ابتسمَ وهو يغادر أول محاولة فاشلة له برسم جسد امرأة عاري على ورقة بيضاء قياس 20 × 40 سم , كانت مخيلته فارغة من أي تفاصيل لجسد امرأة ويداه أيضاً من ملمسه الدافئ , جلس على طرفٍ من ذكرياته , حاول البحث عدة مرات , لم يجد سوى وجه جارته الميتة وصغيرات لم يبلغن صدورهن , أشعل سيجارة , نفث دخانها وهو مسترخياً على كرسيّ معدني ينظر إلى السقف وبعض الأفكار التي راودته , كانت من أيام الحرب مخبأة في معطف قديم معلق بجوار شباك صغير , رقص رقصته البوهيمية وسط الفراغ الذي يحيط به كعادته كلما يخفق في تسلق ذاكرته ( فقط أجساداً محترقة ) قال لنفسه وهو يمضغ قطعة صغيرة من السكر ( سأحاول في مرة أخرى ) كرر ابتسامته وهو يدنو من محاولته الثانية والبريق الذي يصادفه حين يعتلي شهقته الممزوجة باللهاث , كان الوقت على مقربة من البرد وحلمه الوحيد الذي رافقه للأربعين سنة .