محاولة لقراءة نص (سيدة القصر)
الأستاذ حامد غريب.... تقدم بجواب ل(سيدة القصر) ؛ عنوان في أقاصي القلب حجّ صداه.. جملة اسمية قاربت حفل تنصيب لملكة الأماكن والأزمان.
ويطول السرد بانسيابية شعرية تُقَفى برائيات بمنزلة العطر على السطر... يتم السطر تلو السطر ويظل الراء يرفرف في الحلق ويطوق مساحات الصوت والذاكرة.. كأنه يخبر تلك السيدة على عرشه.. أن لا غيرها يتكرر في كل النداءات.
"تنفست حرفك
تاه مني… . السطر
تملكتني صبابة.. إندلق مني الحبر
يراودني همسك .. التحف الصبر
كأنّي نسيتُ الأنا
في لجة….. البحر"
جمع بين ثنائية الماضي والمضارع بتمكن رهيب في اللغة (تنفست#تاه) (تملكتني#اندلق) (يراودني#التحف) كأنه يصرف في الحاضر ما اقترفت يداه في الماضي. ويعود ليستدرك أن ذلك لم يكن إلا لأن أمواج البحر تتلاطمه بين كان وصار (وكأني نسيت الأنا في لجة... البحر).
" سانهض ممتشقا ظلك… عنوانا… .. طل منه الفجر
إصغي لي ..
وانا اقطف من عينيك السحر
اضمخ فيافي الدرب…… منك العطر
اتذوق شهوة ... الحرف
اعلنها حريتي .. قيودك سيدة……… القصر "
بصوت فارس مغوار لا يثنيه عن عزمه حائل... جرد الشاعر (ممتشقا) لمكانها ليَلبسها بجمع السعي...
(اصغي لي) جملة إنشائية.. أمرٌ أطفأ به توحد الفعل و استنجد الرد كما يرغب ويشتهي..
" أيا أنت ..تنثالين على أكمام… الزهر
ينظرني الدرب خلسة….
تعتصرني الخطوة… كان صيفا… قر"
بأسلوب النداء عاد الشاعر ليوازن بين الأسلوب الإنشائي والخبري في قصيدته.. وهذا دليل آخر على دعوة الشاعر محبوبته لتتفاعل وتتعاطى معه ما يعانيه من براثن الحب والوله في الزمن الآني..
" درب يتلوى.. يوهمني السراب
يسحبني الظل ..أغفو .. يسلبني السر
أتصبب شوقا .. أتلضى
على آنية… .. جمر
تطعمني ذكراك
قصيدة مبللة من ذاك… . الهجر
تراقصني ..نايات صوتك"
و نَزَّ القلم ليعبر بنا لتلك الضفة الملقحة بالصيف والحر ومن كل احساس شر....... كيف يعصف الهجر بالغيمات والبساتين وكيف يتوه بالحرف في سراديب مغلقة ملغمة بالجوع للآخر.. جوع يطعمنا ذرات حنين وشوق..
" مذ ذاك الفجر .. مذ آخر رحلة
كانت قصيدة وديوان…… شعر
قد صنتِ بصمتكِ… كل احداث الامس
وحبيبا منقوعا بالنسيان….. والحان الهمس…"
وفي إقرار ينسى العمر وتدفق الأزمان ... يضع الشاعر نفسه في تصرف صاحبة الشأن (سيدة القصر).. منذ أحداث الأمس إلى حديث الهمس؛ لم يتحرك فيه بؤبؤ إلا راغبا إليها.
#أمل_المغربيه
