العقاب في ميزان التربية الخاصة

د. حسام محمود زكي

يمثل ذوو الاحتياجات الخاصة عددا لا يمكن إهماله ولا نستطيع إنكار دوره ووجوده إن أردنا بناء مجتمعاتنا؛ حيث إن ذوي الاحتياجات الخاصة تتعدد فئاتهم ودرجاتهم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: صعوبات التعلم والمكفوفون والصم والمعاقون فكريا وذوو اضطراب التوحد، ولا يخفى علينا أن داخل تلك الفئات قد نجد منهم من لديه قدرات أخرى غير التي يعاني منها نستطيع إن تعاملنا معه بطريقة مناسبة أن نجعله عضوا نافعا في المجتمع، ولذا فيقع على المعلمين والعاملين معهم العبء الأكبر في ذلك.

وفي الوقت نفسه يظن كثير من العاملين في مجال التربية الخاصة بل كثير من التربويين عامة أن العقاب أسلوب واحد وهو العقاب الجسمي بل إننا بمجرد نطق كلمة العقاب يتبادر لذهن أغلب المستمعين من العاملين في مجال التربية والتعليم الضرب والوخذ والقرص ...، إلا أن الفهم الصحيح غير ذلك.

وفي مقابل ذلك يجب علينا كتربويين ونفسيين نتعامل مع الأفراد العاملين في مجال التربية الخاصة أن نبين لهم النظرة الصحيحة لأسلوب وفنية العقاب فقد بين بعض الدراسات أن هناك مستوى متدنٍ من المعرفة حول أساليب تعديل السلوك (العقاب خاصة) لدى معلمي التربية الخاصة والمعلمين العاديين والمرشدين التربويين؛ في الوقت الذي يجب أن يلم هؤلاء بأساليب تعديل السلوك ومنها أسلوب وفنية العقاب.

ومما لا شك فيه أن هناك أهمية كبرى لمبدأ الثواب والعقاب في التعامل اليومي لا سيما للمعلم واستخدامه في تلاميذه لأن ذلك من أهم المبادئ التربوية مصداقا لقوله تعالى " وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ ۚ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ" (سورة غافر، 58).

لذا فالعقاب كأسلوب وفنية يجب أن يستخدمها العاملين في مجال التربية الخاصة بحيث يراعوا أن العقاب التربوي يشمل أساليب فرعية وأشكال أخرى غير العقاب الجسمي ومنها العقاب النفسي؛ حيث يتم السخرية مثلا من التلميذ أو أن يتم تجاهله، وكذلك العقاب الاجتماعي وفيه يتم مثلا استخدام مكانة التلميذ في الفصل وأمام زملائه ليتم الضغط عليه من خلالها، ومن الضروري مراعاة طبيعة التلميذ وتناسب أسلوب العقاب معه وكذلك وقت العقاب ونوعه ودرجته.