( عـالم البيئــة )

 الإشعـاعـات  النـوويـة ...  وعوامـل  الأمـان  

د/علـى  مهـران  هشـام

----------------------------------------------

يسود  العالم في الوقت الراهن  حالة  من  القلق  والخوف والرعب أيضا  من أمكانية  تسرب  الإشعاعات  النووية  من  محطة  فوكوشيما  النووية اليابانية والذي  تضررت بعض مفاعلها   نتيجة  الزلزال  والتسونامى  المدمر  الذي  ضرب  اليابان  في  مارس   2011  ( 9 درجات على مقياس ريختر ). إن أضرار  ومخاطر  الإشعاعات  فتاكة  وقاتلة على  جميع  مناحي  الحياة سواء  في  البر  والبحر  أو الجو  وعادة  لا ينجو  منها  حجر  أو  شجر أو  بشر .

الأخطار على الصحة   كثيرة  ومتنوعة  ومعقدة  أيضا  والسؤال القائم حاليا ما هو الخطر الذي تمثله المشكلات الصحية الحالية المرتبطة بالإشعاع في اليابان، على المقيمين بالقرب من المفاعل وعلى سكان الأرض؟

  • ستعتمد العواقب الصحية ومخاطرها على التعرض المباشر لإشعاع النووي والذي سيعتمد بدوره على العديد من الأمور بما فيها كمية ونوع الإشعاع الصادر عن المفاعل؛ والظروف المناخية مثل الرياح والعواصف ودرجة الحرارة   والأمطار والأعاصير؛ وقرب الكائن الحي من مصر الإشعاع , والمدة التي يقضيها  في مناطق التعرض للإشعاع.
  • وتتواءم الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومة اليابان كاستجابة للأحداث المتعلقة بمفاعلات  فوكوشيما  النووية الستة  مع التوصيات العلمية وعوامل الأمان الدولية .  على  الجانب الآخر, هل هناك خطر من التعرض للإشعاع بسبب تلوث الغذاء؟ الإجابة  نعم هناك خطر من التعرض للإشعاع نتيجة لتلوث الغذاء.
  • إلا أن الغذاء الملوث يجب أن يتم تناوله لفترات طويلة وممتدة حتى يمثل خطراً على صحة الإنسان.
  • لقد تم تأكيد وجود الإشعاع في بعض الخضر والألبان، كما أن بعض نتائج الرصد المبدئي للأغذية تظهر اكتشاف اليود المشع بتركزات تتجاوز الحدود التنظيمية اليابانية، فضلاً عن اكتشاف  سيزيوم مشع.
  • وقد أوصت سلطات الحكومة اليابانية المحلية المواطنين بتجنب تناول هذه الأغذية، كما اتخذت تدابير للحيلولة دون بيع هذه الأغذية وتوزيعها  وعدم  تصديرها أيضا.

 أما السؤال الأكثر أهمية هل هناك مخاطر صحية على الناس من خارج اليابان جرّاء الإشعاع المنبعث في الهواء أو الماء من المفاعلات النووية اليابانية المتضرّرة؟  ليس هناك، حتى الآن، أيّة مخاطر صحية على سكان البلدان الأخرى في العالم  نتيجة المواد النووية التي تفرزها المفاعلات النووية اليابانية في الهواء أو الماء  وأن  مستويات الإشعاع التي تم قياسها حتى الآن في البلدان الأخرى أقلّ بكثير من مستوى الإشعاع القاعدي الذي يتعرّض له معظم الناس في الظروف اليومية العادية.  ويجري رصد مستويات الإشعاع من قبل اللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي تتولى تشغيل 63 محطة ترصد في جميع أنحاء العالم.    وخلاصة القول, فعناصر الأمان والوقاية فنوجزها في التالي :
 @ ارتداء المستلزمات الوقائية الخاصة بإزالة التلوث وهي : القفازات البلاستيكية (مزدوجة) – غطاء الحذاء – نظارات بلاستيكية – كمامات لامتصاص الغبار والأتربة – غطاء الرأس – الملابس الخاصة.
@ وضع ورق أو إسفنج ماص للسوائل علي المكان الملوث بالسوائل وإزالتها باستخدام ملاقط خاصة لمنع انتشار التلوث, مع الأخذ  في الاعتبار منع انتشار المصادر المشعة المسكوبة.
@ توضع الأوراق الملوثة وغيرها في كيس بلاستيكي وحاوية خاصة للنفايات المشعة مع وضع العلامة التحذيرية عليها.
@ قياس مستوي التلوث الإشعاعي للسطح الملوث بواسطة أجهزة القياس المناسبة.
@ استخدام مواد إزالة التلوث المناسبة مثل الصابون ومسح السطح الملوث بالإسفنج ومناديل قماش أو ورق على أن يكون المسح من خارج المنطقة الملوثة للداخل لمنع انتشار الملوثات المشعة.
@ يتم إعادة القياس الإشعاعي وتقدير كمية الانخفاض بالمستوي الإشعاعي إما مباشرة أو بأخذ مسحه من علي السطح ويتم تكرار خطوات إزالة التلوث عن السطح وإعادة القياس لتصل للمستويات الآمنة,

@ أن تكون الحكومات والدول والمؤسسات الدولية المتخصصة على يقظة وحذر  من خلال القياس المستمر للهواء والماء لتقدير المعدلات الآمنة ومطابقتها مع المعاير الدولية  وكذلك المراقبة الدقيقة لجميع الواردات والبضائع القادمة من اليابان  سواء أغذية أو أجهزة ومعدات وعمل المسح العلمي الدقيق والأمين لها فصحة وحياة  الناس تستحق منا الكثير كما يقع على الأعلام دور حيوي ورئيسي في التوعية والتثقيف العلمي والمهني للأفراد والمجتمعات نحو الحالة وطرق الوقاية وكيفية مواجهة الأزمات بهدوء وإنكار الذات ودون تخبط وعشوائية أو فهلوة أوأنفلات في السلوكيات غير الرشيدة والتي تتنافر مع المبادئ والقيم  الفضيلة والنبيلة للمجتمع المصري والعربي والاسلامى , ويكفى أن نذكر هنا, أنه أثناء الزلزال والتسونامى الياباني المدمر أن شحت بعض البضائع والمياه المعدنية والطاقة, وأثناء قيام الناس بالتسوق في أحد المراكز التجارية القريبة من منطقة التسونامى وشراء بعض ما يكفيهم فقط من الأغذية والمستلزمات الضرورية دون توجيه أو إكراه من أحد أن انقطعت الكهرباء فماذا كان سلوك اليابانيين هل تذمروا أو أخذوا البضائع التي بأيديهم وانصرفوا دون دفع الثمن وهل وهل ؟!! لقد كان سلوكهم هو حب وطنهم بالأفعال

والصبر والتعاون معا كل في حدود طاقته وإمكانياته حتى تمر الأزمة وتتحسن الأحوال ويمر الوطن بسلام لقد قام كل متسوق ياباني بالاجتهاد تحت ضوء الشموع ليضع كل سلعة في مكانها رغم الظلام حتى أن أدارة المركز التجاري طلبت منهم أن يتركوا البضائع في أمكانها فقط  ولكنهم أصروا أن يضعوا البضائع في أماكنها على الرفوف الأصلية لها من اجل   التعاون مع إدارة المركز التجاري ثم انصرفوا في هدوء ونظام وسكينة إلى منازلهم دون شغب أو   ضجر أو استياء .

إن حماية وحفظ الأوطان وتطويرها وتنميتها ورفع شأنها وحضارتها وحبها الحقيقي يكون بأحترام الآخر والقانون, يكون بالأعمال  والأفعال وليس بالأناشيد  والأقوال ,  والله خيــر الحافظيــن .

والله   المستعــان ,,,

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

 

 

المصدر: * د/علـى مهـران : " مجلـة العلـم " , باب عالـم البيئـة , العدد 416 , أول يونيه 2011 م , القاهـرة , مصـــر
  • Currently 18/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 398 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2011 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

650,242