ما هو التوحد:
هو إحدى حالات الإعاقة التى تعوق استيعاب المخ للمعلومات وتؤدى إلى حدوث مشاكل لدى الطفل فى كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات فى اكتساب مهارات التعليم السلوكى والاجتماعى ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعًا التى تصيب الجهاز التطورى للطفل.
التوحد اضطراب عصبي لايعرف مصدره وهو إعاقة نمائية يتم تشخيصها في معظم الاحيان خلال الثلاث السنوات الاولى من عمر الطفل وهي تعوق بشكل كبير طريقة استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها ويصاحبها تعثر في النطق وضعف سمع أحيانا وبدرجة كبيرة ضعف في التواصل البصري.
الاسباب التي تؤدي الى التوحد :
وفيما يتعلق بأسباب مرض التوحد نجد أن الأبحاث لم تصل حتى الآن إلى السبب المباشر للمرض ولكن يعتقد أنه نتيجة لاضطراب غير معروف في وظائف المخ والبعض يقترح وجود اضطرابات في المواد الناقلة للنبضات العصبية مثل السروتونين أو وجود عيوب تصويرية تشريحية في الجزء من المخ المعروف بالنيوسيربيلام.وقد أثبتت الأبحاث وجود خطورة للإصابة بهذا المرض منها مضاعفات ما قبل الولادة والاضطرابات الجينية والوراثية، وإصابة الأم بالحصبة الألماني أثناء فترة الحمل وعيوب التمثيل الغذائي والالتهابات الميكروبية في الجهاز العصبي
، يحيا الاشخاص المصابون بهذا النوع من الاعاقة حياة طبيعية وهي منتشرة في جميع بلدان العالم وبين كل العائلاتيظهر مرض التوحد خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويستمر مدى الحياة وتقدر نسبة بنحو 1 بين كل 500 طفل، وما يعرف أن إعاقة التوحد تصيب الذكور أكثر من الإناث أى بمعدل 4 إلى 1، وهى إعاقة تصيب الأسر من جميع الطبقات الاجتماعية ومن جميع الأجناس والأعراق
أذن تتلخص اسباب التوحد فيما يلى :
1. خلل ما في احد اجزاء المخ يؤدي الى حالة العجز في عدم القدرة على التحكم في السلوك والتصرفات .
2. أسباب جينية مرتبطة بجين محدد.
3. تناول العقاقير الضارة أثناء الحمل .
أعراض وصفات الطفل التوحدي :
-
لايهتم بمن حوله ويبدو كأنه لايسمع ،
-
يقاوم التغيير في الروتين وايذاء الذات ،
-
لا يستطيع التعبير عن الالم ،
-
لديه نقص في الخيال والابداع عند اللعب ،
-
حركات متكررة تظهر في حركة الجسم او اثناء مسك الاشياء مثل هز الراس ، او الرفرفة باليدين بشكل متكرر ومستمر ،
-
لا يشارك الاخرين باللعب ولديه نقص فى اللعب التلقائى أو الابتكارى، كما أنه لا يقلد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ فى عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة
-
نشاط زائد وخمول ،
-
لايدرك المخاطر ،
-
يقاوم الاحتضان والحنان .
-
الصعوبة والتكرار فى الكلام.
-
الاضطراب عند تغيير روتين معين مثل الانتقال من مكان لآخر.
-
الاستجابة غير الملائمة للاستثارات الحسية العادية، مثل الحساسية المفرطة للصوت.
-
الكلام فى الحديث مكرر ومتكلف تكرار كلمات معيّنة (فقدان الحوار مع الناس).
-
الصوت يكون غير معبر (كالصّراخ).
-
تصرفات متكررة: الهزهزة عدم التمركز خلال الجلوس على كرسى (عند الأطفال), حَملقة دائِمَة بدون سبب.
-
يقضى الطفل وقتاً أقل مع الآخرين، يبدى اهتماماً أقل بتكوين صداقات مع الآخرين، تكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية مثل الابتسامة أو النظر للعيون.
وبالنسبة للعب هناك نقص فى اللعب التلقائى أو الابتكارى، كما أنه لا يقلد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ فى عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة.
أما عن سلوكه قد يكون نشطاً أو تصدر منه حركات أكثر من المعتاد، أو تكون حركته أقل من المعتاد، مع وجود نوبات من السلوك غير السوى (كأن يضرب رأسه بالحائط، أو يعضّ) دون سبب واضح، قد يصرّ على الاحتفاظ بشىء ما، أو التفكير فى فكرة بعينها، أو الارتباط بشخص واحد بعينه، هناك نقص واضح فى تقدير الأمور المعتادة، وقد يظهر سلوكاً عنيفاً أو عدوانياً، أو مؤذياً للذات، وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وبدرجات متفاوتة.
تشخيص التوحد:
لاتوجد اختبارات طبية لتشخيص حالات التوحد ويعتمد التشخيص الدقيق على الملاحظة المباشرة لسلوك الفرد وعلاقاته بالاخرين ومعدلات نموه ويبدأ التشخيص المبكر بملاحظة الطفل من سن 24 شهر حتى سن 6اعوام في الامور التالية :
- عدم التفوه باصوات كلامية في سن 12شهر .
- عدم نمو المهارات الحركية في سن 12 شهر مثل الاشارة ، التلويح باليدين وامساك الاشياء .
- عدم نطق كلمات فردية في سن 16شهر .
- عدم نطق جملة مكونة من كلمتين في سن 24 شهر.
والواقع ان على الوالدين عدم تكذيب حسهما الابوي والافضل استشارة اكثر من طبيب وعدم الاكتفاء براي واحد فقط
علاج التوحد : لاتوجد طريقة او دواء بمفرده يساعد في علاج حالات التوحد لكن توجد مجموعة من الحلول مجتمعة مع بعضها وهو علاج ثلاثي الابعاد نفسي واجتماعي ودوائي . فمن الناحية الاجتماعية يتم ذلك عن طريق الدمج الاجتماعي وتشجيع الام لطفلها بان تحاول فرض نفسها عليه وتتجنب عدم الشعور بالذنب لكون الطفل لايريد هذه العلاقة .
العلاج الدوائي :
يوجد عدد من الادوية لها تاثير فعال في سلوك الطفل والهدف من الادوية هو تخفيف حدة السلوك حتى يستطيع الطفل ممارسة حياته التعليمية والاجتماعية بشكل سوي الى حد ما . بالاضافةلذلك يتم العلاج عن طريق هرمون السكرتين حيث انه يزيل الغلوثين في القناة الهضمية ويعطي نتائج ايجابية فهذا الهرمون يفرز بعض المخاطيات في الامعاء الغليظة فكل قرص في مادة السكرتين يحتوي على السيليلوز ويعطى حسب الوزن فلكل 35 كغ في الوزن يعطى جرعة واحدة فقط وهو يجعل الطفل قادرا على :
- تحسن في الاتصال العيني
- نمو المهارات الكلامية
- زيادة الوعي
- الاستغراق في نومه
اساليب التعليم:
يجب تحديد الطريقة لما في ذلك من اهمية لافادة الطفل التوحدي وهؤلاء الاطفال يميلون اكثر للاعتماد على اسلوب واحد للتعلم ، واغلب الاطفال التوحديين يفهمون بالبصر اي عن طريق المشاهدة اكثر من السمع بكثير . ان التدريب المستمر لهؤلاء الاطفال يوفر لهم فرصة التحسن والتكيف بصورة تدريجية ، لكن من الضروري على الاهل ان ياخذوا طفلهم التوحدي الى طبيب انف واذن وحنجرة لفحص السمع وتحديد درجته وتصنيفها
أنواع التوحد
Types of Autism
تم تصنيف أنماط ظهورها بهدف فهم أكثر لحالة كل طفل وما يمكن أن يقدم له من خدمات وبرامج علاجية لذلك صنف التوحد كما يلي :
1 ـ التوحد التقليدي : (Classic Autism)
وهو ما يظهر لدى الأطفال في أعمار مبكرة ويكون لديهم مشكلات في التفاعل الاجتماعي ، والتواصل واللعب التخيلي.
2 ـ اضطراب ما يسمى( بطيف التوحد ) (Autism Spectrum Disorder (ASD))
ويشتمل على مايلى :
أ ـ عرض اسبيرجر : ( Asperger’s Syndrome ) والذي يشتمل:
على ضعف نوعي في التفاعل الاجتماعي ، ولديه سلوكيات نمطية وتكرارية ، وفي المقابل لا يوجد تأخر في اللغة أو التطوير المعرفي أو مهارات العناية الذاتية وتظهر المشكلات الاجتماعية عادة في سن المدرسة بشكل واضح حيث يكون هناك مشكلات في التفاعل وإظهار الانفعالات مع الأقران .
ب ـ اضطراب النمو الشامل غير المحدد :
(Pervasive Developmental Disorder - Not Otherwise Specified (PDD – NOS) والذي يشتمل على العديد من مظاهر التوحد ، ولكن في الأغلب يكون من الدرجة البسيطة وليس الشديدة أو الشاملة لكل جوانب الاضطراب ، ولعل أهم مظاهر الاضطراب لدى هؤلاء الأطفال تكمن في الجوانب الاجتماعية في المهارات اللفظية وغير اللفظية .
ج ـ اضطراب الطفولة التحللي : (Childhood Disintegrative Disorder)
عادة لا يظهر الاضطراب إلا بعد سنتين من عمر الطفل ،ولا يعاني من مشاكل عصبيه بعدها يبدأ بفقدان المهارات الأساسية ، وتصبح لديه حركات غير عادية ، ويصاحبه مشكلة في اللغة الاستقبالية والتعبيرية ، وتظهر مشكلات في المهارات الاجتماعية والسلوك التكيفي ، وكذلك في القدرة على تطوير علاقات صداقة مع الأقران ، ومشكلات في التواصل من خلال فقدان أو ضعف في اللغة المنطوقة ، ولدى الطفل سلوكيات نمطية وتكرار للنشاطات ، ويصاحبه عادة إعاقة عقلية شديدة ، ولا يوجد لدى الطفل مشاكل عصبيه .
د ـ عرض ريت : (Rett,s Syndrome)
ويظهر لدى الإناث ، وأسبابه جينية عادة حيث أن النمو في البداية يكون طبيعياً في الجوانب الحركية ومحيط الرأس ، وبعد ذلك بطئ في نمو الرأس بين (5 – 48 شهراً) ، ويظهر قصور في استخدام اليدين بطريقة صحيحة ، وعدم القدرة على المشي بطريقة مناسبة ، وصعوبات في الجانب اللغوي سواء الاستيعابي أو التعبيري ، وكذلك يصاحبه عادة مشكلات عصبية ، وإعاقة عقلية شديدة ،وقصور في جانب العلاقات الاجتماعية .وتدهور في الحالة مع تقدم العمر.
أحدث طرق علاج التوحد
أن أحدث الطرق المتبعة حاليا تسمى «خطة علاج التوحد التدريج»
وعلى ذلك فهي تتم بشكل تدريجي يبدأ بعلاج سلوكيات التوحد السلبية كزيادة الحركة وعدم وجود هدف للنشاط والتكرار والنمطية وإيذاء الذات والحدة والعنف ، وعلى أساس أن أطفال التوحد يجاهدون للإحساس بالكثير من الأشياء التي تربكهم، فإن هدف خطة تغيير السلوك الأول هو توضيح مسائل السلوك فهم يعيشون بطريقة أفضل عندما يكونون في بيئة منظمة حيث القوانين والتوقعات واضحة وثابتة، ودور العلاج السلوكي هنا هو جعل بيئة الطفل التوحدي مبنية على أسس ثابتة وواضحة حتى يستطيع التواصل دون أن يتعرض لمعوقات تصيبه بالارتباك والإحباط والرعب والخوف، ثم يتم تقييم سلوك الطفل بعد تهيئة هذه البيئة المريحة الخالية من التعقيدات فتسأل الأسرة نفسها هل لازال لدى الطفل نمطيته ورؤيته وهل حدث تغيير لنظامه اليومي؟ وهل يتم إدخال شيء جديد في حياته يكون قد أربكه أو وضعه تحت ضغوط نفسيه ؟ وهل استطاع التعبير عما يؤثر فيه وعليه؟
ومن خلال هذه الاستراتيجية الموجهة لدعم السلوك يتم تحديد أوقات تحسن ظروف التواصل لدى الطفل ويأتي بعد ذلك دور العلاج الطبيعي وهدفه الأساسي هو ضمان الحد الأدنى من الصحة الجسمية والنفسية وبرنامج الرعاية الصحية الجيد، ويجب أن يحتوي على زيارات دورية منظمة للطبيب لمتابعة النمو والنظر والسمع وضغط الدم والتطعيمات الأساسية والطارئة وزيارات منتظمة لطبيب الأسنان والاهتمام بالتغذية والنظافة العامة.
كما أن العلاج الطبي الجيد يبدأ بتقييم الحالة العامة للطفل لاكتشاف وجود أي مشاكل طبية أخرى مصاحبة للتشنج مثلا ، ثم العلاج بالأدوية ومن أحدث أنواعها «الميغافايتامين» الذي يحتوي على فيتامين 6 المساعد على تكوين الموصلات العصبية والتي عادة ما يكون فيها اضطرابات لدى هؤلاء الأطفال وقد لوحظ أن التوقف عن تناول هذا العلاج يؤدي إلى زيادة في الاضطرابات السلوكية، عقار «الناتديكسون» وهذا العقار يحد من آثار مادة تسمىOpaids التي يسبب تواجدها بكميات عالية في المخ استفحال مرض التوحد، ومضادات الخمائر وذلك لأن هذه الخمائر تتكاثر بشكل هائل في الأطفال التوحديين، والسركتيين وهو هرمون يفرز من الأمعاء الدقيقة في جسم الإنسان ليحفز بعض العصائر في البنكرياس، وعندما تم إعطاؤه لأطفال التوحد، وجد أنه أظهر تحسنا ملحوظا في الناحية اللغوية والاجتماعية لديهم فضلاً عن دور العلاج النفسي لإكساب التوجيهات والتدريبات السلوكية اللازمة للطفل والعلاج بالدمج الحسي وهو يعني تنشيط العملية الطبيعية التي تجرى في الدماغ.
وتلخص الدراسات الحديثة أن بعض أطفال التوحد لديهم «تحسن غذائي» وبعض هذه الحسنات قد تزيد درجة التهيج عندهم ولذلك يجب عرض الطفل على متخصص في التخسيس ليقيم حالته ويحدد قائمة الأغذية الممنوعة حتى تتم إزالتها من طعامه مما قد يساعد على الإقلال من بعض السلوكيات السلبية فالطفل التوحدي لديه مشاكل في الجهاز العصبي تسمح بمرور بعض مواد الأغذية المحتوية على الجيلوتين كالقمح والشعير والشوفان والكازين الموجود في الحليب إلى المخ ومن ثم يتعاظم تأثيرها على الدماغ فيتسبب على الفور في حدوث أعراض التوحد السلبية
ساحة النقاش