( عـالم البيئـة )
حـوض نهـــر الـنيــل
بقـلم:
د/عـلى مهــران هشـام
---------------------------------------------------------------------
يقع نهر النيل في قارة أفريقيا وهو عظيم الطول والمساحة ويعتبر من أطول أنهار الكرة الأرضية حيث يبلغ إجمالي طول النهر 6650 كم ومساحته حوالي 3.4 مليون كم ² أبتداءا من المنبع في بحيرة فكتوريا وحتي المصب في البحر المتوسط. فى مصر كما يزيد سكان حوض النيل على 300 مليون نسمة
يمر مسار نهر النيل بعشرة دول يطلق عليها دول حوض النيل وهى مصر و بوروندي والكونغو وأريتريا وكينيا والسودان ورواندا وتنزانيا وأوغندا. وأثيوبيا
ترجع تسمية "النيل" بهذا الأسم إلى المصطلح اليوناني نيليوس Neilos وتعنى وادى النهر ، كما يطلق عليه في اليونانية أيضا أسم Aigyptos وهي أحد أصول المصطلح الإنجليزي لأسم مصر Egypt
كما كانت السفن تأتي من أوروبا وحوض البحر المتوسط شمالاً أيضاً، لذلك شيد العمران والحضارة والحياة الدافئة والأحتفالات ومظاهر الأبداع الفنى والأدبى والمشاعر والذكريات الروحية والنفسية والعادات المصرية الأصيلة والكثير من الثراث المصرى الضارب فى جذور التاريخ على ضفاف النيل
ذكرت الكتب السماوية المقدسة مثل الأنجيل والقرآن قصة نبي الله يوسف عليه السلام مع أحد فراعنة مصر حينما قام بتأويل حلمه حول السنابل السبع والبقرات السبع، مما ساهم في حماية مصر من مخاطر الفيضان والجفاف
في هذه الفترة لمدة سبع سنوات رخاء وسبع سنوات عجاف.
وفي مصر الإسلامية ، تم تصميم "مقياس النيل" فى جزيرة الروضة في العاصمة المصرية القاهرة للقيام بقياس دقيق لمنسوب المياه لمواجهة أخطار الفيضان..
تبلغ حصة مصر من مياه نهر النيل طبقا لمعاهدة 1929 التى وقعت مع بريطانيا الدولة المستعمرة للدول الأفريقية فى ذاك الوقت 55,5 مليار متر مكعب سنويا وهى لم تتجاوز هذه الحصة المتفق عليها رغم زيادة عدد السكان وأرتفاع معدلات التنمية الزراعية والأقتصادية والأستثمارية
وخلاصة القول ,,
فإن الأستخدام الأمثل لمياه النهر وعدم هدر مع التكامل بين دوله هو أحد الحلول للحفاظ على أستقرار تدفق المياه يسلام وأمان إضافة إلى تبني تقنيات ري وزراعة حديثة و غير تقليدية تتوافق مع البيئة وندرة المياه.
مع ضرورة المحافظة على مياه نهر النيل نظيفة ونقية وكذلك المعالجة العاجلة للملوثات البشرية والحيوانية والصناعية والمراقبة الدقيقة والعلمية للمراكب والسفن التى تمر فى نهر النيل و تتسبب فى الملوثات
فالنهر يتعرض للإهدار والتلويث وعدم الترشيد فى الأستخدام وخاصة فى دول المنبع
كما يتطلب الأمر المشاركة العلمية المتكاملة لدول حوض وادى النيل
لتوعية الأفراد بضرورة حماية وصيانة مياه نهر النيل من اعتداءات بيئية أو بشرية أو غيرها
فهو مصر الحياة والنجاة لشعوب والأمم
كما أن الملوثات المتعددة والمختلفة والمعقدة التى تلقى فى مياه النيل هى ملوثات تضر مباشرة بالبشر والشجر والحجر وخاصة صحة الناس والبيئة
إن التكامل والتعاون فى جميع الأنشطة و المستويات ( السياسية - التجارية – التعليمية – الثقافية – الصحية – الأستثمارية – الأتصالات – النقل والمواصلا ت - الرياضية – التكنولوجية – الخدمية ...ألخ ) بين دول حوض النيل هو
الضمانة الحقيقية لمنع أية قلاقل أو فتن أو مشاكل مائية بينهم
ونرى من جهتنا أن مصر آمنة مائيا بناءا على المعطيات البيئية والجيولوجية
حيث أن المياه تسير بتدفق طبيعى من الجنوب فى أتجاه مصر إضافة إلى وجود مخزن مائى كبير وهو بحيرة ناصر جنوب السد العالى
كما أن الكثير من دول حوض النيل ليست فى حاجة كبيرة إلى مياه النيل نظرا لسقوط الأمطار فيها بكميات كبيرة
تكفى حاجتها من الزراعة والرى والأستخدامات الأخرى
بل إن بعض الدول فى حالة حجز مياه النيل فيها بأى وسيلة ما مثل إنشاء السدود بإسراف ودون حاجة فقد تتعرض أراضيها ومدنها للغرق والأخطار
علما بأن
الكثير من مياه النيل تهدر وتنهمر في البحار والمحيطات في هذه الدول دون أدنى أستخدام لها أو توظيف علمى أو تنموى لهذه المياه .
إضافة إلى التعاون وترشيد الأستهلاك المائى والحياتى والتوعية البيئية وإرادة التنمية والسلام وتوظيف التكنولوجيا والأدارة العلمية والمائية وأحترام الأتفاقيات والقوانيين المحلية والأقليمية والدولية , كل ذلك وغيره من المعايير والأسس التنظيمية سيكون كفيلا لحماية نهر النيل وضمان الأستثمار والتنمية المتواصلة لدول حوض النيل بعدل وأستقرار
والأهم فى هذه الطمأنينة والأمان المائى حاضرا أو مستقبلا أن مصر هبة الله فى أرضه ومصر أيضا هبة النيل . وصدق الله العظيم
" أدخلوا مصر إن شـاء الله أمنيين "
( سورة يوسف : الآية 99 )
والله المستعــان ,,,
ساحة النقاش