قد تعبث فينا الأقدار

 

                           جاسم محمد الدوري 

 

هل تعرف يا هذا

كيف يموت الوجد أنتحارا

على اعتاب النهار

وكيف تجف ينابيع الأشواق

من دون قرار

وهل تعلم 

حين تسقط دمعة حرى

فتحرق وجنتيك

مثلما تحرق لوعتنا النار

وهل تدري يا هذا

اني مذ خمسون ربيعا

أردد اسمك في شفتي

وفي قصائد الأشعار

وأني مذ احببتك

امسيت مقتولا

بسيفك البتار

فأنا صرت أسير هواك

ولم أدرك أني

مجنونا بك مذ صغري

وأصاب قلبي الخوار

وأنك مذ ذاك الوقت

سرقته مني عنوة

فأمسيت بلا قلب

مثل لعب الصغار

تأخذني الحيرة

مثل أرض عطشى

تحن لبكاء الأمطار

فهل عانيت يوما مثلي

فأنا أبحث عنك

منذ كنت صغيرا

تحملني وجدا اليك الأسفار

هل آلمك النوى يوما

ولسعتك سياط الغربة

حين كنت وحيداً

في تلك الأمصار

وهل تذوقت

طعم الوجع 

ذات صباح....

أو ذات مساء

وانت بعيد عني

تقتلك اللهفة

ساعة انتظار

فلماذا.....لماذا...يا هذا

تأخذك العزة بالأثم

وتكابر دوما

مثل الاشرار

فكن رقيق القلب

تواضع قليلا

قبل فوات الاوان

فلا بنفعك هذا الأصرار

وكن مثلي سمحا

دجن في حديقة عمرك

زهر النوار

وعطر ثيابك بالمسك

وحفظ في قلبك

عني بعض الأشعار

فلا ينفعك التجافي

فغدا آت.....آت

وما ندري....يا هذا

كيف ستعبث فينا الأقدار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 13 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2023 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

112,007