يـراعٌ قـد تمـرَّدَ ليلَ أمـسِ
فما طابَتْ لهُ رَعَشاتُ حِسّي
فرَشتُ لهُ موائدَ من خيالٍ
بأطيب ما تجلّى فيهِ همسي
حنيني وابتهالاتي ,هُيامي
فأحجمَ عن تـذوّقهـا بيأسِ
و مالَ برأسهِ شطرَ البوادي
و عَاتبني هلِ الأيّامُ تُنسي؟
لِذي ظَمـأٍ هنا الأحزانُ نبعٌ
لِذي حـرفٍ كإلهـامٍ و درسِ
قصيدةَ صرخةٍ للحـقِّ كوني
لِسانَ الحالِ عن قهْرٍ و بُؤسِ
ملاحمُ تُستَقى من كُلِّ بيتٍ
تهدَّمَ, مِن حكاياتِ التَّأسي
و مِن نوحِ الثَكالى أُغنياتٌ
عليها تُصبحُ الدّنيا و تُمْسي
ومِن طِفلٍ شريدٍ في عَراءٍ
يبيتُ بدمعةٍ و خروقِ لِبْسِ
أقلُّ البـذْلِ في الضـرّاءِ حرفٌ
يداوي الجرحَ في أعماقِ نَفـسِ
و لو كُتبَتْ رؤاكِ بنَسْغِ حِبرٍ
فغيرُكِ بالدّماءِ السّطرَ يُرسي
فإن لم تلتَحمْ بالأرضِ عِشقاً
و تتلو للتّرابِ صـلاةَ قُـدْسِ
مصيرُ قصيدكِ النسيانُ حتماً
ولو نسجَ القوافي خيطُ شمسِ