كلما وقفَ أمام المرآة، يرى نفسه عارياً ،تجهّمتهُ كآبة شديدة ،جرّب كل مرايا البيت لم يجدي نفعا ،مازال عارياً.. يتلمس جسده ،يقتربُ من المرآة ..يتمعن في ملامحه جيدا ..ينأى عن المرايا ..يرى نفسه يرتدي ملابسهُ كاملة ،
حملَ قضيباً حديديا وشرعَ يحطّمُ كل مرايا البيت ..قرّرَ التسكع وعدم العودة ..جلب نظره انعكاس زجاج 
المحال التجارية.. إنه عارِِ لا يستر جسده شيء ..استوقفَ أحدهم ليسأله :
_من فضلك لحظة واحدة ..يلتفتُ إليه الرجل ثم يضع أصابعه على وجهه وينزوي عنه بعيدا والدهشة تعقدُ لسانه ..هزّ يده مستغرباً واقترب من محل الملابس ..قبل أن يدخل هتفَ به صاحب المحل :
_إلى أين ياطرزان ..ارجع من حيث أتيت ..وقفَ وسط الشارع وقام بخلع ملابسه ..نظرَ إلى المارّة ليرى رد فعلهم تجاه مايفعله ..لم يثر انتباههم شيء،
أنطلقَ يسيرُ الهوينا وسط الناس وهو يهزّ بعجيزته متبختراً
لأول مرّة يشعر أنه ُحر .....ُحر تماماً!