كان صلى الله عليه وسلم- لا يصوم حتى يرى الهلال رؤية محقَّقة أو بإخبار العدل أو بإكمال عدّة شعبان ثلاثين يوماً.
وكان صلى الله عليه وسلم- يكتفى بشهادة الواحد، وفى هذا حجَّة على قبول خبر الواحد. وثبت أنَّ الأمة صامت برؤية أعرابى جاء من البادية فأخبر النَّبى – صلى الله عليه وسلم- أنَّه رأى الهلال فأمر – صلى الله عليه وسلم- بلالاً أن يؤذن بالصيام.
وكان صلى الله عليه وسلم- ينهى أمَّته أن تتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين احتياطاً وتعمقاً إلا أن تكون عادةً لأحدهم؛ لذلك نهى عن صيام يوم الشك.
وكان صلى الله عليه وسلم- يبيُّت النيَّة من الليل قبل الفجر، وأمر أمَّته بذلك.
وهذا الحكم من خصوصيات صيام الفريضة، أمَّا صيام النافلة فلا يشمله هذا الحكم.
وكان صلى الله عليه وسلم- لا يُمسك عن الأكل والشرب والمفطرات حتى يرى الفجر الصادق رؤية محقَّقة عملاً بقول الله تعالى: {وكلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}.
وبيَّن صلى الله عليه وسلم- لأمته أن الفجر فجران صادق وكاذب، فالكاذب لا يُحرم طعاماً ولا شراباً ولا جِماعاً، ولم يكن – صلى الله عليه وسلم يُشدِّد على أمَّته فى رمضان ولا فى غيره، فلم يشرع لهم ما يسمى- بغير حق- أذان الإمساك.
وكان صلى الله عليه وسلم- يُعجل الفطور ويؤخر السحور، ويأمر أمَّته بذلك قائلاً: «لا تزال أمَّتى بخير ما عجَّلوا الفطور».
وكان بين سحوره –صلى الله عليه وسلم- وقيامه لصلاة الفجر قدر قراءة خمسين آية.
أمَّا أخلاقه صلى الله عليه وسلم- فحدِّث عن حُسنها ورِفعتها ولا حرج؛ فقد كان – صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقاً، كيف لا وقد كان خلقه القرآن، كما وصفته أم المؤمنين عائشة.
وقد أمر صلى الله عليه وسلم- أمَّته بحُسن الخُلق خصوصاً للصائمين منهم فقال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه».
وكان يتعاهد أهله ويُحسن عشرتهم فى رمضان أكثر من غيره.
وكان لا يمنعه الصيامُ من تقبيل أهله ومباشرتها وكان أملك الناس لإربه.
ولم يكن يدع السِّواك فى رمضان وغير رمضان؛ يطهِّر فاه ويُرضى ربَّه.
وكان صلى الله عليه وسلم- قد احتجم وهو صائم، ورخَّص بالحجامة للصائم
وكان صلى الله عليه وسلم- يُجاهد فى رمضان، ويأمر أصحابه بالفطر ليقْوَوا على ملاقاة عدوِّهم.
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم- بالأمَّة أن رخَّص للمسافر بالفطر، وللمريض، والشيخ الفانى، والمرأة العجوز، والمرأة الحامل أو المرضع، فيقضى المسافر، ويُطعم الشيخ الفانى والحامل أو المرضع.
وكان يجتهد فى العبادة والقيام فى رمضان ما لا يجتهد فى غيره، خصوصاً فى العشر الأواخر يلتمس ليلة القدر.
وكان يعتكف فى رمضان خصوصاً فى العشر الأواخر واعتكف فى العام الذى توفى فيه عشرين يوماً، وكان لا يعتكف إلا صائماً.
وأمَّا مدارسته للقرآن: فلم يكن أحد يجتهد اجتهاده، وكان جبريل يلقاه فيدارسه القرآن فى رمضان لأنه شهر القرآن.
وأمَّا جوده وكرمه فى رمضان فلا يوصف؛ فقد كان – صلى الله عليه وسلم- كالريح المرسلة بالخير لا يَخشى من ذى العرش إقلالاً.
وقد كان صلى الله عليه وسلم- أعظم المجاهدين ولم يمنعه الصيام من المشاركة فى الغزوات، فقد غزا ستُّ غزوات فى تسع سنين سنواتٍ، كلها فى شهر رمضان، والخلاصة: أن شهر رمضان شهر اجتهاد وجهاد وتضحية فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس كما يفهم (ويفعل) كثيرٌ من المسلمين زماننا أنه شهر دعةٍ وكسل وخمول وبطالة!!
فاللهم وفِّقنا لاقتفاء أثره نبيَّك صلى الله عليه وسلم وأحيينا على سنَّته، وأمَّتنا على شريعة.
المصدر: اليوم السابع ــ http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=1157152#.U6wd1ZSSx5h
نشرت فى 26 يونيو 2014
بواسطة elbardesi