لمعالجة البدانة يجب معالجة اسبابها ، ولكن ماذا نفعل لوكانت نابعة من سلوك شخصي ؟ هنا يجب تعديل تصرفاتنا وعاداتنا الغذائية .

ويري علم النفس ان اليلوك ليس فعلا معزولا او يحدث تلقائيا ، بل ان نماذج السلوك تفرض بان يكون السلوك عبارة عن رد فعل لكل وضع معين ويعرف بالمميز .. ورد الفعل يؤدي الي نتائج اما ايجابية او سلبية فلو كانت ايجابية تدعم السلوك وان كانت سلبية يجب ان تتغير وتتعدل كليا .

وتاتي المداواة المعرفية السلوكية كما يحددها علم النفس لاعادة النظر في التوازن ، وفي نتائج رد الفعل لكل شخص ، وهدف تلك المعرفة السلوكية هو تحسين قدرة التحكم بالذات او احتواء الذات .

وسلوك الشخص البدين يجب وصفه بدقة ، ولكن دون استعمال الفاظ تقلل من شان الفرد ، مثل ( النهم - الشراهة - فقدان الارادة ) ولا يمكن البدء في علاج الشخص البدين دون ان يوافق علي نتيجة التحليل الوظيفي للسلوك ، وان يوافق علي الوسائل التي سيتم استعمالها لاحقا ضمن اطار العلاج .

والمداواة المعرفية السلوكية تعد مداواة مساندة ومعاونة ومميزة ، ويجب علي المداوي ان ينظر الي المريض بنظرة ايجابية غير مشروطة ، ليستطيع المريض تقبل المساعدة ، بعيدا عن قاعدة الحرمان من الطعام .. وممارسة تلك المداواة مع مجموعة تسمح بمشاركة الخبرات والمنافسة البناءة وتسهل قيام المتابعة اللازمة .

اما الطرق والوسائل المستعملة ، فهي قابلة للتعديل ، وهي غالبا ما تكون المراقبة الذاتية التلقائية للسلوك الغذائي ، وكيفية حل المشاكل وتقوية القدرات المعرفية ، والاسترخاء والتدرب علي التواصل .

وتجري جلسات مداواة معرفية سلوكية اسبوعيا ويتم عمل دفتر شخصي .. ومفعول تلك الجلسات ايجابي للغاية ، في السيطرة علي تناول الاطعمة خارج الوجبات ، وظاهرة هوس تناول الاطعمة .. وعبر دراسة السلوك الغذائي ، من الممكن اكتشاف مصدر المعاناه الاساسية ، وبالتالي مساعدة الشخص علي احتوائها بشكل افضل .. ويحدث تراجع في حالات القلق والاكتئاب الناجمة عن البدانة وتتحسن الثقة بالنفس .