في غابة جميلة واسعة تكثر فيها الانهار وتكسوها الاشجار والازهار ، كان هناك نسر عجوز اسمه ( نسرور ) يحكم جماعة من الطيور ،

وفي صباح يوم جميل مشرق جمع نسرور طيور مملكته وقال لهن في صوت خافت : ايتها الطيور لقد كبرت سني وضعف جسمي وحان الوقت الذي اختار فيه وزيرا يساعدني في ادارة مملكتي ، وسوف اختار لهذا المنصب الخطير من يملك منكن افضل ميزة بين الطيور .

وقفت الطيور في جمع كبير وكان النسر الحكيم يلاحظها من بعيد وراح كل طائر يحلم بان يكون وزيرا للنسر العظيم.

فقالت النعامة بصوت مرتفع :لا يعتقد احدكم أن النسر سيختاره بدلا مني . فانا اكبركن حجما ، واكثركن قوة كما أن ريشي ناعم وجميل .

فغضب الببغاء وقال : إنك أيتها النعامة لا تحبين الخير لغيرك ، كما أنك ثقيلة جدا ولا تستطيعين الطيران وأنا افضل منك ، ومن جميع الطيور لأنني الوحيد الذي يقلد الاصوات المختلفة بسهولة .

فرد عليه الطاووس قائلا : وماذا سنستفيد من تقليدك للاصوات أيها الببغاء الأحمق ، إن وزير الملك لابد أن يكون أجمل طائر وبالطبع سيكون أنا ، فأنا أجملكن بلا منافس .

وقال البلبل : بل أنا الأجدر بالوزارة فأنا صاحب أجمل صوت بين الطيور .

فرد العندليب : بل أنا صاحب أجمل صوت بين الطيور .

      وأخذ كل طائر يذكر ميزته أمام جميع إخوته ، أما أبو قردان فلم يشغل نفسه بالتباهي بما عنده من ميزات . وأخذ يبحث بجد ونشاط عن الديدان والحشرات ثم انصرف إلي بيته وأطعم صغاره ونظف عشه .

وعند الصباح وقف النسر نسرور وسط الطيور ، وقال في حكمة وهدوء : أيتها الطيور لقد إخترت أبا قردان وزيرا عليكم : فإن من يستحق أن يكون وزيرا علي الطيور هو من يعمل ويجتهد لا من يضيع وقته في التباهي واللعب .

الدروس المستفادة :

1- أن المسلم لابد أن يكون متواضعا ولا يكون مغرورا حتي يحبه الله ويحبه الناس ... وحتي يستطيع أن يجتهد في تحقيق المزيد من العمل .

2- أن الاسلام دين يدعو إلي العمل والجد والاجتهاد ويحذر من تضييع الاوقات في اللعب والتباهي .