الإنعاش يبدأ بالمعلمين
بقلم : نبيل حزين
كنت أتصفح إحدى الصحف اليومية الصادرة باللغة العربية وأتجول
بين موضوعاتها المتنوعة فوقعت عيني على خبر مفاده أن العالم يحتاج إلى عشرة ملايين معلم لمواجهة تحديات العصر، حتى يستطيع إكمال المسيرة وتحقيق الأهداف التي يؤديها التعليم بتوفير تعليم ابتدائي للجميع بحلول عام 2015
ولأن المعلمين هم قلب النظام التعليمي تبنت الأمم المتحدة مشروع توفير معلمين لإنعاش العملية التعليمية
وهذا إن دل فإنما يدل على دور المعلم في عملية إعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي والفكري لدى العالم .
وإذا كان النظام العالمي يحتاج إلى عشرة ملايين معلم ؛كي يحقق طموحاته فما نصيب العالم العربي من هذا الرقم؟ ونعلم جيدا أن العالم العربي في أشد الحاجة لمعلمين أكفاء معدين إعدادا جيدا للقيام بدورهم في القضاء على الأمية والجهل الذي يسيطر على أغلب المناطق العربية وخصوصا المناطق التي تواجه فقرا وكثافة سكانية رهيبة ، فلا بد أن يؤخذ في الحسبان عجز المعلمين في مواجهة هذا الخطر المحدق بالأمة العربية لأن المعلم هو قلب العملية التعليمية و الباني والصانع والزارع الحقيقي لثمار العقول الفكرية التي تقود الوطن إلى تحقيق أهدافه وطموحات أبنائه وإعداد أجيال قادرة على حمل اللواء ومواجهة التحديات المعاصرة للأوطان فالمعلم هو الذي يوفر الاستمرارية ويجدد الطمأنينة وهو اللاعب الأساسي في تواصل الأجيال بعضها ببعض والنواة التي تدفع عملية التنمية ، فالدول التي تهتم بمعلميها وتوفر لهم حياة كريمة
وتضعهم في مرتبة متقدمة في السلم الاجتماعي لها وتقدم لهم إعدادا جيدا تستطيع أن تتغلب على مشكلاتها وتقضي على جميع النزاعات والإرهاب والكوارث الطبيعية وأشباهها ولذلك نجد أن الأمم المتقدمة التي وضعت المعلم في المقدمة استطاعت أن تصل إلى بر الأمان وتحقق الطمأنينة والأمن والسلام لمواطنيها بفضل ذلك المعلم الذي أخذ بأيدي صغارها ودعم فكر شبابها وخفف من حدة توترهم النفسي وتخصيص يوم للمعلم للاحتفال في السنة هذا شيء جميل، ولكن الأجمل أن تدعم هذا المعلم ماديا ومعنويا لمواصلة رسالته التي أمّنه عليها المجتمع ودعم مسيرته من أجل رفعة الوطن .
ساحة النقاش