عندما يطارد الخوف حياة الانسان ، فانه فانه يفقد شجاعته في مواجهة كل المواقف والظروف ، ويصبح الجبن من علامات شخصيته ، وبذلك تبدو صورته في اعين الاخرين مهزوزة ، غير جديرة بالتقدير والاحترام وبخاصة في تلك الجوانب التي تتعلق بحياته الاجتماعية مثل الحب والزواج .

والاسباب التي تجعل الانسان فريسة الخوف كثيرة ، وغالبيتها مرتبطة بالجوانب النفسية واساليب التربية في الصغر .. اما فيما يتعلق بالجوانب النفسية ، فقد يولد الخوف في اعماق الانسان نتيجة فقدان الثقة بالنفس بعد مواجهة مواقف فشل متكررة .

وقد يكون هذا الخوف ناتجا عن الشعور بالالم حيث تظل واقعة معينة تلح عليه في كل وقت ، وتلقي به فريسة سهلة بين براثن الخوف القاتل .

كذلك قد يكون الالحاح علي جوانب القيم والمباديء الحاحا مرتبطا بعنصر الترهيب اكثر من الترغيب والاقناع .فيتولد الخوف ويمتد الي جميع جوانب الحياة والي كل التصرفات . ولا جدال في ان وجود عيب بدني يولد الشعور بالنقص . فاذا واجه الانسان في طفولته الحاحا علي هذا العيب من جانب الاخرين ، فان الشعور بالنقص ينتهي به الي الشعور بالخوف .

وفي اساليب التربية ما يولد مشاعر الخوف في اعماق الانسان دون ان يقصد الاباء . ولكن الجهل باساليب التربية ليس عذرا مقبولا ، لان بصمات الاسلوب الخاطيء تعيش مع الابناء رحلة العمر كله . ولعل ابرز تلك الاخطاء تتمثل في القسوة المتناهية في المعاملة في الصغر . ويحدث نفس الشيء من جانب المدرسين بالمدرسة ، فتهتز صورة الصغير ، ويفقد القدرة علي التعبير عن نفسه ، ويتواري في كافة المواقف حتي لا يواجه بالقسوة . وبذلك يتحول الي شخصية جبانة .

              

والقاعدة العلمية تقول ان اول خطوة علي طريق العلاج هي تحديد الداء . واذا كنا قد عرفنا الاسباب التي تؤدي الي الخوف والجبن ، فان علينا ان نتجنب الوقوع في هذه الاخطاء حتي لا تضيع معالم طريق السعادة من تحت اقدام الابناء .. فالتربية مطلوبة ، ولكن بالتوجيه وليس القسوة .. وزرع المباديء مرغوب فيه ولكن بالترغيب دون الترهيب .. والفشل ليس عيبا اذا اعتبرناه اول خطوة علي طريق النجاح .. واذا كان الطفل يعاني من عيب من العيوب ، فلا يجوز ان نعيره به ، وان نلقي في اعماقه الاحساس بالنقص .

ان الانسان الذي يعرف الخوف  لا يمكن ان يكون محبا واثقا بنفسه ولا يستطيع ان يكون زوجا قادرا علي البذل والعطاء ، ولا تتاح له فرصة النجاح في الحياة ، لانه يكون متواريا بعيدا عن اعين الاخرين فلا يعرفون عن امكاناته شيئا .. وهذا يصدق علي الجنسين معا .

المصدر: مجلة حواء 1980
  • Currently 134/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 872 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2010 بواسطة drrokaiataha

ساحة النقاش

دكتوره رقيه محمد طه متولي

drrokaiataha
ماجستير ودكتوراه فلسفة العلوم الزراعيه بساتين الخضر 2002 جامعه اسيوط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

770,231