اضغط هنا لتنزيل الملف

<!--

<!--<!--<!--

تاريخ الطب النفسي

منذ آلاف السنين كان ينظر إلى الأمراض العقلية وكأنها من صنع قوى خارقة أوجدتها ،وكان الإنساني البدائي يعتقد أن المرض النفسي ينتج عن (حلول) أرواح شريرة في الشخص ، أو عن إصابته بمفعول (لعنة) سلطها عليه أعداؤه أو أحد أفراد القبيلة المجاورة لقبيلته ، واقتضى (المنطق) حينذاك أن يكون العلاج (بطرد) الروح الشريرة وإبطال اللعنة السحرية ، ويتولى كاهن الجماعة أو الطبيب الساحر أو (الشامان) تلك المهمة ، ويلجأ إلى إستخدام الوسائل البدائية العديدة لشفاء المريض ، كتقديم القرابين والرقص الشعائري وإحتساء العقاقير ومنقوع الأعشاب الطبية الغريبة ، وكثيراً ما كانوا يقتلون تخلصاً منهم ومن الشياطين التي تلبسهم ، كذلك تشير الجماجم المتبقية إلى إحتمال وجود صور بدائية من الجراحة.كانت تقوم على العلاج بالطقوس . وفي هذه الجراحات كانت الجماجم تثقب ثقوبا” دائرية باستخدام ما تيسر من أدوات ، وأغلب الظن أن القصد من وراء ذلك كان إخراج ما قد يكون هناك من أرواح شريرة داخل المريض من خلال تلك الفجوة في الجمجمة.

 أما المحظوظون منهم، ممن كانوا يكابدون حالات جنون أخف وطأة، فكانوا يحاطون بالرعاية، ومن مظاهر تلك الرعاية أنهم كانت تخلع عليهم الأردية المزركشة، وتزين هاماتهم بأكاليل الغار ، وما تزال آثار تلك الوسائل الخرافية موجودة إلى يومنا هذا في مجتمعات بدائية متفرقة من المعمورة ، وكذلك بين العديد من الطبقات في المجتمعات والدول النامية.