( إن لا شئ بعد هذ الخط الوهمي ) هو شعور تملكني كلياً , أوقفني ساعات بين عقلي الكسول وذكرى من الماضي القديم .. لعشرين خريف وأنا أدفع بالشمس لقبو معتم ( ربما في مرة أخرى ) أقول دائماً كلما أخفق في رؤية نفسي ولون قميصي القرنفلي الأصفر , لم أتوقع أبداً أن هناك نهاية لأي قصة تقرأ أو حديث عن الحب , أو أن الأحلام لا تتحقق , كانت كذبة كبيرة هي الخطوة الأولى , لا شئ بعد عشرين خريف من تسلق جبل , لا شئ في القمة سوى أنا وفكرة بليدة .
تكرر هذا الشعور وأنا جالساً في مقهى على رصيف معبد بالمرمر الثمين انتظر روناك والطفولة التي مازالت تتقفز من حولي واللحظة التي كنت الامس بها شعر رأسها حين يخفت ضوء المصباح في علية البيت بعيداً عن انظار امها وصلواتها التي لا تنقطع , كانت من وقت لآخر ترفع صوتها ( يا الله أمنحنا الخبز والأمان ) هذا فقط ما كانت ترغب فيه من هذه الحياة قبل أن تصاب بمرض عضال ويجف جسدها وكأنه جذع شجرة رمان ميت .. كل شئ كان هناك فضفاضاً , حديقة البيت الخلفية , مشهد الصباح وهو يخرج من وراء هضبة صغيرة بنفسجية , صوت أبي الرخيم , الطريق الذي يلبسني في هدوء بعد كل ابتسامة ألقيها على جانبيه , الرجل الذي يصادف لهاثي كل مساء منهك القوى وهو يرمي عن كتفيه حمل سنة فائتة , الوردة التي تكبر كل ساعة حتى أصبحت في أيام بحجم قلبي , شاطئ البحر الصغير الذي يقترب وقت الظهيرة من انفاسي المحمومة ورغبتي بقضاء اليوم في النظر إلى ملايين النجوم التي ترقد في سبات تنتظر البداية .. لا شئ بعد انتظاري لساعات سوى وجوه تمر من أمامي وهمس يحيط باضطرابي وشعوري البائس بأن اللحظة لم تأتي اليوم أيضاً .