ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمْسِ اعْتَذَرْتُ لِطَائرٍ
تَرَكَ الرَّحِيلَ وَحَطَّ سَهْواً
فَوْقّ قَشِّ الرَّأسِ
قُلْتُ لَهُ : أخَافُ عَلَيْكَ -إنْ نِمْتُ- السَّفَرْ
َأمْسِ اعْتَذَرْتُ لِفِكْرَةٍ
كَانَتْ تُعَرِّي صَدْرَهَا
وَأنَا أفَسِّرُ مَا يَقُولُ السِّجْنُ عَنْ رُؤْيَاهُ
قُلْتُ: أخَافُ عَلَيْكِ لاَ مِمَّا يَجِيءُ غَداً
وَلَكِنْ مِنْ لَظَى التَّأوِيلِ
فِي عَامِ الضَّجَرْ
أمْسِ اعْتَذَرْتُ لِهَامِشٍ حَكَّ الجَنَاحَ
عَلَى يَدِي
وَبَكَى وَقَبَّلَ رِيشَهَا
قُلْتُ: اتَّسَعْتَ بِمَا سَيَكْفِي كَيْ تَصِيرَ النَّصَّ
مَاذَا سَوْفَ أُبْقِي لِلسَّمَاءِ أنَا ؟
وَأنْتَ النَّظْرَةُ الأوْلَى وَآخِرُ مَنْ نَظَرْ
أمْسِ اعْتَذَرْتُ لِشَارِعٍ
فِي اللَّيلِ يَطْرُقُ مُتْعَباً
وَأنَا عَلَى بَردِ السَّرِيرِ
أسِيرُ فِي طُرُقٍ أُخَرْ
أمْسِ اعْتَذَرْتُ لِمَا نَسِيتُ
وَمًا ذَكَرْتُ
وَمَا عَرَفْتُ وَمَا عَلِمْتُ
وَمَا جَهِلْتُ
وَحِينَ مِلْتُ إلَى الذَّهَابِ
وَجَدْتُ ظِلِّي وَحْدَهُ
وَشَكَكْتُ أنِّي، حِينَ سَارَ، مَنِ اعْتَذَرْ .