------------
أندب بيتي وأبكيه بحرارة
أرسل نحيب صامتا
لأزقة قريتي النائمة
سأندب بيتي المتهاوي
وأبكيه بحرارة
سقفه المتهرئ
من الجذوع والاغصان
أتلمس حائطه الطيني
وكوة الهواء
أندبه وقت الغروب
موت
يحملني بين جدرانه الطينية
الميناء يضج بالسفن القديمة
يتصاعد لهاث الموج
يتناثر الزبد على ارصفة
الميناء والبضائع
بعيد عنه
بيتي المتهالك
تبتعد السفن الهرمة
قبورا
أتقدم نحو الميناء
خطى مبتلة
برذاذ ماء البحر
الساعات تلتهب
بين العظام
انين متواصل للسفن المسنة
اضلاعي تلتهب
مغص يرتفع كالموج
مروع
يتجول في شتى الجسم
ابحث عن حقد عميق
للذكرى
امضغ دمي
لقد فقدنا حاسة الشرف
والشعور بالإله
نَهمُ يزدرد الفضيلة
وجوه متعطشة
عارية الاقدام
اذوق طعم الضجيج
في مرحلة قاسية
اتسكع بين الوحوش
لقد فات الاوان
الدم يسيل في العيون مالحا
اطلقوا سراحنا
دعونا نمر
مات الاباء
لتشرق الشمس
ونغني نحن تعساء
لبغي اسمها الانسانية
نفتش عنها في الازقة
نبحلق فيها
عيون صفراء
وشاهنا مطبقة على لحن قديم
بيوتنا خاوية الا من متسكع جائع
اجساد الناس كريهة
لازال الاوباش حشرات زاحفة
ردمها بالقش والتراب
مرعبة سوداء
في منتصف اليل
اغنية ثقيلة كالصهيل
فيها الف خفقة جنونية
عيون مبللة
منذ بدء التاريخ
الفؤاد ضعيف بارد
رائحتنا كريهة
نستحم في ضوء القمر
هجعت اتوسل للأرض
ان تبتسم
ارض ميتة بخشوع
واهدابنا سوداء كالفحم
انطفا الحلم
نصرخ كالطفل
شيء يمزقنا
راية الظلم حلقات
الانحطاط هرم
نرفعه فوق الهامات
عبيد
اعلامنا تحترق في الازقة
ورائحة الاطفال الحرق
من التفجير
مستلقية على القفا
احلم برائحة الارض
وسطوح المنازل الطينية
الليالي طويلة
خانق بكاء امي وابي
لقد مات الحنان
نتثاءب ونتقيأ
ننظر بإسهاب نحو الافق
ما أتعسنا الى الجحيم
يا بلدا ساكنا في القلوب من اجيال
لكن لم تزدهر
الا على اوباش
**************
_________________
