كلما مرت السنون وتوالت عليها الاعوام زاد اهتمام حواء بالبحث عن طوف النجاة من تجاعيد الزمن وبصماته القاسية لتتعلق بالامل وتلهث وراء كل ما يمكن ان يعيد لها جمالها ورونقها رغم انه موجود في طعامها .

فكما يقول ابو قراط ان الطعام الذي تتناوله هو علاجك الغني بالميلاتونين وهو هرمون الشباب الدائم الذي يعمل علي نعومة البشرة ورقة الجلد ، لانه يقاوم التوتر والتعب ويحارب البكتيريا والفيروسات ، ويساعد علي النوم ويقاوم امراض القلب ويقي من امراض السرطان

         

وليس من الضروري الجري وراء اقراص الميلاتونين التي تلوح بها شركات الادوية كواحدة من علاجات الشيخوخة ومتاعبها ، لان الميلاتونين متوافر في بعض الاغذية التي يمكن ان نتناولها في المساء ليكون بها نفس تاثير اقراص الدواء فما هي قصة الميلاتونين وما هي الاغذية التي تحتويه ؟

يقول الدكتور سينوت حليم دوس استاذ الهرمونات بالمركز القومي للبحوث ان العلماء اجروا تجاربهم العديدة لمعرفة تاثير بعض الغدد والهرمونات علي اعراض الشيخوخة وما يصاحبها من امراض ، واكتشفوا غدة صغيرة جدا منتصف المخ تقع وراء العينين وظيفتها تنسيق حياة الانسان بكاملها علي ايقاع هاديء عميق منتظم مترابط وضروري لحياة الانسان ولصحة الحياة واستمرارها من خلال مادة معينة تقوم بافرازها ليلا فتطوف في جسم الانسان لتستريح خلاياه التي ارهقها عناء النهار .

ووفقا لما جاءت به الابحاث عن معدل افراز هذه المادة في اعمار الانسان المختلفة فان اعلي مستوياتها في المرحلة السنية من سن العاشرة الي الثامنة عشرة ثم تبدا في الانخفاض مع التقدم في السن لتنتهي تقريبا بعد سن الاربعين .

وسرح العلماء بخيالهم وتساءلوا هل يمكن ان تكون لهذه المادة علاقة بين ما يصيب الانسان من امراض بعد الاربعين عند غيابها ؟

وتوالت الابحاث لتفتح الباب المسحور الذي القي الضوء علي هذه الظواهر ، واكتشفوا ان هذه الغدة الصغيرة التي تقع في منتصف المخ تماما تسمي الغدة الصنوبرية ، وهي في حجم وشكل حبة القمح وهي الغدة الوحيدة في جسم الانسان التي يكتمل شكلها بعد ثلاثة اسابيع من عمر الجنين .

ولكن هذه الغدة التي كشف العلماء سرها تفرز هرمونا متعدد الوظائف وله فاعلية كبيرة في المحافظة علي الحياة واستمرارها في احسن حال .

اما عن علاقتها بجمال البشرة وحيويتها وكذلك حيوية الانسجة فيقول الدكتور سينوت :  نضارة الشباب وحيوية الانسجة ترتبط بمرحلتين يتم فيهما افراز الميلاتونين هما :-

      1- المرحلة الاولي : هي التي يفرز الميلاتونين فيها مباشرة من الغدة التيموسية الموجودة بالصدر ويكون ذلك في فترة الطفولة ثم تبدا هذه الغدة في الضمور بعد نهاية مرحلة الطفولة .

     2- المرحلة الثانية :  وفيها يصنع الميلاتونين من الغدة الصنوبرية بواسطة التحويل المثيلي لمجموعة الهيدروكسيل في الحمض الاميني سيروتين ، وهونوع من الاحماض لا يصنعه الجسم من نفسه ، انما لابد من امداده به من مصادر خارجية مثل بعض الاغذية ومع الاستمرار في البحث ظهر هرمون الشباب الدائم * الميلاتونين *

هذا .. ويقول الدكتور / مايو مؤسس المستشفي الامريكي العالمي مايوكلينك ان المقاومة الحقيقية لاي اضطراب في الجسم لا تاتي ابدا من داخل علب الادوية ، وانما يجب ان نبحث عن الطعام الذي يوفركمية كافية من الميلاتونين في الجسم .

فاذا تناولت عشاءك من هذا الطعام سوف تنامين بسهولة وعمق واذا تقدم بك العمر وانخفض انتاج الميلاتونين في جسمك فهنا يصبح من الضروري تعويض هذا النقص سواء كان ذلك عن طريق الغذاء او ابتلاع اقراص الميلاتونين .

وهناك الكثير من الاطعمة الغنية بالميلاتونين مثل الشوفان والذرة والارز والزنجبيل والطماطم والموز والشعير واللبن والجبن والكبدة والدجاج وكبد الدجاج والديك الرومي واللوز والسوداني وخميرة البيرة والزبادي والخبز المصنوع من الذرة او الكورن فليكس .

ويجب تناول الطعام قبل النوم ب1-2 ساعة حتي تكون هناك فسحة من الوقت لتكوين المزيد من الميلاتونين الذي يساعد علي الاستغراق في النوم بسهولة اكثر .

 

المصدر: الاهرام فبراير 2010
  • Currently 133/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 1918 مشاهدة

ساحة النقاش

دكتوره رقيه محمد طه متولي

drrokaiataha
ماجستير ودكتوراه فلسفة العلوم الزراعيه بساتين الخضر 2002 جامعه اسيوط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

792,618