الفراعنة الوثائقية
القدس مدينة فلسطينية عريقة، تقع على بُعد حوالى 55 كم جنوب شرق يافا، وهى أرض ترتفع حوالى كيلو متر فوق سطح البحر، فوق تلال بين البحر الميت والبحر المتوسط، وتُسمى المدينة المُقدسة أو مدينة السلام، ولقد شهدت المدينة لأهميتها وثقافتها العديد من أنواع الحصار والاحتلال.
والقدس هى عاصمة فلسطين بالرغم من وجود بعض اليهود فيها، وقد بُنيت أسوار عديدة حول المدينة بالرغم من وجود وديان عميقة بجوارها، وقد حدث لها دمار مُتكرر من قبل الغزاة، ولكن أهلها كانوا يعيدون بناءها، وقد احتلتها قوات الجنرال اللنبى فى نهاية عام 1335 هجريا، و1917م.
والمدينة فيها العديد من الآثار منها قبر النبى داود، وجبل الزيتون وحائط المبكى، وقبل ذلك وبعده المسجد الأقصى المُبارك، وخارج الأسوار اتسعت المدينة بعد الاحتلال البريطانى، وظهرت فيها بعض المبانى التجارية ومنازل للسكن، علاوة على إنشاء بعض الحدائق والمنتزهات، وقد دخلتها المياة المُكررة قبل الحرب العالمية الثانية لخدمة سكانها.
وأهم الآثار الإسلامية فى المدينة مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى، والأول بناه الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان على الصخرة التى ترتبط بقصة الإسراء والمعراج وانتهى بناؤه عام 72 هجريا، و691م، أما المسجد الثانى وهو المسجد الأقصى المُبارك فهو مسجد مُتسع ثمان الأضلاع وفى وسطه ثقب مُستدير، يُذكر أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قد عرج منه إلى السماء فى رحلة الإسراء والمعراج.
وفيها جبل الزيتون فى ضواحى المدينة وهو يطل عليها، ذلك الجبل الذى يُذكر أن المسيح عيسى بن مريم قد أحيا فيه رجلا يُسمى العاذر، بإذن الله القدير، وكان الإسلام قد دخل المدينة بواسطة خالد بن الوليد رضى الله عنه، وكان يسكنها الرومان الذين كانوا احتلوها عام 70 ميلاديا، وطردوا منها اليهود ورحلوهم إلى بايل، أى منذ 1950 سنة تقريبا من الآن.
وقد تعرض المسجد الأقصى المُبارك الذى ورد ذكره فى القرآن الكريم فى أربعة سور “الإسراء، والأنبياء، المائدة، الأعراف” للحريق من قبل اليهود المتعصبين عام 1389 هجريا، و1969م، ولازالت المخاطر محدقة بالمسجد وفى المدينة مع تصاعد المطامع اليهودية فى الوقت الحالى.