الدجاج البياض في سطور

الدجاج البياض في سطور

د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

يتم تربية سلالات الدجاج البياض بغرض إنتاج بيض المائدة سواء ذو القشرة البيضاء أو البنية، حيث تعددت أنواع السلالات التجارية البياضة وتباينت فيما بينها في مُعدلات أدائها الإنتاجي، بل تتنافس الشركات المُنتجة لتلك السلالات لكسب ثقة العملاء من خلال تحسين مُعدلات الإنتاج كماً ونوعاً إلى جانب تحسين القدرات المناعية للطيور والأقلمة تحت كافة ظروف التربية. وتجدر الإشارة إلى أن معايير نجاح عملية إنتاج البيض تكمُن في أهمية تسجيل ومراقبة بعض الصفات داخل القطيع والمتمثلة في الاستهلاك والتحويل الغذائي، وعدد البيض اليومي، وجودة وحجم البيض المًُنتج، ونسبة النفوق، حيث يجب أن تكون مُعدلات أداء الطيور تماثل أو قريبة من المُعدلات الفعلية للسلالة المُختارة، وخصوصاً في الصفات سالفة الذكر، أما إذا اختلفت المُعدلات المُحققة داخل القطيع عن مُعدلات السلالة المختارة، لذا فإنه يجب البحث عن الأسباب وراء هذا الاختلاف، والتي قد ترجع إلى عوامل سوء الإدارة والتي تشتمل على تغذية القطيع خلال مراحله العُمرية المختلفة ومدى كفايته لاحتياجاته، أو إصابة القطيع بأي عدوى مرضية أو أي مشاكل أخرى خلال فترة النمو والرعاية حتى الدخول في مرحلة الإنتاج.

الأنواع والتربية Breeds and breeding

تُعتبر سلالة اللجهورن الأبيض هي أصل السلالات التجارية المُنتجة لبيض المائدة ذو القشرة البيضاء، بينما تدخل سلالة الرود أيلاند رد أو النيوهامبشير أو البليموث روك مع اللجهورن في برامج الخلط والانتخاب لإنتاج السلالات التجارية المُنتجة للبيض ذو القشرة البنية. وتحتاج الدجاجات حوالي 8 رطل (حوالي 3.6 كجم) من الغذاء في العام لكل رطل (444 جم) من وزن الجسم فقط لحفظ الحياة. تزيد الأنواع الثقيلة من الدجاج في وزن الجسم بحوالي من 1- 1.5 رطل مقارنة مع دجاج اللجهورن البياض وهذا يجعلها تحتاج من 8- 12 رطل من الغذاء أكثر في العام لحفظ الحياة، وهذا بالتبعية يُزيد من تكلفة الغذاء المطلوبة مقارنة بالسلالات الخفيفة مثل اللجهورن وسلالاته التجارية البياضة، هذا إلى جانب الارتباط السلبي الدائم بين وزن الجسم وعدد البيض المُنتج، ومن ثم فإن تربية قطعان الدجاج بغرض إنتاج بيض المائدة تقتصر على السلالات خفيفة الوزن والمُنتخبة لإنتاج أكبر عدد من البيض ذو الجودة العالية، إلى جانب انخفاض احتياجاتها الحافظة، وهذا تحقق بالفعل مع استخدام الهُجن التجارية الحالية المُتخصصة في إنتاج بيض المائدة مثل سلالات الهاي لاين، والهاي سكس، والبوفان، واللوهمان، والتي تم الحصول عليها باستخدام نُظم التربية الداخلية والتهجين والانتخاب في الأصول الوراثية للدجاج للوصول للخلطة الوراثية ذات قوة الهجين العالية لصفات إنتاج البيض المرغوبة، وفي هذا السياق فإن محطات الاختبار العشوائي Random Sample Test Stations لعبت دوراً هاماً في مقارنة الصفات الاقتصادية الهامة في السلالات الناتجة من برامج الخلط للحكم عليها وتقويمها.

انتشرت في الآونة الأخيرة خطوط اللجهورن الصغيرة Mini Leghorn والتي أخذت مكاناً على النطاق التجاري لبيض المائدة، وعند مُقارنتها بسلالة اللجهورن المعروفة لوحظ أنها:

1- يقل وزنها بمُعدل 15- 25% عند عُمر 21 أسبوع.

2- تحتاج مساحة أقل في المسكن أو الأقفاص.

3- يقل مُعدل استهلاكها من الغذاء بحوالي 10- 20%.

4- يقل احتياجها من الغذاء بمُعدل 5- 10% لكل دستة بيض مُنتجة.

5- يقل وزن البيض المُنتج منها بنسبة 10%.

دجاجات الاستبدال Replacements

يقوم بعض المُربين في كثير من دول العالم إما بتربية قطعان إنتاج البيض من عُمر يوم وحتى الدخول في الإنتاج والحصول على البيض خلال الدورة الإنتاجية (دورة إنتاج بيض كاملة)، أو يقوم البعض بشراء دجاجات الاستبدال (عُمر 20- 22 أسبوع) مباشرة عند بدء الإنتاج والاستمرار في العملية الإنتاجية، تجنباً لمخاطر عملية التربية والرعاية في الفترات العُمرية الأولى، ولكن في كلتا الحالتين فإن مصدر وجودة الكتاكيت عُمر يوم Day-old chicks أو دجاجات الاستبدال الجاهزة للإنتاج Ready-to-lay pullets من أهم العناصر التي تُحدد نجاح أو فشل العملية الإنتاجية وبالتالي نجاح المشروع من عدمه.

في الوقت الحالي فإن جميع السلالات التجارية المُنتجة لبيض المائدة تتمتع بقدرات وراثية عالية لتحقيق أعلى مُعدلات إنتاجية، ولكن تلك القدرات الوراثية لكي تُعبر عن نفسها بالقطيع فإنها تعتمد على عدة عوامل أخرى هامة وهي الإدارة الجيدة لقطعان التربية (الأمهات) المُنتجة لبيض التفريخ (المُنتج لكتاكيت بيض المائدة)، وظروف التفريخ، وحالة الكتكوت البياض الفاقس، ثم مراحل نمو ورعايته حتى الدخول في الإنتاج.

الكتاكيت عُمر يوم Day-old-chicks

يُمثل سعر الكتكوت البياض عُمر يوم والذي يجب أن يكون ذو جودة عالية وخالي من الأمراض أحد الاعتبارات الهامة التي يجب أن تؤخذ في الحُسبان لحساب تكلفة العملية الإنتاجية. وسوف نطرح بعض التساؤلات والتي يجب أن نحصل على إجابتها لعل في ذلك ما يرشدنا إلى جوانب هامة تُفيد نجاح العملية الإنتاجية وهي:

1- هل يجب أن تتمتع شركات الأمهات ومعامل التفريخ التي تُنتج الكتكوت البياض بالسُمعة الحسنة والأمانة وجدية الاتفاقات؟

2- هل يجب أن يتم الحصول على بيض التفريخ من قطعان أمهات سليمة خالية من عدوى البللورم والتيفويد والميكوبلازما وأن يتم تربيتها في أماكن خالية من الأمراض؟

3- هل يجب أن تحمل الكتاكيت الفاقسة مناعة أمية عالية ضد العدوى المُبكرة المحتملة من فيروسات النيوكاسل والتهاب الشُعب المُعدي، كنتيجة لنظام التحصين الصارم المُتبع في قطعان الأمهات؟

4- ما هي الخلفية التي يحملها قطيع الأمهات الذي يتم تربيته عن التحصين ضد مرض الماريك، وهل الكتاكيت الناتجة تم تحصينها ضد هذا المرض عند الفقس؟

5- هل الكتاكيت البياضة التي سوف يتم تربيتها ناتجة من سلالة واحدة ومن معمل تفريخ واحد، أم من مصادر وأماكن مختلفة؟

6- هل الكتاكيت التي سوف يتم استقبالها في حظائر النمو لها نفس العُمر أم من أعمار متعددة، وإذا كانت كذلك فما هو فرق العمر بينهم؟

7- هل السلالة التي سوف يتم تربيتها خالية نسبياً من الإشكاليات التي قد تُسبب النفوق مثل العصبية الزائدة وكثرة الطيران والافتراس؟

8- هل سوف تسمح أحجام وأوزان السلالة المُختارة من تسكينها في الأقفاص ذات كثافة التربية المرتفعة؟

9- هل يُقابل كل من حجم وصفات جودة البيض الناتج من السلالة المُختارة للتربية كل من احتياجات السوق ورغبات مُنتجي الدواجن؟

10- هل سوف تصل الكتاكيت إلى حظائر النمو من معمل التفريخ نظيفة وفي عبوات غير ملوثة، وبدون أن تقطع سيارات نقل الكتاكيت مسافات كبيرة، وفي حالة عدم استخدام صناديق جديدة لنقل الكتاكيت، فكيف يتم تنظيف وتطهير الصناديق المُستخدمة لنقل الكتاكيت بشكل مستمر؟

الدجاجات البدارى عند بدء الإنتاج Ready-to-lay pullets

تلعب جودة القطيع دوراً أساسياً لنجاح العملية الإنتاجية بغض النظر عن العُمر عند البيع، وتجدر الإشارة إلى أنه عند بيع دجاجات الاستبدال عند بدء الإنتاج يلزمه معرفة الكثير من المعلومات عن ذلك القطيع، أكثر من المعلومات المطلوب معرفتها عن القطيع عند شراءه عُمر يوم، حيث لابد وأن نتأكد من أن تلك الدجاجات التي سوف يتم شرائها للبدء في الإنتاج مباشرة قد مرت بظروف نمو ورعاية جيدة وصحية وأن تكون لها القدرة على التعبير عن مقدرتها الوراثية الكاملة كدجاجة بياضة عالية الإنتاج.

تُعتبر عملية اختيار مصدر دجاجات الاستبدال من أهم القرارات كي نتوقع عملية إنتاجية ناجحة من كافة جوانبها والتي من أهمها عدد وجودة البيض المُنتج ونسبة النفوق خلال مرحلة الإنتاج، لذا لابد وأن يتوفر ثلاثة أشياء هامة في مُنتج (مُربي) دجاجات الاستبدال: الأول وهو أن يكون هذا المُنتج مُتخصصاً في عمليات النمو والرعاية لدجاجات الاستبدال حتى مرحلة البيع كدجاجات سوف تبدأ في الإنتاج، وأن يتمتع بالخبرة الكافية في إنتاج هذا النوع من الدجاجات. الثاني وهو عدم السماح بأي وجود لدجاجات أخرى بالغة في مسكن دجاجات الاستبدال، إلا إذا توفرت مساحات كبيرة يمكن معها تربية أعمار مختلفة من الدجاج شريطة العزل الكامل بين تلك القطعان من حيث المسكن وكل أنواع الخدمة اللازمة. الثالث وهو أن تتوفر لدى هذا المصدر كل الإمكانات اللازمة لإنتاج قطعان استبدال عالية الجودة لتُعطي أعلى مُعدلات أداء.

عند التعاقد بين مُشتري قطيع الاستبدال المُعدّ للإنتاج (مُربي الدجاج البياض) والمُنتج لهذا القطيع لابد أن يشمل هذا التعاقد موافقة الطرفين على بعض من العمليات المزرعية الآتية والتي من المُفترض أن مُربي قطيع الاستبدال قد قام باستخدامها أثناء التربية وهي:

1- الاطلاع على سجلات النمو والرعاية الخاصة بالقطيع.

2- معرفة السلالة ومصدر القطيع.

3- أعداد الطيور أثناء فترة الحضانة في المسكن.

4- العمليات المزرعية التي أجريت خلال فترة النمو والرعاية.

5- عدد الطيور المُسكنة في كل وحدة (تعتمد على حجم كل وحدة).

6- الإجراءات التطهيرية والوقائية المُستخدمة لتجنب الأمراض.

7- أنظمة الإضاءة والتغذية التي تم إتباعها.

8- مواعيد التحصينات وقص المنقار خلال فترة النمو والرعاية.

9- إجراءات المتابعة الصحية خلال فترة النمو والرعاية وكيفيتها.

10- الاحتياطات المُتبعة خلال عملية نقل دجاجات الاستبدال إلى حظائر الإنتاج، من خلال الصناديق المُستخدمة في النقل وسعتها والسيارات المستخدمة في ذلك.

علاوة على ما تم التعرف عليه سلفاً من أساسيات لفترة النمو والرعاية والتي وجب على مُربي (مُنتج) قطيع الاستبدال قيامه بها، فإنه يجب أن يُعطي مُنتج دجاجات الاستبدال تعليمات أخرى هامة للمُشتري والتي من أهمها: متابعة الوزن الدوري لعينة من القطيع، وتقدير نسبة النفوق، وتسجيل الاستهلاك الغذائي، وبرنامج التحصين المُتبع ومواعيده والعمليات المُتبعة عقب كل تحصين للحكم على كفاءته مع المتابعة البيطرية لنتائج التحصينات المختلفة، مع التأكيد على إتباع إجراءات الأمن الحيوي خلال فترة التربية. وللحصول على أعلى درجات الأمان لمُشتري قطيع الاستبدال، يأمل بعض من المُشترين قبل عملية شراء القطيع أن يسمح لهم المُنتج بأخذ بعض عينات الدم من القطيع وإرسالها لمعامل فحص أمراض الدواجن للتأكد من سلامة القطيع قبل شراءه، وهذا بغرض الاطمئنان على قدرة هذا القطيع على الدخول في عملية الإنتاج والاستمرار فيها بنجاح.

المصدر: صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي (2012)- الدليل في انتاج الدواجن الزراعية- جامعة سبها- ليبيا