احترام حقوق الإنسان مسئولية مشتركة بين الحكومة وافراد المجتمع
أ.د. محمد ماهر الصواف عميد المعهد القومي للإدارة العليا سابقا
اقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولأهمية هذا الإعلان دعت الجمعية العامة جميع الدول والمنظمات الدولية إلى اعتماد يوم 10 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا لحقوق الإنسان.
وقد تضمن هذا الإعلان العالمي ديباجة و30 مادة تحدد مجموعة واسعة من حقوق الإنسان والحريات الأساسية الواجب ان يتمتع بها كل فرد بالدول المختلفة . وأرسي مبدأي العدالة والمساواة بينهم دونما تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل الوطني أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر. ونصت المادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان علي انه ❞ يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء❝.
ومن هنا فإن احترام حقوق الإنسان ليست كما يعتقد البعض التزام علي الحكومات فقط إنما هي في الحقيقة واجب كل فرد في المجتمع والالتزام به يضمن حسن العلاقات بين الناس والعيش في سلام ويساعد بدوره علي تحقيق التنمية والتقدم،
ولا شك أن التعدي على حقوق الفرد وإنسانيته وإزائه ماديا أو أدبيا قد يولد الإحساس بالظلم والدونية وفي هذه الحالة يفقد الثقة في نفسه ويفقد الدافع نحو تحسين أموره وأوضاعه، ويبقي خاملاً جامداً غير قادر علي حل ما يواجه من مشكلات سواء الشخصية او المجتمعية، مما ينعكس سلبا علي مسيرة التنمية بشكل عام.
وفي تقديري انه من الأهمية نشر الوعي المجتمعي بأهمية احترام حقوق الإنسان باعتباره واجب أخلاقي تقره كافة الشرائع السماوية وان تساهم أجهزة الإعلام ومنتجي المسلسلات والأفلام السنيمائية في نشر ثقافة احترام حقوق الأخر ، ومنع عرض المشاهد التي تتضمن سلوكيات تتعارض مع هذه الثقافة.
