<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
حينما اكتب عنك .........بقلم د / نجوى محمد سلام
حينما اكتب عنك ترتعش لغتى ويرتجف قلمى وينتاب أوراقى الوهن والضعف وأصاب بنوع غريب من فقدان الذاكرة الذى يجعلنى لا ارى فى حيز رؤيتى سواك .
حينما اكتب عنك تتهلل أساريرى وتتراقص أوراقى الغضبى فرحاً يا من كنت ولا زلت ملاذى الوحيد الذى التجؤ اليه اخبؤ نفسى فيه من نفسى ، حضنك ما زال موطنى الأول الذى يتلقفنى بالأمان حتى بعد مضى ثلاثة اعوام على رحيلك يا حبيبتى .
ما زلت ارهف السمع لصوتك العذب الذى علمنى قراءة نفسى وكيف ابعثر الذاكرة فتتمخض عنها ترانيم الذكريات بيننا لأغزل منها آلاف من الهمسات الليلية والحكايات الحالمة تتخللها مفارقات تستدعى الحزن تارة والسخرية تارة أخرى ، حكايات الرجال والنساء فى مدنى المتمردة الثائرة الحالمة الحائرة المنفردة المنعزلة المكتزة بالأسماء ، حكايات يسعى الخوف أن يلجمها فتأبى تتمرد وتعلن العصيان ، تعلن الفرار من حيز خلايا عقلى وأصابعى لتستقر على صفحات أوراقى موطنها الأخير الذى لا تعترف بغيره عنوان .
حينما اكتب عنك اكتب عنك بحثاً عن الاختلاف ، اسعى فى محاولة مستميتة أن أبعد سلطة كل من قرأت لهم وعنهم ، فلا تكون حروفى إلا لك وحدك ، ولا تتزين كلماتى إلا بكلمات لغتك المتفردة فتتلاقى أرواحنا واقلامنا كما عهدناها فأزهو زهوة المنتصر حينما اقرأ بيتاً خطته أناملك المتعبات فراح يختبئ بين احدى قصائدى .
لا اجرؤ على اختراق لغتى الا حينما اكتب عنك ، عن تلك المرأة التى استطاعت باقتدار أن تحتضن فى النهار شغبى وطموحى وتهورى ، وفى الليل وحدتى وعزلتى ، عن تلك المرأة التى استطاعت بحكاياتها الليلية اكتشاف مكامن العتمة فى نفسى فكان لها وحدها سلطة ومسئولية تغييرها وترميمها واعادة تكوينها من جديد واسكات ضجيج الخطأ والعبث فيها .
ساحة النقاش