بعد سنوات من الابحاث والدراسات توصل العلماء الي ان هناك علاقة وثيقة بين الإصابة بالامراض والحالة النفسية للانسان ، حيث تبين ان أكثر الناس عرضة للمرض هم الذين يعانون من التعاسة والاكتئاب .  ويذهب العالم النفسي البروفيسور " وين " إلي أبعد من ذلك عندما يقول " انه بامكان الانسان أن يتخلص من الاعراض الجسمانية الناشئة عن المتاعب النفسية اذا اختار ذلك . ...وقد دلل علي صحة نظريته تلك بحالة لاحدي المريضات التي ظلت تعاني علي مدي اربع سنوات كاملة من صداع نصفي يصيبها كل صباح في الساعة السادسة وخمس واربعون دقيقة ، حتي إنها باتت تنتظره ، وصار محور حديثها مع كل من حولها . 

ولم يجد البروفيسور " وين " بدا من مصارحة مريضته بانها برغم معاناتها الحقيقية فانها هي نفسها التي اختارت " الصداع " كوسيلة لتجتذب انتباه من حولها وتستثير شفقتهم عليها ... واقترح عليها كبداية للعلاج ان تحاول التحكم في احساسها بمكان الالم من خلال التفكير العميق ، ثم تحريك مواضع الالم ، ليكون مرة من الجبهة ، ومرة في مؤخرة الراس ...الخ   والغريب انه مع مرور الوقت كان الصداع قد توقف نهائيا ، وشفيت تلك السيدة لمجرد انها اختارت ذلك !! 

ويصرح البروفيسور " وين " ان هناك دلائل لا حصر لها علي ان الناس تختار الشعور بالمرض عندما تواجه بموقف صعب ، وذلك في محاولة منهم لتفاديه او لتاجيل اتخاذ القرارات المصيرية ...واوضح مثال علي ذلك حالة صادفها لرجل كان في كل مرة يزمع هجر زوجته يصاب بالمرض . وكان تشخيص البروفيسور " وين " لتلك الحالة ان هذا الرجل قد اختار اخف الاضرار حيث كان المرض وسيلة معروفة النتائج للهروب من الشعور بالذنب تجاه زوجته ، والخوف من المغامرة ومواجهة المجهول بعد هجره لها .

وقد اثبتت الدراسات النفسية الحديثة ان المشاعر السلبية - مثل الخوف والخجل والغضب والعداء - تحول الانسان الي اسير فاقد لحريته ... ومن اعراض ذلك :  

1- عدم قدرة الانسان علي التعبير عن حبه برغم انه يريد ذلك . 

2- الامتناع عن فعل شيء يريده ويري انه سيريحه ! 

3- الشعور بالحزن . 

4- الخجل الذي يمنعه من لقاء اشخاص يريد التعرف عليهم ! 

5- الهروب من شخص يعرف ان الحديث معه سيؤدي الي علاقة حميمة ! 

6- الاصابة بالقلق والارق .

7- الاصابة بالتوتر الشديد والعصبية وعدم القدرة علي اتخاذ القرار . 

  تلك هي بعض اعراض الأسر للمشاعر التي تكبل حرية الإنسان وتفسد حياته ، ولذا تنصح تلك الدراسات ان يتحكم الانسان في مشاعره ليتسني له ان يسيطر علي حياته ، واهم وسيلة لذلك هي ان يتعلم الانسان كيف يعيش اللحظة الحالية .. او علي حد تعبير البروفيسور " وين " ( إنك لا يمكن أن تعيش المستقبل إلا عندما يصبح حاضرا.. أما الماضي فقد انتهي ولن يعود ) .

وفي دراسة اخري تناولت العلاقة بين التوتر النفسي والانفعالات العصبية الحادة والاصابة بامراض ارتفاع ضغط الدم والقلب ... أجري العديد من الابحاث لتحديد طبيعة هذه العلاقة علي مجموعة من الافراد بعضهم يتسم بحدة الطباع والقلق وحب المنافسة الشديد، والوصول الي النجاح في اقصر وقت ممكن ... والبعض الآخر من تلك المجموعة يتميز سلوكهم بالهدوء النسبي . فأثبتت الابحاث أن الافراد الذين يتسمون بحدة الطباع معرضون أكثر من غيرهم الذين يتميز سلوكهم بالهدوء - للاصابة بأمراض ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين ، وقصور الشريان التاجي الذي يؤدي الي الذبحة الصدرية والازمات القلبية ، بالاضافة الي الاصابة بالسكتة الدماغية ونزيف المخ .  فمن ناحية ارتفاع ضغط الدم .. فقد ثبت ان التوترات النفسية والانفعالات العصبية تلعب دورا هاما ومباشرا في ظهور هذا المرض ، ولا سيما اذا كان هناك تاريخ عائلي لضغط الدم وغيره.. بالاضافة الي ان الضغوط العصبية والانفعالات قد تؤدي الي فشل العلاج الطبي في التحكم في ضغط الدم المرتفع ، بل وقد تؤدي الي زيادته في فترة وجيزة . ومن الثابت علميا ان هذه الانفعالات تسبب حدوث زيادة في نسبة " الادرينالين " .. و" الكورتيزون " .. و " التستوستيرون " في الدم ، وهو ما يؤدي الي ارتفاع الضغط وزيادة لزوجة الدم مع تزايد احتياجات القلب من " الاكسجين " مما يؤدي الي حدوث الازمة القلبية . وقد ثبت ايضا ان هناك علاقة بين " الاسراع البطيني " او " الذبذبة البطينية "  التي تؤدي الي السكتة القلبية .. وبين الانفعال النفسي الشديد الذي يسببها ، فضلا عن العلاقة بين الانفعال الشديد وحدوث السكتةالدماغية ، التي تكون في اغلب الاوقات نتيجة ارتفاع مفاجيء في ضغط الدم .

المصدر: ثبت علميا للاستاذ محمد كامل عبد الصمد

ساحة النقاش

دكتوره رقيه محمد طه متولي

drrokaiataha
ماجستير ودكتوراه فلسفة العلوم الزراعيه بساتين الخضر 2002 جامعه اسيوط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

794,725