موقع مزيف احذر الدخول فيه

موقع مزيف احذر الدخول

 

فجاة تنفتح الأشياء على معانيها
الوردة على عطرها
والبحر على عمقه
والجبل على ارتفاعه 
والمرأة على جمالها
والحرب على مآسيها
فجأة تغيب التعريفات ، وتسقط الحقائق المدرسية ، فيصبح التناقض تعريفا أو وجها آخر ، فلولا القبح ، أكان ممكنا أن نحس بالجمال ؟
إن أعلى نقطة شر هي بالضبط نقطة انتهائه
وأعلى نقطة يحققها طائر في ارتفاعه ، هي نقطة هبوطه
وأعلى ارتفاع تحققه رصاصة هو بالضبط نقطة سقوطها 
لا يوجد رصاص خير وآخر شرير
الرصاصة صنعت للقتل ، ولا راد لشهيتها في اختراق لحم حي .
أنا الراوي العليم الذي قرر أن يكشف عن وجهه ، ويتخلى عن مساحيق التجميل ، ويمزق الستارة التي يختفي وراءها ..
أنا الاله في مملكتي ، أشيد روايتي العظيمة ، وأنـــا أتطلع وأصغي إلى حيوات أملك القدرة على تنصيبهم كملوك أو أجعلهم محض شحاذين ، أفعل ذلك للمتعة لاغير ، ومتعتي أن أسخر ، وأعلم رعاياي فن السخرية العظيم الذي لا يتحقق أو ينفتح على معناه دون القدرة على السخرية من الذات .
أنا رب مملكتي ، أنا الراوي العظيم كلي المعرفة ، قررت أن أفتح السخرية على معناها ، عندها فقط ، ستحقق عظمة روايتي أو مملكتي ..
مرحبا بكلبي ( تيكو ) وهو يسخر من نظاراتي ، ويهز ذيله استخفافا بما يرى ، ولسان حاله يقول : ما هذا الزجاج البليد الذي يغطي عينيك ؟
مرحبا بشجرة البرتقال التي سمعتني أقول يوما أن فكرة الشجرة : ثمارها ، فقررت أن تسخر مني ، فأبت أن تثمر .. تلك هي فكرتها للسخرية من فكرتي .
مرحبا بالخاتون انتصار وهي تخرج من سجن رواية الظلال الطويلة ، وهي تمارس غوايتها وتقترح عليّ مشاهد لم تضمها الرواية .
سأقيم حفلة لشخوص روايتي ، مستفيدا من فكرة الإعلان عن الشركات الكبرى ، أو افتتاح الفنادق التي تحمل نجوما خمسا ، وأدعو قرائي أن يسخروا : 
من البلادة بالذكاء 
من التعاطف بالغضب 
من الضحك بالبكاء 
من البكاء بالتأمل
أدعوهم ليحققوا الانفتاح على المعنى ..
عندها ستحقق المتعة
عندها سنحمل شارة الساخر العظيم .
قالت إحدى الأمهات : كيف لا تكون الحرب مقدسة وقد استشهد فيها ابني !؟
قالت أم ثانية : كيف تكون الحرب مقدسة وقد قتلت ابني !؟
فخر أم حزن !؟
هل أصبحت الحرب ( مقدسة ) لأن ابن المرأة الأولى استشهد فيها ؟
وهل فقدت ( قدسيتها ) لأنها قتلت ابن المرأة الثانية ؟ 
وهل كان ابنا الامرأتين في طرف واحد أم طرفين متقابلين ؟
هل أنت حر ؟
إذهب إذن إلى أقرب مرآة ، تأمل وجهك جيدا ، ثم عدد قيودك .
وإذا ما نسيت أو تناسيت بعضا ، دعني أذكرك أن الحقيقة ليست ما تخفيه بل ما تحس به .
لابد من الانفتاح على المعنى ، البحث عن المعنى العميق للسخرية .. 
عندها تتحقق الحرية أو الشعور بها .
وعندها فقط ندرك أن الزمن هو الساخر العظيم أو الساخر الأكبر .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 155 مشاهدة
نشرت فى 22 إبريل 2016 بواسطة dsdsdsfffssff