موقع مزيف احذر الدخول فيه

موقع مزيف احذر الدخول

 

أحرجني الوصولُ المفاجئُ للجثمانِ أواخرَ آيار
في مسيرِ الوجوهِ المفتتة ساعاتِ الظهيرة أعرته حبلاً من حبالي الصوتية ليربطَ بِه حذاءَ الجنازةِ 
والنَّداباتُ بالعباءاتِ السّودِ
كنَّ يعبرنَ حوافَ المدينةِ بخطى ضيقةٍ
ويكوينَ جراحَ بطونهنَ بالأسيدِ 
قالت الثكلى 
"جاءني وطلبَ المغفرة
قرأتُ عليهِ البسملة 
ونفختهُ لمصيرهِ"
****
هذا الولدُ النبي الصغيرُ
يلعبُ "بالدحلِ" على قارعةِ الحربِ
يضرمُ كفهُ في جيبه بحثاً عن حارتهِ وأصدقائه وسريره
لاشيء يلمعُ في الجيبِ الذي ثقبهُ الرصاصُ إلا ضوءُ الكارثة 
فكلُ الاشياءِ في الحرب خردة
الشعراءُ شحاذو الأزرق
يصرخون يهربون يكتبون يكتتبون
يحرقونَ خيوطَ الكلماتِ في حلقِ الكتبِ السميكة
ويطفئونَ سجائرهم في منفضةِ العبث
لنحزن أقلَ إذن
لم يعد هناكَ ما نخشاهُ في الحربِ
أصلي لأنفي دمي إلى مدينةٍ أكثرَ كفراً
أقضمُ تفاحي الأسود وألعنُ شرنقةَ البدء
والتهجينَ بينَ أصابعِ الله وأصابعِ الجريمة
الحربُ أرملةُ الحبِ
انثاهُ بشعرٍ مجعدٍ وساقين نحيلتين
وكفٌ تكتبُ وتلطم
النرد الذي رماه الله... مسمومٌ
أولُ النطقِ عطشٌ والطريقُ إلى ثدي أمي لهاثٌ كثيرٌ
وهذه الشهوةُ بردٌ ونومٌ بدون غطاء
كلُ ما لا يسمى مرمي في بركة العطش 
والأسماء تفرُ في القوارب... نوحٌ يغرقُ وحدهُ 
هواءُ مدن القتل يلثمُ غسيلي عن بكرةِ حبله
تهقُ ذاكرتي بخطى مستعجلة فيتعثرُ الزمنُ الرطبُ في ثوبي
وتفوح رائحةُ الرقعِ في ملابسي الداخلية
هذه الحربُ... عمرُ عنوستي المنشورةُ فوقَ الحبلِ
وأنتَ..
لكَ أن تمدحَ الشوكَ في منشورٍ سري
أن تغشَ الميزانَ بدمٍ أكثر 
وتجلس مع ميتتكَ الهزلية وبقايا اللحمِ على الخوذ لتحاورَ الدقونَ الداكنة حول طاولةٍ يختبئ تحتها الوطنُ
ولي وطني... أخبئهُ في كتابي
كوردةٍ يابسة... قدمها لي حبيبٌ سابقٌ
لك أن تغمسَ خيبتكَ بالطحينِ وتراوغَ شرشَ الهواء في غلاصم السمك 
ولي منديلي.. أقفُ خلفَ الحائطِ الباردِ لذاكرةِ الرملِ.. وألوحُ بهِ
لكَ أن تفضَ نفسكَ وحيداً على أريكةِ تحومُ فوقها طيور العدمِ
وتحرسَ العشبَ الذي ينمو ببطء على فوهة المدفعية
ولي أن أعيدَ تقطيبَ أزرارِ الشّبقِ لسريرٍ لستَ فيه..
لكَ أن تنتعل الريحَ حذاءً تدوس به الوقتَ الإضافي لخسوفِ التوابيتِ فوقَ الضلوعِ الهزيلةِ
وأن تتبادلَ مع جيرانكَ الأواني المكسورة كما تتبادل هدايا عيدِ الميلاد وعناوينَ الأخبار
ولي أن أتبعك كعقربِ ساعتكَ وأدقَ منتصفَ كل معركة... فيستريحُ الدم قليلاً
لكَ أن تضحكَ كثيراً لتحتفي بنكتةٍ بطعم الخردل وتركنَ وجهكَ في العتبة وتدخل بيتكَ حاملاً رحمكَ المقطوع 
أن تتضاءلَ كالبَرَدِ وتستحمَ بدمكَ على شاشةِ التلفاز... هكذا
لكَ أن يغويكَ عاركَ المسفوحُ على درجِ البناية
وأن يضيقَ عليكَ ربكَ... فتخلعهُ
ولي أن أنفضَ البن عن القصيدة وأغلي وحدي..
وأمشي في جنازةِ هذا الكوكبِ دون أن انحازَ لشرفةِ العويل
لي أن.. أخرجَ من الهامش إلى المعنى دونَ غطاء رأسي... 
وأفردَ شَعري.. شاحنات دمعٍ طائرة
ورسائلٌ وثمارٌ مفروطة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2016 بواسطة dsdsdsfffssff