السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية ذي بدء أحمد الله عز وجل الذي علمنا الدعاء بقوله ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ... أما بعد:
لقد كان اللقاء (الندوة) في ثلاثية الحزم بمركز الحزم بحضور نخبة من العلماء في ضيافة سعادة الأستاذ الشيخ محمد ناصر آل راكان بعنوان استيراتيجيات تقوية العلاقة بين الآباء والأبناء، ودار الحديث عن ذلك من خلال بعض العناصر كما يلي:
<!--لابد من حسن اختيار الأرض التي نود أن نزرع فيها فليس كل الأراضي تصلح للزراعة ، وهكذا فليس كل النساء يصلحن لأن يكن أمهات، وهنا لابد من التذكير بموضوع الرخصة الزواجية حيث إنها من مقومات الزواج الناجح من خلال حضور الزوجين للندوات والدورات الخاصة بتنمية التفاعل فيما بينهما وبين أولادهما ....
<!--لابد من معرفة أي مرحلة يكون الابن فمن المعلوم أن مراحل النمو تُقسّم تقسمات منها مرحلة الحمل (لحظة الحمل – الولادة) ثم مرحلة المهد (الولادة – سنتين) ثم مرحلة الطفولة المبكرة (2- 6) ثم مرحلة الطفولة المتوسطة (6-9) ثم الطفولة المتأخرة (9- 12) ثم المراهقة وما أدراك ما المراهقة (12- 20) تقريبا مع بعض الاختلافات بتقديم أو تأخير سنة أو سنتين في كل مرحلة.
<!--ولكل مرحلة بالطبع استيراتيجيات معينة للتعامل فيها وما يصلح لمرحلة ليس ضروريا أن يصلح لأخرى.
<!--تذكر أن علاقتك بأسرتك كعلاقة سائق الاتوبيس بالركاب في حافلته فهدفكما توصيل الركاب (الأسرة) لبر الأمان وليس بالضرورة أن تجعل أبناءك نسخة أخرى منك.
<!--عبِّر لابنك عن حبك وحاول إشباغ الفراغ العاطفي لدى الأبناء، أجب عن الأسئلة التالية بينكم وبين نفسك :
هل تعبر عن حبك لابنك؟
كيف تعبر عن حبك له؟
هل يشعر بذلك الحب ويفهمه؟
<!--اجلس مع ابنك واستمع له حاول احتوائه وتذكر دائما ألا تقاوم المتع المحرمة إلا بمزاحمتها بالمتع المباحة.
<!--تقوية الارتباط الشرطي بين ما هو غير مقبول لدى الابن وما هو مقبول لديه مثل اذا كان ابنك يصلي في الشتاء دون وضوء لبرودة الجو فلا تنهره وتكرر ذلك كل ما عليك أن تحدثه في أمر يحبه ككرة القدم مثلا أثناء قيامكما معا بالضوء، لذا فيجب أن تحب ما يحب ابنك..
<!--ابتعد عن ستة أمور تهدم أكثر مما تبني، وهي: لا تقارن – لا تنتقد – لا تفرط في الحماية – لا تسيطر – لا تعمم – لا تلزمه بما أكبر منه.
<!--ارسم الصورة الذاتية لابنك ، فلكل منا صورة ذهنية تتحكم فيه وهي تأتي من أمور وتتشكل مما يمر به الفرد من أحداث بداية من لحظة الحمل وما تمر به الأم .
<!--حاول تطبيق فنية التاقض الظاهري ولكن يجب أن تكون بحكمه فيمكن أن يقوم الفرد بتطبيقها ولا تؤدي لتحسين الأمر بل لتؤدي للعناد لدى الابن فهي تحتاج حكمة وخبرة.
<!--فنية النمذجة والقدوة فأنت قدوة لأنك حتى ولو لم يقل لك ذلك.
<!--فنية العقاب لابد من استخدامه ولكن راع ألا تكثر منه وأن يكون مناسبا للسلوك الخطأ وأن تعلم الابن أنك تعاقب سلوكه الخاطئ وليس هو.
<!--فنية الاقتصاد الرمزي .
<!--فنية التعاقد السلوكي.
وفي النهاية فعلى كل منا أن يحاول يطور علاقته بأسرته كما تسعى أن تطور ذاتك المهنية فكل منهما ضروري وتذكر حديث البني صلى الله عليه وسلم عن مسؤلية الرجل في بيته وتجاه أهله وأولاده، وهذا فما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من سهو أو خطأ او نسيان فمني ومن الشيطان.
اللهم أني أسألك أن تجعل ذلك العمل شاهدا لنا جميعا ويجعله خالصا لوجهه الكريم.
د.حسام محمود زكي
مركز الحزم
الثلاثاء 3/ 1/ 2017
5/4/ 1438 هــ