لاشك ان قوة مصر كأكبر دولة في المنطقة العربية لا تأتي إلا من قوة أفراد مجتمعها بكل فئاتهم وتخصصاتهم وأفكارهم والتي تتمثل في قوة الانتماء والابداع والابتكار والعطاء المتواصل ولا يأتي ذلك كله إلا من خلال الحرية والشفافية والمصداقية والديمقراطية الحقيقة وليس المزيفة والمزورة بين كافة المستويات الوظيفية والاجتماعية  بالمجتمع


      وقد حاول أهل العلم والخبرة من المثقفين والعلماء والباحثين في مصر منذ عهد طويل احداث تقدم نسبى كلا فى مجاله ولكن امالهم وأرائهم وطموحاتهم وأفكارهم كانت تصطدم دائماً بمن يقدمون المصلحة الشخصية على مصلحة مصر وبذلك ظل المجتمع المصري  فى التاخر والتخلف .

وقديماً كان الحاكم الجاهل وبطانته القائمين على المجتمع يمثلون الهرم الأكبر للفساد والتخلف والإتحدار الأخلاقي والإجتماعي وكانو يأمرون بحرق الكتب والمؤلفات وهي فى مهدها وعدم البناء عليها وتطورها أمام أعين هؤلاء العلماء المغضوبين عليهم لان حرق مؤلفاتهم وكتاباتهم تعني حرق أفكارهم وعلمهم التي أتت بعد مجهود كبير ربما اخذ معظم سنوات عمرهم ، والذي كان في وقت معين مخاض مؤلم كاد يطيح بعقولهم ، حتي لا تعطى لهم الفرصة للتقدم والإزدهار للمجتمع ، لقتل كل موهبة تظهر بالمجتمع لأنه اشد عقاب

يؤثر ويحبط اى عالم .
     وهناك مجموعة من الآسئلة التي يجب أن نطرحها سوياً  ونفكر فيها معاً وخاصة بعد أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير التي فجرها شباب مصر الواعي العظيم والذي نقدم لهم التحيه والشكر بهذه المناسبة لكل ما قامو به من جهد وعمل والتي نتمني ممن يمسكون أمور الزمام في مصر حالياً أن يجعلو هذا اليوم عيداً مصرياً نحتفل به كل عام ويكون أجازة رسمية في كافة أرجاء مصر حتي نتذكر دائماً أن أبناءنا وشبابنا هم أصحاب الفضل في إحداث التغيير في مصر.

 والأسئلة الواجب نطرحها معاً بهذه المناسبة هي هل يمكن لمصر أن تسترد عافيتها وتأخذ مكانتها العظيمة التي أحتلتها بين دول العالم أجمع في العصور السابقة؟ هل يمكن لشباب وعلماء وباحثين وأهل مصر بلا أستثناء بناء مصر الحديثة وليست مصر الجديدة ؟ هل نستطيع وبحق وخاصة في كافة قطاعات وزارة الزراعة والإرشاد الزراعي بصفة خاصة لأنه العمود الفقري لكافة القطاعات والمعاهد البحثية وغير البحثية بوزارة الزراعة المصرية أن نسترد صحتنا وعافيتنا وعلمنا وأفكارنا لبناء مصرنا الغالية ؟؟ لرجوع الزراعة المصرية الي عهدها السابق واسترداد محاصيلنا الغالية الي سابق عهدها والتي تتمثل في القمح والذرة والأرز والقطن المصري وكذلك كافة المحاصيل الحقلية والزيتية والبقولية ومحاصيل الفاكهة والخضر ، وكذلك إعادة الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة لسابق عهدها وإحداث عملية الإكتفاء الذاتي من تلك المحاصيل ؟؟؟

نعم ثم نعم فأنني وبحق علي ثقة كبيرة بأن الأجابة ستكون نعم..نعم نستطيع

نستطيع أن نعمل أكثر من ذلك أيضاً في أقل فترة زمنية وبأقل تكاليف ممكنة وبأقل جهد ، وبأكثر علماً وفكراً وتخطيطاً وعملاً من كل فرد سواء كان صغيراً أو كبيراً يعيش علي أرض مصر كلاً في مجال عمله وتخصصه .

ليس عيباً أو تكبر منا أن نتعلم من الدول المتقدمة والمحترمة مثل الهند وكوريا والبرازيل وتنزنيا وغيرها كيف وصلت لما وصلت اليه من علم وتقدم وازدهار في كافة مجالات حياتها في العصر الحديث الذي نعيشه الآن؟

ببساط شديدة لقد وصلت تلك الدول المحترمة لمكانتها العظيمة الحالية بسبب واحد فقط وهو احترام وإعلاء قيمه الفرد واحترام قدراته ومهارته وعلمه وفنه وعمله وتخصصه والنظر اليه كثروة حقيقية  فقامت بإصلاح برامج التعليم بها وقضت على الفساد والمحسوبية ونشرت مبدأ تكافؤ الفرص بين افراد مجتمعاتها وأنشئت مشروعات قومية بجداول زمنية محدد لتنفيذ كافة الخطط الموضوعة وفقاً لظروفها وقدراتها وخصائصها البشرية والجغرافية والديمجرافية مع تنفيذ  مجموعة من المعايرين والمبادئ الهامة والتي من أهمها معيار أو مبدأ الثواب والعقاب لكل أفراد المجتمع دون أستثناء وتطبيقه بكل حزم والنظر لكل لمخالف او مقصر او فاسد سواء كان صغيراً او كبيراً بانه خائن ولابد ان يعاقب لانه لم يخن نفسه فقط ولكنه قد خان المجتمع بأكمله ، ونتيجة لتنفيذ تلك المبادئ والمعايير نري علي شاشات التليفزيون أو الآنترنت العديد من الأفراد قد ينتحر في تلك البلاد المحترمه بأنفسهم  لشدة احساسهم بالذنب والخيانة لبلدهم ومجتمهم وأنفسهم وهذا يرجع الي شدة انغراس هذه المبادئ والمعايير فى نفوسهم .

نعم نستطيع ان نلحق بتلك الدول المتقدمة وقد أكون غير مخطئاً عندما أقول اننا نستطيع سبقهم أيضاً بشروط هامة يجب أن تكون أمامنا جميهاً لأننا من وضعها بأنفسنها والتي من أهمها ان نسترد ونستدعي قيمنا ومبادئنا وأفكارنا واتجاهاتنا نحو أنفسنا ونحو بلدنا ونحو الآخرين بشرط ان يحس كل فرد يعيش علي الأرض المصرية بانه صاحب هذه البلد وليس غريباً عنها وان يعلم كل فرد في مصر والمجتمع المصري بكل طوائفه وأشكاله بان الفرد المصري هو الثروة الحقيقية  لهذه البلد، مع ضرورة تطبيق مبدأ ومعيار العدل والمساواة والديمقراطية وتطبيق القانون علي الكل وصدقوني بحق عندما أقول لكم  أن مصر بها علماء اذا توفرت لهم الامكانيات سيحققوا المعجزات وان هناك مئات بل الوف من أبناء مصر الأطفال والشباب يمتلكون قدرات ابداعية وفكرية وعقليه ومهارت فائقة لم تكتشف بعد ، ولم يفكر أحد رعايتها أو توفير أحتياجاتهم لمواصلة الإبداع والإبتكار في كافة المجالات المختلفة .

لا بد أن يعلم كل من يعيش علي أرض مصر أو آي أرض في العالم أن أرض مصر مملؤة بالخزائن الثرية والتي لا تقدر بمال والتي من أهمها خزائن الشباب  وخزائن الأطفال المملؤة بالمواهب والإبتكارات والإختراعات في كل مجالات الحياة والتي لم يفكر أحد في الماضي الإقتراب منها أو مد يد العون لها لأنهم يعلمون تماماً وعلي يقين بأن الإقتراب منها أو مساعدتها سوف يظهر عجزهم وضعفهم بل وفشلهم أيضاً فأبقوها مغلقة ودفنوها بدلاً من ولادتها .....واليوم أقول لقد جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً  .

أفتحو الأبواب المغلقة لكل الشباب.........أعطو الشباب فرصتهم في المشاركة في بناء مستقبل مصر بعقولهم وعلمهم وأفكارهم وآمالهم وطموحاتهم لأنهم القوة الحقيقة في كل المجتمعات في العالم كله....يجب أن نقول لهم لقد أثبتم جدارتكم وقوتكم وأفكاركم وشجاعتكم وعزمكم في المضي الي بناء المستقبل بالعلم والعمل ..فحملو الشعلة في كافة قطاعات ووزارات الدولة ونحن خلفكم ومعكم وسيرو علي بركة الله من أجل مستقبل أفضل وأجمل قادم بإذن الله .

والي اللقاء في مقال آخر

  مايو 2011 م                 د / محمد السيد سليمان فولي

للإستفسار الإتصال

[email protected]@yahoo.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الدكتور / محمد الفولي استاذ الارشاد الزراعي والاعلام الريفي
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 463 مشاهدة
نشرت فى 5 يوليو 2011 بواسطة drFouly

ساحة النقاش

ا.د/محمد السيد سلمان الفولي.

drFouly
هذا الموقع من المواقع العلمية المتخصص في تناول وعرض الموضوعات العلمية والثقافية في مختلف التخصصات والمجالات سواء الارشادية او الطبية او الاجتماعية وكذلك التركيز علي الموضوعات الإعلامية .......أ . د/ محمد الفولي استشاري انتاج وإخراج البرامج المرئية بالقنوات الفضائية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

269,886