تعتقد المراة انها ملكت الدنيا بيديها بعد ان تحقق حلمها بدخولها عش الزوجية المفروش بالورود والاماني الجميلة، لكنها سرعان ما تصطدم بالواقع عندما تفاجا بان الزواج لا يعني تحقيق كل الاماني لمجرد انها اصبحت اميرة مملكتها الصغيرة ، بل تفاجأ بان الزواج مسؤلية كبري تقع علي عاتقها ، فبعد الشهور الاولي يخلع كل من الطرفين قناعه ليتعايش مع الواقع .. وهنا تتذكر الزوجة قول جدتها القديم : ( جوزك علي ما تعوديه ، وابنك علي ما تعلميه ) فتحاول جاهدة ان تملي ارادتها علي زوجها لتصبح هي المسيطرة المهيمنة متناسية ان الاقوال الشهيرة قد عفا عليها الزمن بعد ان اختلفت الاوضاع باقتحام المراة مجالات العمل ومشاركة زوجها لها في عملها بالمنزل ،اي ان الزواج اصبح شركة استثمارية يستثمر فيها كلا الطرفين جهوده لصالح الطرف الاخر ، وهو ما يضمن السعادة للحياة الزوجية ، فليس هناك مجال للهيمنة او السيطرة من جانب واحد ، والزوجة الذكية هي التي تتغلغل داخل اعماق زوجها لتتعرف علي طباعه وميوله وهواياته ، وتحاول جاهدة التعايش مع هذا العالم الجديد ، والا وقع التصادم اجلا ام عاجلا ، وفي هذه الحالة تتسلل مشاعر الوحدة الي حياة الزوجة ، فتجد نفسها وحيدة برغم وجود الزوج والابناء من حولها ، فلقد نسجت لنفسها اطارا لا ترغب في ان تخرج منه ، مما يرجح كفة تباعد وجهات النظر ، وبالتالي عدم اتزان الحياة الزوجية ، وهروب السعادة من هذه المملكة الصغيرة لتحل مكانها مشاعر الوحدة والملل .

وبرغم وجود الزوجين تحت سقف واحد فان كلا منهما يحاول الهروب من الطرف الاخر بانشغاله بعالمه الخاص ، واهتماماته الخاصة فلا يكون هناك ترابط اسري بقدر ما يكون هناك تباعد في وجهات النظر والاراء واستقلالية التفكير .

وقد يكون هذا هو الحال في العديد من الزيجات التي تبدو انها في ظاهرها مترابطة ومتعاونة ه وفي  محاولة لالقاء الضوء علي اسباب هذه الظاهرة تقول استاذة علم النفس الانجليزية   مارسيل لازريل : اننا نلقي باللوم كله علي عدم وجود الحب في البنية الاساسية للزواج ، وهو ما يمثل حجر الزاوية للزواج الناضج ، في حين ان هذا الادعاء خطأ لان مشاعر الوحدة هذه قد تهاجم معاقل الكثيرمن الزيجات الناجحة ، غير ان هناك ثغرات تساعد هذه المشاعر علي التسلل منها فتقل مشاعر السعادة والابتهاج ، وحب الحياة ، ويهمنا هنا ان نلقي الضوء علي بعض اساليب العلاج التي تضمن انتعاش الحياة الزوجية من جديد :

* 1* الاجازة المنفصلة مهمة :

ليس المقصود هنا القيام برحلة بمفردك لكن يمكنك التوجه لزيارة والدتك خاصة اذا كانت في مدينة اخري ، علي ان تمكثي لديها اسبوعا او اكثر ، فهذه الفرصة سوف تقدم لك خدمة جليلة ، اذ سوف تشعرك هذه الاجازة بان مشاعر الوحدة التي سيطرت عليك لفترة قد تلاشت ، فان الاعتياد علي وجود الزوجين معا يوميا يؤدي احيانا الي الشعور بالروتينية ، اما التباعد لفترة فمن الممكن ان يغير من هذه المشاعر .

*2 * مارسي هواياتك واتركي لزوجك الفرصة لمتابعة اهتماماته :

من ناحية اخري تنصح د لازريل الزوجة بزيادة الترابط الاسري وذلك بتفهم ميول الزوج وهواياته فالزواج لا يعني ان ينفصل كل من الزوجين عن اهتماماته وصداقاته وهواياته .

* 3* انصتي لزوجك واحترمي وجهات نظره :

ان الاهتمام والانصات لكلام الزوج والتعرف علي ارائه يزيد من الترابط بينكما ، وبالتالي فان زيادة الترابط تعني مزيدا من التواصل ، واعلمي ان تمسكك بارائك يقتل فرص التفاهم .

*4* اخبري زوجك بانك تشعرين بالوحدة :

لا تخفي هذه المشاعر عن زوجك حتي لا تزيد من توغلها بداخلك ، ولا تلقي باللوم علي زوجك واتهامه بانه لا يقدر احاسيسك ، وبانه لا يفهمك ، فزوجك لا يدري ما بداخلك من احاسيس ، وقد يكون السكوت مفيد احيانا ، لكنه لا يحل المشاكل التي تحتاج الي مناقشة ، القي بعبء ما تفكرين فيه علي زوجك واشركيه في همومك الداخلية فان ذلك قد يوضح له بعض النقاط التي قد تكون خافية عليه ، وبذلك سوف تجدين الطريق مفتوحا لتخطي اي مشكلة ، ولكن احذري الثورة والعصبية ، حتي لا تقعي فريسة للخلافات الزوجية .

* 5* لا تحتفظي بسر كبيرفي نفسك :

ان احتفاظك بسر دون ان تشاركي زوجك في حمل ثقله معك ، يجعل المسافة بينكما كبيرة ، وتزيد لديك مشاعر الوحدة .

المصدر: الاهرام سبتمبر 2003
  • Currently 65/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 560 مشاهدة
نشرت فى 11 ديسمبر 2010 بواسطة drrokaiataha

ساحة النقاش

دكتوره رقيه محمد طه متولي

drrokaiataha
ماجستير ودكتوراه فلسفة العلوم الزراعيه بساتين الخضر 2002 جامعه اسيوط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

794,451