<!--حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة:-

لذوي الاحتياجات الخاصة حاجات اساسية تفرضها طبيعة تكوينهم الجسماني منها الحاجات الجسمية والنفسية والاجتماعية التي ينبغي على العامل في ميدان تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة والتعرف على طبيعتها بغية الاسهام في اشباعها بما يتناسب وحقل اختصاصه وبالتالي الاسهام في اعداده اعدادا يتفق مع السياسة العامة للدولة .

فالحاجة هي ( شعور مادي او معنوي يحفز الانسان على العمل وبذل النشاط من اجل الحصول على السلع او الخدمات التي يمكن ان تشبع هذا الشعور اشباعا كليا او جزئيا والحاجة وضرورة اشباعها هما القوةالدافعة على النشاط الاقتصادي ايا كانت صورته او درجته وايا كان مبلغ تطور الانسان والمجتمع البشري ) .

وبالرغم من غلبة الجانب الاقتصادي على هذا التعريف الا ان هناك جوانب اخرى يمكن النظر من خلالها الى الموضوع ذاته ، فالاصل في الحاجة هو حالة النقص والعوز والافتقار واختلال التوازن حيث يقترن بنوع من التوتر والضيق ولا تلبث ان يقل الشعور بها متى ما وضعت بدائل النقص سواء اكان هذا النقص ماديا اومعنويا ، داخليا او خارجيا .

وما جاء به ( ماسلو ) بنظريته في الحافز الذي يعرف في علم النفس ( بالباعث او المنبه للسلوك ويعني ايضا الدوافع وتؤدي الحاجة الى خلق توتر يدفع الكائن الحي الى المبادرة على اشباعها ولذلك فالحوافز والدوافع هي الاسباب الحقيقة للسلوك الانساني فهي التي توجه سلوك الناس وتحدد اتجاهاتهم ) .

وقد حدد ( ماسلو ) خمسة مستويات للحاجات البشرية مرتبة بشكل هرمي لاهميتها ، حيث تبدأبالحاجات الفيزيولوجية والتي هي عبارة عن الحاجات الضرورية للبقاء على الحياة  كالغذاء والماء والهواء والنوم ، ثم حاجة السلامة والامن وهي الامان والحماية من الاخطار تليها الحاجات الاجتماعية كالحاجة الى الشعور بالانتماء اوالتعاطف والحب ثم الحاجة الى التوفير وتقديرالذات ( احترام الذات ) والحاجة الى تقدير الاخرين ( العرفان ) واخيرا الحاجات الخاصة بتحقيق الذات كالحاجة الى استثمار الشخص لامكانياته الكاملة.

  <!--<!--

 

الذات

احتياجات التوفير

الحاجات الاجتماعية

حاجات السلامة والامن

 الحاجات الفزيولوجية

 

شكل رقم (1) ، اليونسكو ، منظمة الصحة العالمية

وهذه المستويات الخسمة من الاحتياجات تشكل بمجموعها الحاجات الاساسية او حاجات النقص ويتوجب على الفرد اشباعها قبل ان يقدم على تحقيق الذات ، اما حاجات النمو فهي حاجات عليا قد تظهر عندما تشبع الحاجات الناقصة او الاساسية ويرى ( ماسلو ) : ( ان الحاجات الاساسية تكون اكثر إلحاحا من الحاجات الثانوية او احتياجات النمو ) وقد دعت        ( اليونسكو ) الى الافادة من الترتيب الهرمي الذي وضعه ( ماسلو ) لاحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة وتطبيق نظريته عليهم.

        وتكمن اهمية اشباع الحاجات من ان السلوك الذي يقوم به الفرد استجابة لدوفاعه ورغباته في امرين ، الاول نجاحه في تحقيق اغراضه وبذلك يشبع الدافع ويرضي الحاجة ويحقق التكيف النفسي عندها يسلك في حياته بصورة طبيعية ، والثاني فشله في تحقيق اغراضه وحاجاته لاسباب وعقبات ترجع الى الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة نفسه ، او الى بيئته وظروفه عندها ينشب الصراع النفسي وتظهر على سلوكه وتصرفاته اعراض سوء التصرف الاجتماعي التي قد تأخذ بذورها اشكالا من ( الاحباط والانطواء والشعور بالقلق والنقص او اللجوء الى الحيل الشعورية كالكبت  والتعويض ) وهكذا يمكننا القول بان ارضاء حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة يعد عملا مساعدا على تحقيق تكيفهم النفسي وتحقيق سعادتهم وصحتهم النفسية ، وان اهمال هذه الحاجات وعدم ارضائها يعد من اهم اسباب انحراف البعض منهم ( فقد وجد سبرت ان 70% من المنحرفين بهم عجز ) مما يؤدي الى إثارة مشاكلهم النفسية التي يفضي اثرها السئ على شخصياتهم ويتعدى ذلك الى المجتمع الذي عيشون فيه ، خاصة ان ذوي الاحتياجات الخاصة من الحروب – على سبيل المثال -  يتطلب ارضاء حاجاتهم بشكل سريع حتى لا تتولد اي نظرة لدى المقاتلين الاخرين الذين يرون ان عوقهم في الحرب قد يؤدي الى عزلتهم عن المجتمع وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على روحهم المعنوية ، ومن الواضح ان لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة حاجاتها الاساسية ويرى الباحث انه لايمكن الاخذ بالمستويات الخمسة التي وضعه ( ماسلو) كاملة لان بعض الحاجات متحققة اصلا كالحاجات الفيزيولوجية وحاجة السلامة والامن عبر وانخراطهم ووجودهم ضمن كيان المجتمع .

        ومن اجل الوقوف تفصيليا على حاجاتهم لابد لنا من استقراء الحاجات التي وضعها الباحثون في حقل ذوي الاحتياجات الخاصة والتي شملت الحالات التي تنطبق على ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام او حالات العوق الخاصة ( كالمكفوفين ) فقد ذكر الدكتور محمد عبد المنعم نور ثلاثة انواع من الحاجات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة شملت :-

<!--حاجات فردية وتشمل الحاجات ( البدنية والارشادية والتعليمية والتدريبية ) .

<!--حاجات اجتماعية وتشمل الحاجات ( العلائقية والتدعيمية والثقافية والاسرية ).

<!--حاجات مهنية وتشمل حاجات ( توجيهية وتشريعية ومحمية واندماجية) .

ويرى الباحث ان هذه الاحتياجات التي تشمل ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف فئاتهم لا تخرج في مفهومها العام عما صنفها ( ماسلو ) بإستثناء بعض التفصيلات الصغيرة اما      ( ج توماس كارول ) فقد حدد عشرين فقدانا تصيب الفرد نتيجة العوق المفاجئ وخاصة اصابات كف البصر ،والتي صنفها في ستة مستويات رئيسة هي :-

اولا : فقدانات اساسية بالنسبة للأمن النفسي وتشمل :-

<!--فقدان السلامة البدنية .

<!--فقدان الثقة بالحواس الباقية .

<!--فقدان الاتصال الواقعي بالبيئة .

<!--فقدان الخلفية البصرية .

<!--فقدان امن النور .

ثانيا : فقدانات في المهارات الاساسية وتشمل :-

<!--فقدان مهارة التحرك .

<!--فقدان فنيات الحياة اليومية .

ثالثا : فقدانات في وسائل الاتصال والتفاهم وتشمل :-

 

<!--فقدان السهولة في مجال الاتصال عن طريق الكلمة المكتوبة.

<!--فقدان السهولة في مجال الاتصال عن طريق الكلمة المنطوقة .

10. فقدان المعلومات الدافقة .

رابعا : فقدانات في التقويمات ( التقديرات ) وتشمل :-

<!--فقدان الادراك البصري للسار .

<!-- فقدان الادراك البصري للجميل .

خامسا : فقدانات في مجالات الاهتمام والوضع المالي وتشمل :-

<!--فقدان الترويح .

<!-- فقدان المستقبل المهني وفرص التوظيف .

<!-- فقدان الامن المالي .

سادسا : فقدانات ناجمة تنال الشخصية في مجموعها وتشمل :-

<!--فقدان استقلال الشخصية .

<!-- فقدان الصلاحية الاجتماعية .

<!-- فقدان القطيعة ( الضياع ضمن الكل ) .

<!-- فقدان تقويم الذات .

<!-- فقدان الانتظام الكلي للشخصية .(12)

لا شك ان كمية هذه الحاجيات الناجمة عن إعاقة الفرد المفاجئة لا تقع على عائق ذوي اختصاص معين دون سواه بل يجب ان تتظافر جهود الاختصاصات الاخرى فالوشائج متينة بين اختصاصات علوم الاجتماع والنفس والاقتصاد والاتصال وثيقة الصلة كما ان الجهود المتوازنة لتقديم الخدمات ذات اهمية بالغة ، فلا يمكن الانفراد باحدها دون الاخرى وعلم الاتصال ، شأنه شأن العلوم الاخرى ، يسهم في اشباع بعض الحاجات ذات المضمون المعرفي ، فالافراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين  كانوا يسعون للحصول على المعلومات قبل اعاقتهم تساعدهم في ذلك قابلياتهم البدنية ، يعانون بعد الاعاقة في الحصول عليها عن طريق البحث في المكتبات او حضور الندوات ومشاهدة الافلام مما يتطلب البحث عن وسائل اخرى تنقل المعلومة اليهم بسرعة ويسر . وهنا يأتي دور وسائل الاعلام وخاصة الاذاعة المسموعة والمرئية  اذ انها تسهم في اشباع الحاجات النفسية المتمثلة بـ :-

<!--الحاجة الى المعلومات والتسلية .

<!--الحاجة الى الاخبار حول مشكلات الساعة .

<!--الحاجة الى رفع مستوى المعارف والثقافة العامة .

<!--الحاجة الى دعم الاتجاهات النفسية وتعزيز القيم والمعتقدات والتوافق مع المواقف الجديدة .

كما ان الاعلان يؤدي دورا هاما في اشباع عدد آخر من الحاجات مثل الحاجة الى الامن والاطمئنان والراحة اذ ان المعلن ( يستغل حاجة الناس الى حياة افضل وسعادة اكمل وصحة اوفر فيشبع التفاؤل والنظرة البمشرقة لمستقبل افضل ويستفيد المعلن عن حاجة الناس الى التأكد من انه على صواب وانه لم يخطئ الاختيار ومن ثم يلجأ الى اشباع هذه الحاجة بالاستناد الى شهادة العلم والخبرة والشهرة والسلطة.(14)  وفي الوقت الذي توفر معرفة حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة فائدة كبيرة في تهيئة برامج التأهيلية لهم ، فانها تشكل خطرا واضحا ايضا اذا استغلت من قبل اصحاب الدعاية المضادة الذين يسعون لمعرفة حاجاتهم الاخرى كالحاجة الى الامن الاقتصادي والمكانة والرفاهية والى الخبرات الجديدة ليربط بها دعايته فينظم لهم ما يشبع حاجاتهم الاساسية ورغباتهم ويوافق اهوائهم مركزا على اشياء مثل الاستقرار الاسري والاقتصادي والامن الشخصي  وما شابه ذلك .(15) ولابد من الذكر ان الاحتياج نفسه ربما لم يكن اساسيا بما يتعلق بالاشباع المباشر للنقص ، لكن الشعور بضرورة اشباعه يصبح ملحا في وقت لاحق عندما تكون الحاجات الاولية قد تم اشباعها ، ويأتي الاعلام ووسائله ضمن الاهمية التالية في النطاق الاجتماعي الاانها تكسب اهمية اكبر في مرحلة تأهيل المعوقين وتهيأتهم لاستثمار فرص الحياة المختلفة .

 شكراً لحسن المتابعة والي اللقاء في موضوع آخر

ويمكنكم في حالة الاستفسار الاتصال بالعنوان التالي:

[email protected]

[email protected]

 Mobil: 01061060503    

 

المصدر: أ.د / محمد السيد سليمان فولي إستاذ الارشاد والإعلام الريفي مركز البحوث الزراعية مخرج برامج بالقنوات الفضائية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 222 مشاهدة
نشرت فى 30 أكتوبر 2020 بواسطة drFouly

ساحة النقاش

ا.د/محمد السيد سلمان الفولي.

drFouly
هذا الموقع من المواقع العلمية المتخصص في تناول وعرض الموضوعات العلمية والثقافية في مختلف التخصصات والمجالات سواء الارشادية او الطبية او الاجتماعية وكذلك التركيز علي الموضوعات الإعلامية .......أ . د/ محمد الفولي استشاري انتاج وإخراج البرامج المرئية بالقنوات الفضائية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

269,870