[عالم البيئة]
حقوق الإنسان البيئية
بقلم :
د/علي مهران هشام
-----------------------------
تؤدي الملوثات البيئية وأخطارها المتلاحقة الى أضراراَ بالغة علي حياة البشر سواء في الأعتداء علي حقوقهم الأصيلة بالعيش في بيئة نظيفة أمنة وتحسين الجودة الحياتية او اصابتهم بأمراض متنوعة نتيجة مصادر التلوث المختلفة والمعقدة أيضا مثل المواد الكيميائية والسامة والإشعاعات المسرطنة والأنبعاثات الغازية والضوضاء والتصحر والنفايات وغيرها الكثير . ?!!
الكوارث والمخاطر على الأنسان والبيئة مستمرة وتتزايد فهذه فياضانات وسيول عاتية فى باكستان تتسبب فى قتل وتشريد الألاف من البشر الأمنين وكذلك تدمير الممتلكات والعناصر المعمرة للحياة
وهناك الحرائق المدمرة للغابات فى روسيا والتى تعتبر رئات نقية للجسم البيئى وأحد الفلاتر الطبيعية لتقليل السخونة المتصاعدة للكون
ان التجاوزات على حقوق الانسان والبيئة هى محصلة علاقة غير متوازنة بين البيئة والتنمية فالبيئة المستدامة تنحاز دوما للعدالة وتحقيق التوازن الفطرى بين أحتياجات الأنسان ومتطلبات البيئة
دراسة فى عام 1996 لمرصد حماية حقوق الأنسان وهيئة الدفاع عن الموارد الطبيعية فى واشنطن الأمريكية أظهرت الدراسة أن حالات أنتهاك حقوق اأنسان مرتبطة بالتدهور والتلوث البيئى على كل المستويات .
التحليل والأحصاء والأستقصاء يظهر أن الدول الصناعية والحكومات والمؤسسات المالية الدولية والممولة لمئات المشروعات والأستثمارات التنموية فى العديد من دول العالم وخاصة فى الدول النامية والفقيرة هذه المنظمات العالمية مسئولة بدرجة ما عن الظلم الواقع على الأنسان ومحيطه البيئى وذلك لتهاونها فى التطبيق والمتابعة والمراقبة العادلة والحازمة لعدم جور التنمية والمنفعة المادية على حقوق الأنسان البيئية التى هى من هبات وعطايا الأله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى كرم الأنسان وأحسن صنعه وخلقه
الأنسان له حقوق يجب أن تصان سواء كانت هذه الحقوق إجتماعية أو إقتصادية أو مدنية أو سياسية كما أن للأنسان حقوق بيئية ، وعلي الحكومات والمنظمات والمؤسسات العامة والخاصة الرسمية أو التطوعية تحقيق الحماية والسلام والأمان للإنسان
اضافة الى الحياة الكريمة والنظيفة والأمنة علي كوكب الأرض
. إن حقوق الأنسان البيئية تتكون في سياق التطور التاريخي والطبيعي للحياة ؛ فميثاق الأمم المتحدة لعام 1945 م والأعلان العالمي لحقوق الأنسان لعام 1948 م يعترفان بحق الأنسان في التواجد والحياة الصحية الهادئة والأمنة ، وهذا إقرار ضمنى وغير مباشر لحق الإنسان في بيئة نظيفة
على كل حال , بدأت علاقة الأرتباط الصريحة بين حماية البيئة وحقوق الإنسان في عام 1968 م ؛ والتي أقرت العلاقة بين البيئة والحقوق الأساسية الإنسانية الأخري . في عام 1981 م تم التوجيه العالمي المباشر لحق الإنسان في بيئة نظيفة وذلك من خلال الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان كما أقر مؤتمر ريودي جانيرو بالبرازيل عام 1992 م بالأجندة رقم 21 تأثيرات الإقتصاد والعولمة علي البيئة وذلك بحق أجيال المستقبل في بيئة صحية سليمة وبشكل أساس التنمية المستدامة .
إن حقوق الإنسان البيئية تتضمن التغذية الصحية المتكاملة والمياه النظيفة والتنفس في هواء نظيف والعمل والتعلم والعيش في مناخ وبيئة . وتوفير الطاقة النظيفة المتجددة والأمنة وبأستخدامات أقتصادية والتخلص من النفايات بأساليب صحية .
يوضح القانون الأساسي الألماني مسئوليات الدولة والتزامها الأخلاقي والقانوني والإنساني في ضرورة تأمين قواعد وأسس الحياة الطبيعية والبيئة النظيفة للإجيال الحالية والقادمة .
إن مصر والوطن العربي في حاجة ملحة إلي صياغة وإقرار قانون
وكذلك تطوير القوانيين البيئية التى تضمن حقوق الإنسان البيئية والعيش في حياة صحية وهادئة ونظيفة وأمنة وعادلة ومستقرة سواء فى الحاضر أو المستقبل.
والله المستعان .,,,
ساحة النقاش