إلى /نعيمة زايد --الشاعرة المغربية --
لا زقورة تحت قدميه،
لا آدم يعلمه الحكمة،
لا حواء تعقلن براريه،
لا ألهة ترتب مرقاة اليها، أو مهبطا لنفسه،
ما كان لديه سوى حنجرة فصيحة، السنتها من غير أخطاء،
وما كان قد اكتشف جسده،
لم ير بعد أعضاءه، كان الريح والضوء والماء، وما يطلع من الغيب،
رعيته الثعالب والأرانب،
حاشيته السباع،
الدهشة كل ما يمتلك من تأثيثات الدنيا،
ولم تكن الدنيا قذرة، أو فاسدة آنذاك،
كان منشغلا بما حوله عما يتشكل من كيمياء الجسد،
كان لاهيا عما لم يوجد بعد،
لم تبحث قدماه عن أرض أخرى،
ولا عن سماوات،
متلفعا بفرو بنات اوى، وبجنح فراشة،
له لبن الدواب
وعسل النحل الذي دلته عليه الدببة،
ما أن ينام حتى لايعرف كم من الليالي أو النهارات قد استوفى،
ما أن يستيقظ ،ما من أحد يدله على مطالع الشمس أو مغاربها ،
عند يمينه تتزاوج القنافذ،
وعن شماله تتكاثر الأسماك،
هذا هو روح الله،
هذا هو ابونا الذي في البرية،
هذا الذي لا آخر سواه، الطالع من الجنوب،
لكي يعزز مملكة الأنثى،
لكي تنتجنا اللحظة كما هو، أبرياء، اتقياء،
تتمنانا الالهة أبناء لها، تتمنانا ملائكة و قديسين،
ولكننا نظل نؤكد بأننا أبناء لآدمي صنعته الأنثى، فكنا،
لا أبناء كهنة،
نحن حواريو الماء والنور والريح
حميد حسن جعفر /واسط /2/5/2016