أ.د/ صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي Prof. S.A. El-Safty

كلية الزراعة جامعة عين شمس- موقع علمي متخصص في علوم الدواجن - مقالات علمية وثقافية Faculty of Agric

<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif";} </style> <![endif]-->

الكومبوست من الدواجن النافقة

 Composting from Dead Poultry

 

د/ صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

 

          الكومبوست هي طريقة بيولوجية طبيعية، تقوم فيها الكائنات الدقيقة النافعة بتحليل وتحويل المواد العضوية إلى مُنتج نهائي مُفيد ثابت بيولوجياً وآمن بيئياً. يُجري هذه العملية الكثير من مُنتجي الدواجن حول العالم، حيث يقومون بتجهيز النافق اليومي وتحويله إلى الكومبوست، ومن المعروف أن التخلص من الطيور النافقة قد يُمثل إشكالية لبعض مُربي ومُنتجي الدواجن، وبشكل عام تتعدد طرق التخلص من الطيور النافقة، فقد يتم التخلص منها بالدفن Burial أو الحرق Incineration أو بالإذابة Rendering أو بعمل الكومبوست Composting، وقد استخدمت طريقة الدفن منذ زمن بعيد، حيث يتم عمل حفرة ذات أبعاد ومواصفات مُعينة لكي تصلح لدفن الطيور النافقة، أما استخدام طريقة الحرق فيصاحبها زيادة في التكاليف وتلوث مُصاحب للهواء الجوي، بينما طريقة الإذابة فيقابلها العديد من التحديات نظراً لقلة أعداد المُذيبات المُتاحة وزيادة تكلفتها.

           تُعد طريقة التخلص من الطيور النافقة بعمل الكومبوست من الطرق البديلة عالية الكفاءة والصديقة للبيئة في نفس الوقت، ولكنها تحتاج لمزيد من العمالة، حيث تعمل طريقة الكومبوست على تحويل جثث الطيور النافقة إلى مُنتج مُفيد آمن وثابت، يُمكن استخدامه في تسميد الأراضي الزراعية وزيادة خصوبتها، كما تتميز هذه الطريقة بقلة تكلفتها، لذا فإنها من الطرق التي لاقت الكثير من التشجيع والنجاح من قِبل القائمين على صناعة الدواجن حول العالم.

 

إنشاء الكومبوستر وتصميميه Composter Construction and Layout

يجب عند تحديد الموقع الخاص بوعاء الكومبوست (الكومبوستر)، أن يتم اختياره على أساس بعض المعايير الهامة وهي أن يكون: جيد الصرف، مُدرّج ومُرتفع بحيث لا يسمح بالمياه الجوفية أو مياه الأمطار الدخول إليه، كما يجب أن يُسمح باستخدامه لسنة كاملة. يعتمد حجم الكومبوستر على حجم القطيع الذي يتم تربيته، حيث يكفي كل رطل من الطيور النافقة حجم قدره 1 قدم مُكعب من الحجم الأولي للكومبوست، ويكفي حجم مُماثل للمرحلة الثانية (الثانوية) للكومبوست. يتكون الكومبوستر النموذجي من أحجام مُختلفة من الأوعية والمصنوعة من أخشاب مُعالجة توضع فوق أرضية خرسانية مَسقوفة، حيث يسمح السقف في الحفاظ على قدر مُعين من الرطوبة داخل الكومبوست، بينما تعمل الأرضية الخرسانية على عدم تسرب العناصر الغذائية بالكومبوست إلى التربة ومنع نمو الحشرات والطفيليات أسفل الكومبوست، علاوة على سهولة عملية التنظيف عقب الانتهاء من العملية. يجب أن تكون أوعية الكومبوست كبيرة بقدر كافي لكي تسمح بسهولة عمل الأدوات (الجاروف والدلو مثلاً داخلها) التي تُستخدم في تداول المواد المُستخدمة، وبناءاً على ذلك فإنه يجب أن يسمح عرض الأوعية الصغيرة للكومبوستر للدلو الخاص بلودر التحميل بالدخول إليها، وبشكل عام فإن أبعاد تلك الأوعية الصغيرة تبلغ 6- 8 قدم عرض، 5 قدم ارتفاع، 5 قدم عُمق. ربما يكون عُمق الأوعية محدود وذلك حتى تستوعب النهاية الأمامية للودر، كي يتم تفريغ نواتج المرحلة الأولى من الكومبوست إلى أوعية المرحلة الثانية، والتي ربما يتم وضعها خلف الأوعية الأولية. يتم تحريك مُحتويات الأوعية الأولية إلى الأوعية الثانوية بعد حوالي 10- 21 يوم ليتم خلطها بالمزيد من الأوكسجين وبالتالي رفع درجة حرارتها.

          <!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-fareast-font-family:Calibri; mso-bidi-font-family:Arial;} </style> <![endif]-->وعاء الكومبوست بين جدارين قائمين من الخشب مع وجود ميل للخلف ربما يُساعد على تقليل فترة إتمام العملية.

أجريت بعض التعديلات في تصميم الكومبوستر، لتسهيل عملية الاستخدام وجلب المزيد من الربح، وذلك من خلال زيادة عُمق الأوعية الأولية لتتراوح بين 5- 10 قدم، مع فتحها بشكل كامل من الأمام، كما تم عمل ميل للكومبوستر من الأمام إلى الخلف بزاوية حوالي 45 درجة، حيث يسمح هذا التصميم بسهولة حركة الدلو الخاص بلودر التحميل وبالتالي تقليل العمل اليدوي. تسمح التعديلات التي تم إجرائها على الكومبوستر بزيادة حجم العمليات وزيادة حجم الكميات المُنتجة. يتم وضع الأوعية الأولية والثانوية عادة بجانب بعضها أو بشكل مُتراص جانبياً مثلها في ذلك مثل حاويات الأعلاف (السيلو)، كما يتشابه كل من الكومبوستر الصغير والكبير في أنه يتم تعبئته حتى ارتفاع 5- 6 قدم فقط. وجود مصادر الكهرباء والماء من الأمور الهامة عند عمل الكومبوست وذلك لتسهيل عمل دورة سنوية ناجحة للكومبوست.

 إدارة الكومبوستر Composter Management  

            إن الاحتياجات اللازمة لتمام عملية تحلل جثث الطيور النافقة بسيطة وغير مُكلفة، وهي عبارة عن الطيور النافقة والفرشة ومصادر بديلة للكربون وماء، وهي أشياء مُتوفرة في كافة المزارع، مع التأكيد على أن الإدارة الجيدة لعملية الكومبوست سوف تُعطي بالتبعية نتائج مُرضية، بينما فشل إدارة تلك العملية سوف ينتج عنه انبعاث الروائح الجاذبة للحشرات والطفيليات والديدان إلى موقع عمل الكومبوست، وبالتالي تدهور مُعدلات الآمان البيئي في هذا المكان. تعتمد عملية تحلل جثث الطيور النافقة مع الفرشة على درجة النشاط الميكروبي، حيث بزيادة درجة النشاط والنمو الميكروبي تزداد مُعدلات التحلل، وقد وجد أن انخفاض النشاط الميكروبي يؤدي إلى تقليل درجة حرارة الكومبوست وبالتالي بطء عملية تكوين الكومبوست، حيث زيادة سرعة النشاط الميكروبي يؤدي إلى زيادة الحرارة المُنتجة داخل الكومبوست والتي تؤدي بالتبعية على سرعة تحلل وتكسير جزيئات الدجاج النافق. يتم الإمداد بالميكروبات الدقيقة المسئولة عن عمل الكومبوست عن طريق الإمداد بالفرشة المُستخدمة بالحظيرة (فرشة طازجة)، حيث يجب أن تكون مُحتويات تلك الفرشة من الميكروبات على قيد الحياة وأن تكون بالعدد الكافي، لإتمام عملية تكوين الكومبوست بكفاءة. تجدر الإشارة إلى أن الفرشة الجافة بشكل كبير والتي تم نقلها من الحظائر منذ فترة طويلة تحتوي على عدد قليل من الكائنات الدقيقة، وعند استخدامها في عمل الكومبوست يؤدي ذلك إلى بطء تحلل الدجاج النافق وبالتالي بطء عملية تكوين الكومبوست، ولقد وجد أن الاحتفاظ بكمية قليلة من الكومبوست النشط في قبضة اليد ووضعه في حاوية الكومبوست الجديد، ربما تُعتبر طريقة مُمتازة في إدارة عملية تكوين الكومبوست. يتم إضافة الأوكسجين في البداية عند وضع كل من الدجاج النافق والفرشة داخل حاوية الكومبوست (الكومبوستر). عند التأكد من وضع كافة مُستلزمات عمل الكومبوست بشكل سليم، فإن عملية تكوين الكومبوست تبدأ مُباشرة عندما ترتفع درجة الحرارة لتتراوح بين 130- 150°ف وذلك خلال أيام قليلة، وعندما تزداد حرارة الكومبوست عن 150°م فإن الميكروبات المُمرضة والحشرات والطفيليات يتم القضاء عليها. عند تقليل إمداد الكومبوست بالأوكسجين، يتبع ذلك انخفاض حرارة وكفاءة تكوين الكومبوست، لذا فمن الضروري الإمداد المُستمر بالأوكسجين لضمان كفاءة ونجاح عملية تكوين الكومبوست في الوقت المُحدد. المواد الخشنة بالكومبوست مثل نشارة الخشب أو القش أو قشر الفول السوداني توفر المزيد من الأوكسجين وبالتالي زيادة حرارة الكومبوست لفترة طويلة قبل البدء في انخفاضها.عند استخدام الفرشة الناعمة، فإن ذلك لا يُتيح مزيد من الأوكسجين داخل الكومبوست مما يؤدي إلى بطء نمو ونشاط الكائنات الدقيقة، وهذا يتبعه انخفاض حرارة الكومبوست مع بطء عملية تحلل الدجاج النافق، وبالتالي تأخير وبطء عملية تكوين الكومبوست. عند عدم وصول حرارة الكومبوست إلى 130°ف على الأقل فإن الدجاج النافق القريب من جدران الكومبوستر يُصبح أكثر برودة وبالتالي تنخفض مُعدلات تحلله بدرجة كبيرة. بشكل عام فإن الإدارة الجيدة للكومبوستر تُعد من العمليات السهلة، خصوصاً مع تطبيق القواعد الأساسية لعمل الكومبوست، كما أن العمالة المطلوبة لهذه العملية تُعتبر مُنخفضة بشكل كبير.  

نظام المرحلتين في تكوين الكومبوست Two-Stage Composting System

          في هذا النظام تكون المرحلة الأولى هي مرحلة توليد الحرارة وتحلل الأنسجة الرئيسية، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التقليب المُستمر وتجانس مُحتويات الكومبوست. ترتيب وضع المكونات يُعد شيئاً ضرورياً لضمان كفاءة ونشاط الكومبوست، ويُظهر الشكل التالي طبقات المُكونات داخل الكومبوستر، وسوف يتضح ذلك في الخطوات التالية:

1-  يتم وضع طبقة أولية من الفرشة بسُمك يتراوح بين 10- 12 بوصة على الأرضية، حيث تعمل هذه الفرشة على الإمداد بالبكتريا اللازمة لبدة عملية تحلل الطيور النافقة، كما تُساعد أيضاً على امتصاص السوائل الناتجة عن تحلل الطيور أو الماء الزائد الذي ربما يتم إضافته للكومبوستر.

2-  يتم إضافة طبقة رقيقة من نشارة الخشب أو القش أو قشر الفول، وقد يُستعاض عن هذه الطبقة عند استخدام فرشة الطيور.

3-     يتم إضافة طبقة من جثث الطيور النافقة، حيث يتم وضع الطيور على شكل طبقات فردية جنباً بجنب ومُتلامسة معاً، كما يجب وضع النافق على بُعد لا يقل عن 6 بوصة من جدار الكومبوستر، حيث لوحظ أن وضع النافق بالقرب من الجدران يُقلل من كفاءة عملية الكومبوست (بطء العملية)، نتيجة لانخفاض درجة الحرارة عند الجدران، علاوة على ذلك زيادة فرصة انبعاث الروائح وترشح السوائل من الكومبوستر.

4-  ربما يتم إضافة كمية صغيرة من الماء عقب وضع كل طبقة من طبقات النافق، حيث إضافة الماء للكومبوست من الأهمية بمكان لكي يوفر القدر المطلوب من الرطوبة اللازمة لإتمام العملية. بشكل عام فإن زيادة الاحتياج من الماء يعني أن الفرشة المُستخدمة جافة جداً وبالتالي انخفاض أعداد البكتريا الحية بها. تجدر الإشارة إلى أنه عند استخدام قدر صغير من الكومبوست الجاهز أو الفرشة الطازجة التي يتم أخذها من مسكن الدجاج سريعاً ربما يكون بديلاً عن إضافة المزيد من الماء.

5-  يتم إضافة طبقة من الفرشة، والتي يجب أن يتضاعف سُمكها مُقارنة بالطبقة التي تقع أسفل الطيور النافقة (يتراوح سُمكها بين 20- 24 بوصة). عند استخدام جزء من هذه الطبقة لتغطية النافق اليومي، يجب أن يؤخذ في الحسبان النفوق التالي من حيث الكمية المُتبقية من هذه الطبقة.

6-  بعد إضافة الطبقة الأولية من النافق يتم بعد ذلك إضافة الطبقات التالية من الطيور النافقة والفرشة تباعاً، ولكن يجب أن لا يزيد ارتفاع إجمالي الطبقات في الكومبوستر عن 5- 6 قدم ( لا يزيد عن 1.8م)، وتكون الطبقة الأخيرة من الفرشة بمثابة الغطاء ويتراوح سُمكها بين 10- 12 بوصة. الكومبوست ذو الارتفاع بين 5- 6 قدم، مع وجود مسامية ومُستويات كافية من الرطوبة، لا يُسبب قلقاً من احتمالية نشوب حريق ناتج عن الحرارة المُنتجة من التفاعلات الحيوية داخل الكومبوست، بينما زيادة ارتفاع الكومبوست عن المدى سالف الذكر ربما يُصاحبه ارتفاع حرارة الكومبوست لأكثر من 170°ف (أكثر من 77°م)، مما يُزيد من فرصة حدوث الاشتعال الذاتي Spontaneous combustion للكومبوست وبالتالي التعرض لمخاطر الحريق.

7-  زيادة أعداد الطيور النافقة ربما يحتاج إلى المزيد من العناية أثناء عمل الكومبوست، حيث يزداد الاحتياج لكميات إضافية من الماء والمواد الكربونية لتحسين كفاءة عملية التحلل وتكوين الكومبوست، كما يزداد الاحتياج الحراري لإنتاج كومبوست ذو مواصفات مقبولة.  

يتم تصميم حاوية (وعاء) الكومبوست Composter ليُناسب المُعدلات الطبيعية لنفوق الطيور، وربما يتم استخدامه بنجاح عند زيادة تلك المُعدلات قليلاً عن النسب الطبيعة، لكنه لم يُصمم لاستيعاب حالات النفوق الكارثية (الشديدة) Catastrophic losses  والتي قد تنتج عند التعرض لوباء مرضي مُفاجئ أو لضربة حرارية مُفاجئة أو لانهيار مبنى التربية..الخ. في حالات النفوق الكارثية، يُمكن إجراء الكومبوست بنجاح عند وضع الطيور النافقة في شكل ركام أو كومة كبيرة على جانبي الطريق Windrow، ولكن يُشترط أن يتم إدارة تلك العملية بعناية واهتمام حتى يتم نجاحها دون حدوث إي إشكاليات مُصاحبة تؤثر على مُعدلات الآمان البيئي، وسوف نتناول هذه الطريقة بالشرح فيما بعد.  

 درجة حرارة الكومبوست Temperature of Compost

          عندما تتراوح درجة الحرارة التي يتم قياسها داخل الكومبوست بين 130- 150°ف، فإن ذلك دلالة على كفاءة عمل الكومبوستر وأن بيئته الداخلية مُناسبة، وتنشأ هذه الحرارة المُرتفعة نتيجة النشاط الحيوي الناتج عن الكائنات الدقيقة والتي تقوم بتحلل المواد العضوية بالكومبوست، حيث تُحَسّن الحرارة العالية من نمو وتكاثر البكتريا المُحبة للحرارة Thermophilic bacteria، خصوصاً بكتريا هضم المواد العضوية. لا تُساهم الحرارة المُنتجة من الكائنات الدقيقة فقط في تحسين مُعدلات نموها وتكاثرها، بل تُساعد أيضاً في زيادة سرعة تحلل المواد العضوية وقتل الميكروبات المُمرضة Pathogenic microorganisms المُحتمل وجودها. تجدر الإشارة إلى أنه لكي يعمل الكومبوستر بكفاءة يجب أن تزيد درجة حرارته عن 130°ف، وعند انخفاض مُستويات الأوكسجين فإن حرارة الكومبوستر تبدأ أيضاً في الانخفاض، لذا فإنه عند الوقت الذي تنخفض فيه حرارة الكومبوست لتصل إلى 130°ف (بعد حوالي 7- 21 يوم من تغطيته)، يجب عندئذ تقليب مُكونات الكومبوست، حيث تؤدي عملية التقليب إلى تشبع جزيئات الكومبوست بالأوكسجين مرة أخرى وإعادة الحياة للكائنات الدقيقة وتشجيع نموها وتكاثرها والدخول في دورة حرارية جديدة ينتج عنها رفع حرارة الكومبوست وزيادة عملية تحلل الأنسجة العضوية وبالتالي إتمام تكوين الكومبوست بكفاءة. تجدر الإشارة إلى أن عملية تقليب الكومبوست تُعد ضرورية عند زيادة أوزان الطيور عن المدى 4.5- 5 رطل (حوالي 2.25 كجم)، وذلك لزيادة كفاءة عملية تحلل الأنسجة  Decomposition of tissues، وبشكل عام فإنه من الضروري أن ترتفع حرارة الكومبوست مرة أخرى إلى 150°ف خلال أيام. تجدر الإشارة إلى أن تأخير عملية تقليب الكومبوست وعدم التشبع بالأكسجين وزيادة الرطوبة عن 60% أو انخفاضها عن 40% يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الحراري داخل الكومبوست وبالتالي انخفاض كفاءة العملية. مع المُتابعة اليومية لحرارة الكومبوستر، فإنه يجب إعادة تقليبها مرة أخرى بمُجرد مُلاحظة انخفاضها من 150°ف إلى 130°ف (في الفترة من 7- 21 يوم). يجب التأكيد على الخطورة المُحتملة عند تخزين الكومبوست المُنتج مع الفرشة الجافة، حيث يُمثل التماس (السطح المُشترك) بين الرطوبة والمادة الجافة منطقة مثالية لحدوث الاشتعال الذاتي.

 الآفات والمُمرضات في الكومبوست Pests and Pathogens in Compost

          لحسن الحظ فإن اليرقات الطائرة والفيروسات والبكتريا المُمرضة يتم تدميرها بشكل كامل عن طريق التأثيرات المُشتركة بين عاملي الوقت ودرجة الحرارة خلال عمل الكومبوست، ولكن كما هو معلوم فإن درجة الحرارة العالية والمُميتة للآفات والمُمرضات لا تصل إلى الحواف الخارجية للكومبوستر (ناحية الجدران)، لذا فإن عملية التقليب والخلط لمُحتويات الكومبوستر من الأهمية بمكان للتأكد تماماً من التخلص من تلك المُمرضات والآفات المُزعجة. إن المُراقبة المُستمرة لدرجة حرارة الكومبوست والإدارة الجيدة لتلك العملية يضمن بشكل كبير التخلص من الآفات والمُمرضات في المُنتج النهائي للكومبوست. نادراً ما تُمثل القوارض والحيوانات الزاحفة وبعض الآفات الأخرى إشكالية عند الاعتناء والاهتمام بالإدارة المُثلى للكومبوستر، كما أن البناء الصلب والأرضية الخرسانية للكومبوستر من الأمور الهامة لمنع هجوم القوارض أو الزواحف الأرضية للكومبوستر، كما يُفيد إحاطة الكومبوستر بسياج واستخدام مصائد الآفات في الحد من انتشارها والتخلص منها.

 استخدام الكومبوست Compost Use

          يُستخدم كومبوست الطيور النافقة المُجهز بكفاءة كمصدر سماد عضوي غني بقيمته الغذائية ومُحسِّن جيد لصفات التربة الزراعية، مثله في ذلك مثل فرشة الطيور الطازجة والتي يتم استخدامها بشكل كبير في تسميد الحاصلات الزراعية. يتصف الكومبوست بانخفاض مُحتواه من النيتروجين وارتفاع مُحتواه قليلاً من الفوسفور والبوتاسيوم مُقارنة بزرق الدواجن، إلا أن استخدامه في تحسين صفات التربة وتغذية النبات جعلت منه أحد مُنتجات الدواجن الثانوية الجالبة لكثير من الأرباح. يحتوي كومبوست الدجاج النافق على حوالي 44 رطل/طن من النيتروجين الكلي (N)، 65 رطل/طن من الفوسفور (P2O5)، 48 رطل/طن من البوتاسيوم (K2O)، ويوضح جدول (3- 4) التحليل الكيماوي الدقيق لكومبوست الدجاج النافق. يوصى دائماً بعدم نشر كومبوست الدجاج النافق في أراضي رعي الحيوانات أو في حدائق المنازل، نظراً لاحتمالية تعرض الإنسان أو الحيوان في تلك المنطقة للتسمم البوتيوليني الناتج عن تناول لحم فاسد (ناتج من أحد أنواع بكتريا الكولستريديا)، ومن المعروف أن تلك البكتريا لديها القدرة على العيش لفترات طويلة خصوصاً في عظام الطيور النافقة، لذا فإن التحلل الكامل والناجح للعظام أثناء عمل الكومبوست يٌقلل بشكل كبير من مخاطر عدوى الكولستريديا. بشكل عام فإنه يُمكن نشر كومبوست الطيور النافقة في حقول القش أو المحاصيل الزراعية عند التأكد من عدم استخدام تلك الحقول في رعي الحيوانات، حتى لا تتعرض لأي عدوى مُحتملة.

 

 

المصدر: صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي (2011)- تكنولوجيا منتجات الدواجن- منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,074,207