القاهرة  .....     وحملة تحيا الأرض          

الدكتور/ على مهران هشام

------------------------

كلما شعر البشر بتغير المناخ وقسوته.. وكل ما غمرت الفيضانات الشوارع والطرقات والمناطق الحضرية حتى أصبح الانتقال من منطقة إلى أخرى داخل المدن يتم بواسطة القوارب فى بعض الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية، وكلما شاع الشر والفساد والتلوث وهبوط القيم..، كلما حدث ذلك وغيره
كثير..، تذكر الناس البيئة! فالتهديدات المتكررة للحياة على سطح الأرض أشعلت الحماس فى نفوس الأفراد بكافة فئاتهم وطبقاتهم وثقافاتهم ودخولهم أيضاً للاهتمام بالبيئة، وتركيز الضوء والكاميرات عليها، من أجل خلق روح جديدة بين الناس تكون صديقة للبيئة، حتى أن الساسة ورجال الأعمال والاقتصاد والمشاهير من الفنانين والمؤسسات أصبح جزء من اهتماماتهم موجهاً إلى القضايا البيئية، وعدم التصادم مع معطياتها وكنوزها الطبيعية البكر والمتوازنة.


"تشير الإحصائيات إلى أن بيل جيتس وبول آلن مؤسسى شركة مايكروسوفت
الشهيرة قد أنفقا حوالى 84 مليون دولار فى مشروع لإنتاج الأيثانول من نبات الذرة، وينفقان أيضاً لإنشاء مشروع سكنى يستخدم المواد والطاقة الصديقة للبيئة فى مدينة سياتل الأمريكية.


كما أن سيرجى براين ولارى بيج مؤسسى شركة جوجل الشهيرة حولا مقر الشركة فى ولاية كاليفورنيا والذى يبلغ حوالى نصف المليون قدم مربع إلى مبنى صديق للبيئة، حيث يستخدم الطاقة الشمسية للتدفئة والإضاءة، كما أن الخامات والمواد معظمها متوافق مع البيئة، ومعظم الأثاث المستخدم فى المبنى يمكن تدويره مثل أقمشة الجينز الزرقاء التى يمكن إعادة استخدامها كعازل على الجدران.

ويتناول موظفو شركة جوجل غذاءهم مجاناً فى مطعم الشركة، الذى يستخدم منتجات وعناصر غذائية طبيعية فقط، ويذكر أن لبراين حقيبة جلدية يحملها على ظهره تحتوى على لوحات شمسية صغيرة ليشحن بها هاتفه، وجهاز MP3، كما يستخدم مالكا شركة جوجل سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، أو وقوداً صديقاً للبيئة".


ويوضح الدكتور على مهران أن الطاقة البديلة أو صديقة البيئة ليست ترفاً، بل إن حجم الاستثمارات فيها يصل إلى 38 مليار دولار أمريكى فى العالم، وأقطابها شركة الطاقة الشمسية الصينية "صن تيك باور".

ويعتبر رجل الأعمال البرازيلى روبنز أوميتو سلفيرا ميلو أول ملياردير فى العالم جمع ثروته من تقطير قصب السكر وتحويله إلى وقود نظيف، وهو رجل عام 2007 "صديق البيئة" من وجهة نظر الدكتور على مهران، الذى يقول عن حملة "تحيا الأرض": "تحيا الأرض صرخة استغاثة عالمية لحماية الكوكب المظلوم..

بداية الحملة قامت بها منظمة "تحالف من أجل حماية المناخ"، والتى يرأسها نائب الرئيس الأمريكى السابق آل جور.. وهى حملة للتوعية البيئية محلياً وإقليمياً وعالمياً، وباستخدام وسائل الميديا والاتصالات، ولجعل الصوت يصل إلى الجميع، ولتنبيه البشر بالمخاطر والأضرار والخسائر، التى تلحق بالكل فى حالة عدم التوقف عن بث السموم والدخان والملوثات الكيميائية والإشعاعية فى مياه وسماء وتربة الكوكب الأرضي.

إن تغيير سلوك البشر وتصرفاتهم مع عناصر البيئة كان هدفاً لحملة "تحيا الأرض"، كما أن تغيير تصرفات رجال الاقتصاد ومتخذى القرار من السياسيين كان الهدف الآخر لها.

ولا شك فى أن خطر تغير المناخ أضحى حقيقة تهدد الاتزان الطبيعى الفطرى لكوكب الأرض، حيث بلغ تركيز ثانى أكسيد الكربون فى الهواء الجوى 379 جزءاً فى المليون، مقابل 280 جزءاً من المليون عام 1850م، كما حدث تراجع لأحجام ومساحات الجبال الجليدية المغطاة بالثلوج فى نصفى الكرة الشمالى والجنوبي، وقد وجد انكماش سنوى للأنهار الجليدية يبلغ 7.2 ٪، يزداد فى فصل الصيف إلى 4.7 ٪ سنوياً، كما حدث تغير فى كميات سقوط الأمطار فى أجزاء مختلفة على سطح الأرض، وقد حدث ظهور للجفاف فى الكثير من بلدان العالم مع تغير خط العواصف والفيضانات على نحو بالغ الضرر والخطورة، إضافة إلى التزايد المستمر فى درجات الحرارة الكونية ".

إن كوكب الأرض، بمكوناته ومحتوياته وكنوزه وسطحه وباطنه وسمائه، يواجه تهديداً كبيراً حقيقياً، كما بسبب سطوة ونفوذ المنفعة المادية للقوى الكبرى والصناعية، والتى يجب أن تحكم العقل والضمير والإنسانية لكى
"تحيا الأرض".


وهناك دراسة مهمة عن المبادرات الجديدة لشركات التكنولوجيا، بهدف توظيف أجهزة الكمبيوتر لإنقاذ المناخ، وتقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. تشير الدراسة إلى أن معظم الدول المتقدمة تضع حاليا قضية التغير المناخى وارتفاع درجة حرارة الأرض على رأس أولوياتها التنموية، فقضية تغير المناخ أصبحت رغما عن الإنسان قضية محورية
فى حياته، وهذه المحورية التى تحتلها قضية تغير المناخ ليس السبب فيها فقط هو الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، كما عانى المصريون خلال الصيف الحالي، وإنما يتعدى الأمر هذه الظاهرة إلى تأثير على طبيعة الحياة على كوكب الأرض، والتوزيع السكانى والأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية، ناهيك عن القضايا المتعلقة بالنقل والطيران.


والدور الشائع لتكنولوجيا المعلومات فى قضية تغير المناخ، هو المساعدة فى إجراء الأبحاث اللازمة لرصد الظاهرة وتحليلها، والتعامل معها. لكن مؤخرا ظهر دور جديد لمنتجى أجهزة الكمبيوتر، يرفع من مكانة هذه الصناعة، ويجعل لها دورا بيئيا رائدا.

وتوضح الدراسة أن مجموعة شركات كبرى تعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات قد أعلنت مؤخرا عن إطلاق مبادرة "توظيف أجهزة الكمبيوتر لإنقاذ المناخ"، ومن بين هذه الشركات إنتل وجوجل وديل وإى دى اس ووكالة حماية البيئة وهيوليت باكارد وآى بى أم ولينوفو ومايكروسوفت والاتحاد العالمى للحياة البرية، بالإضافة إلى أكثر من عشر شركات ومنظمات أخرى.

تهدف المبادرة البيئية الجديدة إلى توفير الطاقة، وتقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، عن طريق وضع أهداف جديدة طموحة، لرفع الكفاءة فى استهلاك الطاقة فى الحاسبات ومكوناتها، وتشجيع تبنى الحاسبات الفاعلة فى استهلاك الطاقة، وأدوات إدارة الطاقة فى أنحاء العالم.. ويقول أورس هويلزل كبير نواب الرئيس للعمليات فى شركة جوجل: إن نصف طاقة معظم الكمبيوترات المكتبية، وثلث طاقة الأجهزة الرئيسية تضيع هباء، ولا يستفاد منها حاليا على الإطلاق، وتضع مبادرة إنقاذ المناخ هدفا طموحا لكفاءة وحدات التغذية الكهربائية لتصل إلى 90 ٪.

وفى حال نجاح هذه الشركات فى تحقيق هذا الهدف، ستقل كمية الغازات المنبعثة والمسببة للاحتباس الحرارى بمقدار 54 مليون طن فى السنة، مما يوفر أكثر من 5.5 مليار دولار من تكاليف الطاقة حول العالم.

ودعا هويلزل الشركات والأفراد حول العالم، للانضمام إلى المبادرة، والبدء فى إدارة الطاقة بشكل أفضل وشراء الحاسبات الموفرة للطاقة. وتمثل الشركات الأولى التى تعتزم المشاركة فى هذه المبادرة طرفى العرض والطلب من صناعة أجهزة الكمبيوتر، بما فيها منتجو الحاسبات، ومنتجو الشرائح، بالإضافة إلى منظمات البيئة، وشركات الطاقة، وبائعى التجزئة والوكالات الحكومية وغيرها.

وقال بات جيلسينجر كبير نواب الرئيس والمدير العام لمجموعة المؤسسات الرقمية فى إنتل: إنه بحلول عام 2010 ستكون المبادرة قد أسهمت فى تخفيض كمية الغازات المنبعثة المسببة للاحتباس الحرارى بكميات تعادل التخلى عن 11 مليون سيارة أو إغلاق 20 محطة طاقة تعمل بالفحم الحجرى بطاقة 500 ميجاوات، وهى خطوة مهمة على طريق تخفيض انبعاث الغازات المضرة بكوكب الأرض.

وأضاف جيلسينجر أن أجهزة الكمبيوتر ساعدت فى قطع خطوات كبيرة نحو التقدم الذى وصلت إليه البشرية حاليا، ومن أهم مظاهر هذا التقدم تقليل الحاجة للسفر، وزيادة الإنتاجية، وإجراء التعاملات عبر الإنترنت، وغير ذلك، وفى الإمكان باستخدام أحدث التقنيات الفاعلة فى استهلاكها للطاقة، تحقيق المزيد نحو تقدم البشرية ورفاهيتها.

ومن المنتظر أن يلتزم الأعضاء الداعمون للمبادرة من منتجى الحاسبات ومكوناتها بتصنيع منتجات ذات كفاءة عالية فى استهلاك الطاقة تحقق أو تتجاوز دليل "انرجى ستار"، الذى وضعته وكالة حماية البيئة. كما يجب أن يلتزم قطاع الأعمال بطلب أنظمة ذات كفاءة عالية فى استهلاك الطاقة، لمعظم مشتريات الشركات من الحاسبات المكتبية، ونشر واستخدام أدوات إدارة الطاقة فى الحاسبات المكتبية.

ويمكن لأى شخص المشاركة فى مبادرة إنقاذ المناخ عبر التسجيل فى موقع الإنترنت المخصص لذلك، والتعهد بشراء الأجهزة الفعالة فى استهلاك الطاقة، التى يتم إقرارها من جانب المبادرة.

وسيساعد الموقع المستهلكين على تعلم كيفية الاستفادة بشكل أفضل من قدرات توفير الطاقة الموجودة حاليا فى حاسباتهم، مثل وضع الكمبيوتر فى وضع النوم والسبات، حيث يمكن التقليل من كمية الطاقة المستهلكة بما يصل إلى 60 ٪.

ان أية مبادرة مخلصة وصادقة لحماية كوكب الأرض من التدهور يمثل بداية لتحقيق الهدف الأهم والأكبر وهو جعل الحياة نقية وصحية وان تنعم كل الكائنات الحية وغير الحية بالأمن والسلام والهدوء والأستقرار والاستدامة .
والله المستعان ,,,,,

المصدر: باب عالم البيئة للدكتور على مهران هشام - مجلة العلم المصرية - القاهرة
  • Currently 242/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
81 تصويتات / 504 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2010 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

601,674