Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

الإيمان الحقيقي هو الذي يجعلنا أكثر إنسانية مع الآخرين

د. محمد ماهر الصواف

التدين نزعة فطرية في الإنسان ، وتتطور معه وتشكل عاطفة جارفة لا يمكن التخلي عنه خاصة في ظل المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل و يتغيب فيها اعتبارات العدالة والمساواة . فالدين في مثل هذه المجتمعات يوفر الأمان النفسي والرضا رغم ما قد يتعرض له الإنسان من مشكلات حياتية وأمراض وظلم أحيانا .

فكما يقول الكاتب علاء الأسواني " الدين  يقدم للإنسان وعداً مريحاً بتحقيق العدل بعد الموت. ويجعله قويا لأنه يشعر بأن هناك قوة إلهية تساعده وتعينه وتحفظه من الشرور" .

فالدين يحقق بالفعل الاستقرار النفسي، ويحقق الطمأنينة ، ويخفف من القلق والاكتئاب والخوف من المستقبل. ولذلك عادة ما يتحول الدين إلي عاطفة دينية جارفة تجعل الإنسان يتمسك به ويدافع عنه ومشدودا لسماع الخطاب الديني والإنصات له والإستجابة والطاعة لرجال الدين ، كما يسعي لتبادل الأدعية والأقوال الدينية مع أصدقائه وزملائه علي وسائل التواصل الإجتماعي بشكل يومي.  وقد أستغل بعض المتطرفين هذه النزعة العاطفية في نشر اقوال وفتاوي دينية وقصص لا نعلم مدي صحتها وحث القارئ علي إعادة نشرها وإلا سيلقي العقاب والذل والهوان من الله عز وجل شأنه في الحياة الدنيا وفي الآخرة

 

وللأسف يلاحظ انه رغم أن  وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مملوءة بالأدعية والفتاوى وتتكرر بشكل ملفت ، نجد أنه نادرا ما  يبذل المرء منا الجهد في التفكير فيما يقرأ ويسمع ومحاولة تفهم فحواها ومدي منطقيتها وجدواها والعائد من تكرارها وتوجيهها للآخرين، بل ومن النادر أن يحاول البعض منا التأكد من صحة هذه الأقوال وجدواها .

 

كما أنه من الملاحظ أن الغالبية العظمي من الرسائل والفتاوي الدينية  علي وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة تتناول أمور متعلقة ببعض الطقوس الدينية وبعيدة تماماً عن حث الناس علي التمسك بالأخلاق والقيم الحميدة وحسن التعامل مع الآخر واحترام حقوقه، بل بالعكس نجد أن بعض الفتاوي تحض الناس علي كراهيه وتكفير المسلمين وغير المسلمين .

 

وهنا أود ان اشير إلى كلمات  بابا الفاتيكان أثناء زيارته الأخيرة لمصر حيث قال : " إن الله يبغض النفاق . فالله يفضّل عدم الإيمان على أن يكون الشخص مؤمنا مزيّفا، ومنافقا! الإيمان الحقيقيّ هو ذلك الإيمان الذي يجعلنا أكثر محبّة، وأكثر  رحمة، وأكثر صدقًا وأكثر إنسانية؛

 

 

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

276,033

ابحث