمسطره
على فخذي
و انت تأمرينني بالاسراع
و كانني الحصان الذي اشتراه
لك والدك
و كان صوت ضحتك
يخترق الوادي
ليعود الصدى
باعذب صوت
كانما العصافير و الورود
من يردد ضحكتك
و تغير الزمان
و تغيرت العناوين
تركت الدراسة انا
و اصبحت انت قمر ضيعتنا
مسار فخرها
و كنت حلمنا جميعا
غدا تعودين
معلمة
متوجة بالعز و الجمال
انا عمري لم اشاهد معلمة
كم انت تستحقين
يا عزيزة القلب
و انتظر عودتك
انتظر طويلا
كانت الساعة عندي
تعادل الف يوم
و عدت اخيرا يا طفلتي
عدت
محملة في صندوق خشبي
رحلت عني
بحادث سير مؤسف
و كم كنت امني نفسي
و عيوني
بان ارى اول معلمة في حياتي
ان أرى توام روحي
تركتك هناك
تنامين وحيدة
و كل شيء يشتاق إليك
و تركت محفظتي
و كل اشيائي
و قلب تحطم على ارصفة الاحزان
...... ...... ......
فااااادي عررررب