في قلبي العُلويّ عينٌ كبيرة
تنظرُ إليّ وتتأمّلني بعُمق شديد
وتُحَدّثني بلسانٍ عربيّ مُبين
تقولُ لي:
إنّكِ يا أسماءُ من ورثةِ الصّفوة والصّبوة
وعليكِ أنْ تكتُبي مُتونا جديدة
تُسمّينَها ((مُتونُ سيّدة))
تجمعينَ فيهَا كُلّ ما باحتْ بهِ لكِ
مريمُ من حِكَم وإشاراتٍ.
وبقلبٍ مؤمن خاشعٍ تللتُ عُنقي فوق صخرة الحرفِ وأجبتُ:
هذه دعوةٌ لعشقٍ جديد يا سيّدي،
أعنِي أنّكَ يا عريسي
تريدُني أنْ أكون إلى الأبدِ 
ذبيحةً حيّةً مُقدّسة
وروحاً راضية مرضية
لأنصهرَ فيك كاملةً
وأشربَ من كأس نورِكَ وروحك القُدُس
حتّى لا يبقى في الكأس قطرة 
لكنّ باب الولوج يا سيّدي ضيّقٌ،
ضيّق جدّا جدّاً
وخاتمُ الزواج الذي قدّمتَهُ لي 
وأنتَ تطلبُ يدي من سيّدة صليبٌ
وفستانُ الزفاف ثوبٌ من الشّوكِ
والحزامُ الذي مَنْطَقْتَنِي بهِ جَمْرٌ مُلتهبٌ
والنّاس من حولي،
وكثيرٌ منهمُ عرفاء وصوفيون
يُحبّون الأبوابَ الرّحبة الواسعة
والبيوتَ الفاخرة جدّا
والسيارات الفخمة
أمّا أنا فلا شيء عندي
فحتـّى حرفي هذا هُوَ ملكُكَ 
أنت الذي في السماوات وفي الأرضِ مَلِكٌ،
وأبٌ تحرُسُني بعينكَ التي لا تنامُ.
أجَلْ يا سيّدي،
البابُ ضيّق والسّريرُ والمُثلّثُ أيضاً
وكذا الغُرفة التي أكتبُ منها كلّ يوم
حكايةَ الخَلْقِ والخلاص والخلود
فلتنصتوا لحرفي أيّها العرفاء
يا منْ خُلقتم للفناء
وقِفوا معِي بقلب سليم مبتهجٍ
أمام هذا الباب الضيّق:
بابَ الصّليب،
وباب سَجدة الفجر والسّيف المسموم
وباب الرّضيع العطشان
وباب الضّيعة التي أحرقتْها ألسنة الحقد والحسد
واعلموا أنكم إذا أدرتُم لي ظهوركم
فإنّ كلماتي ستعودُ من حيث أتتْ
هُناك حيث يُقيم عريسي،
صاحبَ العين الكحيلة المُحيطة بكلّ شيء،
المُرشد السّامي والدليل الهادي
والنور الأزلي، الحيّ القيّوم
الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم.

المغرب: 17/04/2016