كل من يتعامل معه من قريب أو بعيد يجده بسيطا ، وتلك البساطة هى سر عظمته ، كان وما زال دائما رفيقى وقت فرحى وضيقى ، أجلس أمامه كثيرا كثيرا متعلمه وهو يلقننى دروس فلسفته فى الحياة ، يعطينى كل خبراته التى تعلمها من الزمن ، خلاصة ما توصل إليه من نتائج تجاربه مع بحر الحياة المتلاطمة أمواجه أحيانا الهادئة أحيانا أخرى .
فلسفته فى حب الآخر ليس لها نظير ولا أنسى كلماته معى وأنا أخطو أولى خطواتى على سلم الزوجية " الحب يا ابنتى عطاء ، ولكنه عطاء متبادل بين طرفين فلا يمكن أن يبقى طرفا موجبا للأبد وطرفا آخر سالبا للأبد ولكن حلاوة هذا الحب تزداد وتستمر بالازدواجية أن يصبح كل طرف فى العلاقة موجبا وسالبا معا يتعلم كل منهم ويتقن كيفية التحول متى يكون موجبا ومتى يصبح سالبا ...... متى يعطى ومتى يأخذ " .
وفلسفة أخرى فى مقدار الحب والعطاء والأمان الذى يمكن أن تمنحه للطرف الآخر فلا يمكن أن تعطى كل ما لديك له حتى ينضب معينك وتجلس بعدها على شاطئ الحب تنتظر ممن تحب أن يمن عليك فكان دائما يردد على مسامعى " اجعلى نصفك عاقلا والآخر مجنون ، اعطى زوجك وامنحيه الحب ولكن عندما يصبح جديرا به ، فالحب ليس عيبا ولا حراما ولكن يجب أن نعرف أولا من نحب ؟ وكيف نحب ؟ فالفتاة كالزهرة الجميلة التى يسعى الجميع لقطفها ولكنها إذا قطفت شمت ثم ديست بالأقدام ، لذا حافظى يا ابنتى على نفسك دائما ولا تسمحى لعبث عابث من أن يغتال أحلامك بيديه لينثرها على أرصفة الندم تتبادلها أقدام العابرين " .
وفلسفات آخرى تلقننى إياها فى العطاء فليس فى قاموس لغته عطاء بلا حدود فهو عطاء غبى لشخص أغبى ولكن هناك عطاء بمقدار يزداد يوما بعد يوم حتى يصل إلى قمته ومنتهاه ولكن لمن يستحقه من البشر حتى لا تكون صدماتنا فى الآخر هى الطامة الكبرى فى عمرنا ، وحتى يمكننا العودة من منتصف الطريق بلا خسائر تذكر وآلام تبقى آثارها فى أنفسنا مدى الحياة لسوء الإختيار " .
تلك بعض فلسفاتك معى يا أعز الناس أسطرها بأناملى ليتعلم منك كل من يقرؤها وليعلموا أن لى أبا حانيا هو رفيقى فى مشوار الحياة .
ساحة النقاش