قال سليمان: "قد جاءنا الهدهد دنبا وأتى في اللؤم فعله
تلك نار الإثم إن للظالم صدرا يشتكي من غير علة"
سرقة حبة بر لا سوى، وما بال من سرق الجنة من عش العصافير، وغدا يحطم العشب ويرمي بالفتاث، فتاثا فتاثا، ؟
غربال الأنا، فسطاس الضمير، يلف حول لحاف الذات من كل تلاوين التصنع في الفلا والملا، عشقا للعذاب، فكر "مورينو" أن يتعذب من غير عذاب.
هذا المورينو الجميل، صنع غربالا لذاته قبل تناولها من ظلم الذات، حصا ترمي بالحصا وتباعا يمر الخلاص من توأم الصنع، ليصل الصدى إلى آخر برعم في البركان، تمددت الأضلع لتمر عبر ألياف أسلاك الزمن المر، عذب أن نتعذب بعذابات الآخرين، لكن ليبقى منا القليل، كي نعد عظام الألم فينا، تلك نظرة المورينو الفيلسوف الأعظم لجزيرة الغربال، تعذب الغراب حين رسم قبرا ، دون تحديد سبب الإهانة والقتل، وقتل الكلام في الكلام، ومشط شعر الشيطان ليكون جميلا في محياه، عسى الله يغفر له بتهمة الجمال فيه، أي جمال يتوخى من غربال مثقوب الأسلاك والأشواك؟..
صرخة المجانين، تحضر هذا العبقري، ليضع تفاصيل ما يقوم به، وتصميما لغربلة الضمير، غزا السؤال منه نفسه، ليمر من السؤال إلى السؤال عبر مليار سؤال، دون إجابة، مادامت الحبات غير مكتملة في الغربلة، وتكسير كل زجاجات نوافذ عمره القصير، يذبل العمر ويبقى ما تبقى مجرد عبث عفوي، والدوائر صفحات تمر كما الشريط السيمفوني الرائع ، أو مقطوعة من مقطوعات الراحل "بيثهوفن"، موسيقى الصمت، تُقرأ بقيمة الصوت الكثير فيها، دون اعوجاج، تحيل الذات على حركات لا لبس فيها، قيمة للنص الأعمى في عمر الرجل الذي ألقى القصيدة دون أن يراها أو يسمعها، في القلب أشياء تحدث، في الخيال أيضا حساب أوتوماتيكي يرسم تموجات النفس على عدم الإستيقاظ أحيانا من عمق نومها أو موتها أحيانا أخرى، لا غربال في الحياة ، غير ذلك الذي يهز "المورينو" في عمق ليله، تنبيها بأن النهار آت، وعليه باختلاط تلابيب الأمس باليوم دون مس في أعماق الآخرين..